حذر الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الاثنين) من أن تقود الخلافات السياسية إلى خلاف وطني بما قد يهدد وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب إعلام الرئاسة خلال استقبال عون، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ووفد من الطائفة. وحول دعوته إلى حوار وطني عاجل، أشار إلى أن برنامج اللقاء الحواري يقوم على 3 نقاط خلافية أساسية في لبنان، وقال "لا نريد الاستمرار في صراع كلامي بين وقت وآخر". وكان الرئيس اللبناني أعلن في 27 ديسمبر الماضي في كلمة متلفزة، الأطراف السياسية اللبنانية إلى "حوار وطني عاجل" من دون تحديد موعده، لكنه ذكر أن "هدف الحوار التفاهم على إقرار اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وخطة التعافي المالي والاقتصادي". وشدد عون على أهمية التعافي الاقتصادي وعلى عدالة توزيع الخسائر، فيما لفت بشأن اللامركزية الموسعة أنها لا تلغي الارتباط بالدولة المركزية، ولكنها تسمح بتحقيق الإنماء في مختلف المناطق. وأشار بشأن الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان أنها يجب أن "تدرس لأن لبنان بلد يكاد أن يتمكن من الدفاع عن نفسه ضمن محيطه كي يحافظ على استقلاله وسيادته". ودعا إلى "التعاطي بانضباط مع المشاكل والخلافات الدائرة في محيطنا، وأن لا نذهب إلى أكثر من ذلك". وأعرب عن أمله بأن "تتخطى اللقاءات الحوارية الخلافات السياسية، لأن الحوار لا يهدف إلى تحقيق مصلحة حزبية أو شخصية". وأكد أن "الخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا إلى خلاف وطني على الهوية والوجود". وأضاف "نحن قد نختلف سياسيا في بعض الأحيان حول قانون أو مشروع معين وليس على مبادئ جوهرية وأساسية في حياة الوطن، قد تهدد وحدته وسيادته واستقلاله". ويواجه لبنان انقسامات سياسية وأزمة ومالية ونقدية واقتصادية يعتبرها البنك الدولي بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، كما يصنفها ضمن أصعب 3 أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن الـ19. وقد أدت هذه الأزمة بحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) إلى ارتفاع معدل الفقر في لبنان من 42 % في العام 2019 إلى 82 % من إجمالي السكان في العام 2021.■
مشاركة :