بدأت الأمم المتحدة الإثنين مشاورات أولية منفردة مع كافة الأطراف السودانية بهدف حل الأزمة السياسية في البلاد، لكن ردود فعل القوى المدنية الرئيسية في السودان على المبادرة تبدو فاترة. وقال جعفر حسن المتحدث باسم الفصيل الرئيسي في قوى الحرية والتغيبر التي لعبت دورا محوريا في التظاهرات ضد الرئيس المعزول عمر البشير “لم نتلق بعد أي تفاصيل حول المبادرة”. وأضاف حسن “نحن على استعداد للمشاركة في المحادثات بشرط أن يكون الهدف منها استئناف التحول الديمقراطي وتنحية نظام الانقلاب ولكننا ضد هذه المبادرة إذا كانت تستهدف إضفاء الشرعية على نظام الانقلاب”. فولكر بيرتس: المشاورات تهدف إلى الحصول على أجندة للمضي قدما وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي لعب كذلك دورا محوريا في الاحتجاجات التي أدت إلى إسقاط البشير الأحد رفضه للمبادرة و”تمسكه الصميم باللاءات المعلنة من قبل قوى الثورة الحية وهي لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية”. واعتبر التجمع أن “الحل هو إسقاط سلطة المجلس العسكري وانتزاع السلطة الشعبية المدنية الكاملة”. وأكدت الأمم المتحدة أنه “ستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة من المدنيين والعسكريين بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة”. وفي بيان السبت أوضح فولكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها المتكاملة لدعم الانتقال في السودان أن “العنف المتكرر ضد المتظاهرين السلميين عقب الانقلاب لم يسهم سوى في تعميق انعدام الثقة بين كافة الأحزاب السياسية في السودان”، مشيرا إلى أنه حتى الآن “لم تنجح كل التدابير التي تم اتخاذها في استعادة مسار التحول الديمقراطي”. وأكد بيرتس أن “الهدف من إجراء مشاورات منفردة مع المجموعات السياسية والاجتماعية المختلفة ولجان المقاومة هو الحصول على آرائهم حول القضايا والأجندة للمضي قدما”. ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة عبدالله حمدوك واعتقال مسؤولين وسياسيين. والأسبوع الماضي أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك استقالته من منصبه بعد توقيعه لاتفاق سياسي مع الجيش لاستكمال المرحلة الانتقالية، مؤكدا أنه حاول إيجاد توافقات لكنه فشل وحذر من أن البلاد تواجه “منعطفا خطيرا قد يهدد بقاءها” وأنه كان يسعى لتجنيب “انزلاق السودان نحو الهاوية”. ويعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعا مغلقا غير رسمي للبحث في آخر التطورات في السودان، على ما أعلنت مصادر دبلوماسية.
مشاركة :