بروكسل - (أ ف ب): واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أمس الأربعاء عقبة خلال المحادثات مع موسكو في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل سعيا لتجنب نزاع جديد في أوكرانيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في ختام اجتماع استمر قرابة أربع ساعات في مقر الحلف مع مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو «ثمة اختلافات رئيسية بين الحلفاء وروسيا حول هذه المسائل». وأضاف أنه سيكون من المستحيل لأعضاء الحلف البالغ عددهم 30 الموافقة على المطالب الجوهرية لموسكو المتعلقة بنظام أمن جديد في أوروبا، وشدد خصوصا على أنه لن يكون لروسيا حق تعطيل انضمام أوكرانيا المحتمل للحلف في نهاية المطاف. وكانت حكومة الرئيس فلاديمير بوتين قد قدمت للغرب لائحة من المطالب تضمن استبعاد ضم أعضاء جدد مثل أوكرانيا وجورجيا وفنلندا على ضفته الشرقية وطالبت بقيود على انتشار قوات الحلف في جمهوريات سوفيتية سابقة انضمت للحلف بعد الحرب الباردة. ورأى ستولتنبرغ «مؤشرا إيجابيا» في تمكن الطرفين من الجلوس معا وفي إحياء منصة مجلس ناتو-روسيا وفي أن أعضاء الحلف دعوا روسيا للموافقة على سلسلة من المباحثات لمناقشة مسألة مراقبة التسلح و«العديد من المسائل لمنع نزاع مسلح جديد». وأوضح أن «موسكو لم تكن في وضع يخولها الموافقة على ذلك المقترح. وفيما لم يرفضوه إلا أن الموفدين الروس أوضحوا بأنهم يحتاجون إلى بعض الوقت للعودة إلى حلف الأطلسي مع الرد». غير أن ستولتنبرغ نبه إلى أن روسيا لن تكون مخولة تعطيل أي مسعى من أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي داعيا إلى «خفض التصعيد» فيما يتعلق بالتعزيزات العسكرية الروسية عند حدود جارتها. وقال «أوكرانيا دولة ذات سيادة، لأوكرانيا حق الدفاع عن نفسها، أوكرانيا لا تمثل تهديدا لروسيا». أضاف «روسيا هي المعتدي. روسيا هي من استخدم القوة ويستمر في استخدام القوة ضد أوكرانيا». وتابع «وهم يحشدون قرابة 100 ألف عنصر ومدفعية ومدرعات ومسيّرات وعشرات آلاف الجنود الجاهزين للقتال مستخدمين خطاب تهديد، هذه هي المشكلة». وافقت موسكو على إعادة إحياء مجلس ناتو - روسيا وهو هيئة استشارية أُنشئت عام 2002 وعُلّقت أعمالها في يوليو 2019. جرت محادثات بين روسيا وناتو في عام 2019، لكن التعاون العملي بين الفريقين توقف في عام 2014 بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمّها إليها. وسُحبت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى ناتو في أكتوبر بعد طرد ثمانية أعضاء منها تشتبه القوى الغربية في قيامهم بالتجسس. لكن ألكسندر غروشكو عاد ليواجه ستولتنبرغ ونائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان بعدما كان قد وصف الاجتماع في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه «لحظة الحقيقة» في العلاقات بين روسيا والحلف. بعد الاجتماع كتبت شيرمان في تغريدة «خلال اجتماع مجلس ناتو-روسيا اليوم، أعدت تأكيد المبادئ الرئيسية للنظام الدولي وللأمن الأوروبي: لكل دولة الحق السيادي في اختيار مسارها».
مشاركة :