اتفق مسؤولون وخبراء على أن دبي تتمتع بموقع استراتيجي يؤهلها لأن تكون وجهة مثالية لتسهيل حركة التجارة من وإلي إفريقيا. وأشاروا خلال فعاليات المنتدى الإفريقي للأعمال، أمس، إلى أن دبي اتجهت إلى إفريقيا في فترة متقدمة، عندما كان يشعر الآخرون بالتخوف منها، لافتين إلى أن دبي تتطلع لتعزيز استثماراتها في قطاعي الضيافة والفندقة والبنية التحتية والموانئ الإفريقية. وأوضحوا أن استثمارات دبي تواجه بعض العراقيل في عدد من الدول نتيجة القوانين والبيئة الاستثمارية غير المشجعة. البنية التحتية خطة لمعالجة الفجوة في البنى التحتية بإفريقيا أطلقت موانئ دبي العالمية، تقريرها عن أهمية ردم الهوة في تطوير البنى التحتية في القارة الإفريقية من أجل دعم النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، وذلك على هامش المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، أمس، وخلص التقرير الذي أعدته موانئ دبي العالمية، بالتعاون مع وحدة المعلومات التابعة لمجموعة إيكونوميست، إلى تحديد خطة تسهم في معالجة الفجوة في البنى التحتية في قارة إفريقيا. ولفت التقرير إلى أن تجاوز العجز، الذي تعاني منه القارة الإفريقية في مجال البنى التحتية، يتطلب ضخّ استثمارات كبيرة سنوياً، حيث يشير التقرير إلى توافر نصف هذا المبلغ فقط في الوقت الحالي. وأشار التقرير إلى أن الاستثمارات في قطاع البنية التحتية الإفريقية ارتفعت على مدى العقد الماضي بشكلٍ لافتٍ، حيث تم إنجاز عدد من المشروعات المهمة، إلا أنه على الرغم من تدفق المشروعات الجديرة بالاهتمام، فشلت عمليات تطوير البنى التحتية بالقارة الإفريقية في مواكبة نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدلاته المتوسطة بنسبة 5%، كما أن حركة تطوير البنى التحتية مثل الأطر القانونية والتنظيمية التي تتيح بناء البنى التحتية المادية والحفاظ عليها، شهدت شيئاً من التباطؤ. سلطان أحمد بن سليم وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم، إنّ هناك ضغوطاً كبيرة على البنية التحتية في إفريقيا، حيث إن أكثر من نصف سكان إفريقيا يعيشون في المدن، مشيراً إلى أن القارّة الإفريقية تحتاج إلى الاستثمارات، وأفضل طريق لذلك هو الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأضاف بن سليم خلال الجلسة الثانية للمنتدى الإفريقي للأعمال أنّه توجد فجوة كبيرة في ما يتعلّق بالاستثمارات في إفريقيا، حيث أنّ الطريقة المثلى لجذب الاستثمار ورؤوس الأموال الخارجية هي إظهار قدرة إفريقيا على حماية الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا أهمية أن تتمتع مشروعات البنية التحتية بالشفافية. وقال بن سليم إن إفريقيا مهمة لشركة (موانئ دبي العالمية)، ولدينا ستة موانئ في خمسة بلدان، اثنان منها في الجزائر، لافتاً إلى أن دبي اتجهت إلى إفريقيا في فترة متقدمة عندما كان يشعر الآخرون بالتخوف منها. وقال بن سليّم إن دول القارة السمراء تحتاج إلى أسس قوية لتتمكن من بناء اقتصاداتها، وللقيام بذلك، لابد من تطوير البنى التحتية، فهي العامل الرئيس لسرعة بناء الأصول الملموسة، وسرعة تطوّر التجارة. وأضاف بن سليّم: لمسنا من خلال موانئنا الموزّعة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى النمو القوي الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الـ10 الأخيرة. وأشار إلى أن إفريقيا تعد سوقاً مهمة في محفظة أعمال موانئ دبي العالمية التي تعد من الداعمين والمروجين لنموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال اتفاقات مع الحكومات في موانئها الستة الموزّعة في خمس دول إفريقية، حيث يعمل لديها أكثر من 5000 موظف. من جهته، قال مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، محمد إبراهيم الشيباني، إن إفريقيا مهمة جداً بالنسبة لإمارة دبي، التي تبحث عن أوجه الشراكة فيها، وتعد شريكاً اقتصادياً قوياً لدبي، وأضاف الشيباني في الجلسة النقاشية الثالثة ضمن فعاليات المنتدى أن مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية تتطلع لتعزيز استثماراتها في قطاعي الضيافة والفندقة في جمهورية رواندا، مشيراً إلي أنه من المتوقع إنجاز مشروعات عدة بها مستقبلاً. وأشار الشيباني إلى أن دبي تعمل أيضاً على الاستثمار في قطاعي البنية التحتية والموانئ الإفريقية بالاعتماد على خبرتها في مجالات معينة مثل النقل واللوجستيات، مستدلاً بتجربة دبي الناجحة في هذه القطاعات، التي حققت نتائج جيدة. وأوضح الشيباني أن استثمارات دبي في القارة ترتكز على ثلاث ركائز، وهي تجربة (موانئ دبي العالمية) بما لديها من استثمارات مهمة في القارة، ثم شركة (دناتا) في النقل والسفر، والركيزة الثالثة هي مجموعة (طيران الإمارات). وذكر الشيباني أن استثمارات دبي تواجه بعض العراقيل في عدد من الدول نتيجة القوانين والبيئة الاستثمارية غير المشجعة، معبراً عن ارتياحه عن مستوى استثمارات دبي الحالية والمستوى الذي وصلت إليه، وأشاد الشيباني بتوجه غرفة دبي نحو افتتاح مكاتب تمثيلية جديدة في القارة السمراء، لتقديم كل الدعم للمستثمرين الإماراتيين من القطاعين العام والخاص. من جهته، قال رئيس جمهورية رواندا، بول كاجامي إن رواندا تهتم كثيراً بالاستثمارات القادمة من دبي، خصوصاً في قطاع الضيافة واللوجستيات، مؤكداً تطلع بلاده إلى الاستفادة من خبرة دبي في مختلف القطاعات، كالنقل الجوي والاتصالات، وربط دبي ببعض المناطق في إفريقيا. وقال كاجامي إن دبي تلعب دوراً مهماً في مجال الضيافة في رواندا، مشيراً إلى أن بلاده تطور القطاع اللوجيستي بالتعاون مع دبي. وقال كاجامي إنه يتوقع من دولة الإمارات أن تمارس أنشطة تتعلق بدعم التنمية الاقتصادية والتعاون، بما يؤدي إلى تدفق المنتجات من روندا تصديراً إلى دبي، وأن تصدر منتجات دبي من رواندا. بدوره، قال رئيس جمهورية الصومال، حسن شيخ محمود، إن هناك عدداً كبيراً من رجال الأعمال الصوماليين في دول الجوار، لافتاً إلى وجود سياسات حكومية لجلب هذه الاستثمارات الصومالية إلى الداخل من خلال تحسين بيئة ممارسة الأعمال.
مشاركة :