تسعى دبي في المنظور القريب إلى أن تصبح مؤسسة مستدامة على المستوى العالمي، وتدعم التعاون المثمر مع شركائها كركيزة أساسية لمسيرة نجاحاتها المستمرة في مساندتها للعديد من المشاريع والمبادرات المتميزة والفعالة، بشكل مستمر لتطوير البنية التحتية للإمارة، متخذة من أهدافها التي رسمتها لنفسها مجالاً حيَّاً لحيويتها، وتعميم الكثير من النجاحات التي اكتنزتها من رغبتها في التجديد، لتكون على رأس أولوياتها المحددة لهذا الغرض، الذي لن يكون لدبي وحدها، بل لإمارات الدولة كافة. أكد خالد علي بن زايد الفلاسي مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمجتمع ببلدية دبي، أهمية تطبيق أفضل الحلول والممارسات العالمية لتحقيق رؤية مدينة دبي، بأن تكون أكثر مدن العالم استدامة بحلول عام 2020. وقال: لمستقبل أكثر استدامة تم استحداث لجنة الاستدامة في بلدية دبي، التي بدورها ستترجم رؤية القيادة الرشيدة، ورؤية بلدية دبي في بناء مستقبل أخضرَ مستدام، بتصورات وممارسات في مجال الطاقة، لتكون أحد أهم عوامل النجاح الذي نصبو إليه، وسيتم ذلك باتباع الخطط الاستراتيجية التي تتبنى فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتحول إلى حكومة ذكية، وذلك لأهمية تطبيق التكنولوجيا الحديثة والذكية في جميع قطاعات العمل، وخاصة قطاع الإنشاءات، الذي برز دوره في الآونة الأخيرة مع فوز مدينة دبي باستضافة إكسبو 2020. وأشار ابن زايد إلى أن مدينة دبي أصبحت من أبرز المدن الذكية والمستدامة، وذلك من خلال تطبيق المعايير والأنظمة الحديثة على مستوى العالم، الأمر الذي يسير في اتجاه النظرة الطموحة نفسها، لإمارة دبي، وذلك تماشياً مع اهتمام العالم في الوقت الحاضر بالحفاظ على البيئة، وحياة المجتمعات الإنسانية على الأرض، حيث تعتبر الاستدامة البيئية شرطاً أساسياً لتحسين نوعية الحياة بما فيها الصحة العامة، وتحقيق التنمية الاقتصادية، عبر حماية الموارد الطبيعية والمواد الأولية، أما الاستدامة الأكثر شمولاً، فهي مرتبطة بالتنمية والموارد الطبيعية والبشرية، ونمط تعامل الإنسان مع البيئة. وأضاف: أثمرت الجهود التي بذلتها بلدية دبي عن العديد من النتائج الإيجابية التي أنجزتها، بالتعاون مع شركائها من وزارات ومؤسسات وهيئات محلية، ومؤسسات وشركات خاصة وأفراد، حيث استطاعت على مدار سنوات إطلاق العديد من المبادرات البيئية، والذكية، من أجل تحقيق أهداف مشتركة تستهدف تعزيز عملية التثقيف، ورفع الوعي وتنظيم البرامج المشتركة. وقال إن بلدية دبي لا تدخر جهداً في مبادراتها وفعالياتها التي تسهم في بناء مدينة مستدامة من خلال التوعية والتدريب المستمر، وعمل الورش والندوات والمؤتمرات لشرائح المجتمع المختلفة، للنهوض بفكر مجتمع المدينة وبناء حضارته، ولا يتم ذلك إلا بالبدء والتطبيق أولاً على بلدية دبي، حيث قامت بتحويل مبانيها إلى مبانٍ موفرة للطاقة، عبر استبدال الإضاءة التقليدية في مرافق وأرجاء البلدية كلها إلى إضاءةٍ خضراءَ موفرةٍ للطاقة. وأشار إلى أن مدينة دبي تولي اهتماماً شديداً بالمباني الخضراء، وتعتبرها ضرورة ملحة لا بد من تداركها من أجل رفع كفاءة المباني، في تعاملها مع الطاقة والمياه والمواد والنفايات في المستقبل، لتقليل مخاطر البناء على صحة البشر والبيئة، ومن هذا المنطلق فإن تطبيق لائحة شروط ومواصفات المباني الخضراء، سيساهم في تخفيض استهلاك الطاقة في المباني بمقدار 20%. وقال إن بلدية دبي أقامت العديد من الاتفاقيات مع مؤسسات عدة، يتم تطبيق حقوق الملكية الفكرية للطرفين، بما يتفق مع القوانين المحلية والقواعد واللوائح والخطط ذات الصلة، ويحظر استخدام الاسم أو الشعار أو الشعار الرسمي لأي من الطرفين، في أي نشرات أو وثائق أو أوراق دون الموافقة الخطية المسبقة، من قبل هذا الطرف، كما يتم تنفيذ حقوق الملكية الفكرية فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات الفكرية التي ينتجها هذا التعاون لتستخدم بشكل مشترك من قبل الطرفين من خلال الجهد المبذول في الأنشطة التي يشتركان فيها، وتخدم البيئة والاستدامة والاقتصاد الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة، المحيط العربي، بالتعاون مع المؤسسات والدوائر في القطاع العام والخاص من أجل تثقيف وتمكين وتأهيل وتدريب الشباب الجامعي على قضايا البيئة والاستدامة والتوجهات الخضراء، وتنظيم رحلات وزيارات ميدانية للشباب الجامعي للاطلاع على أفضل المبادرات، والممارسات البيئية داخل الدولة وخارجها، بالتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة، وتحقيق تقديم نموذج للاستدامة من خلال تحول الجامعات إلى مبان خضراء ومستدامة، وتطوير المناهج التعليمية، والبرامج والمبادرات البيئية ليتم توظيفها في اتجاهات تدعم البيئة والاستدامة والاقتصاد الأخضر، والتنسيق مع الوزارات والدوائر ذات العلاقة من أجل تضمين المناهج التعليمية القوانين والشروط والمواصفات ذات العلاقة بالبيئة والاستدامة والاقتصاد الأخضر، والعمل على التحول داخل الجامعات نحو المباني الخضراء من أجل ترشيد الاستخدام للطاقة. تحديث الرؤية الاستراتيجية أصدرت البلدية قراراً بتشكيل لجنة الاستدامة في البلدية و يأتي القرار انطلاقاً من حرص البلدية لمواكبة التطورات العالمية في مختلف مجالات إدارة المدينة بما يتماشى مع السياسات المستدامة في إمارة دبي والمتعلقة بالمباني والمدن والفنادق الخضر والاقتصاد الأخضر وغيرها، وتقوم هذه اللجنة بتطوير وتحديث الرؤية الاستراتيجية للاستدامة في البلدية وضمان تكاملها مع الخطة الاستراتيجية لإمارة دبي ومتابعة تطبيقها وحل المشكلات والمعوقات التي تواجهها، بالإضافة إلى متابعة تطبيق نظام المباني الخضر في الإمارة وتطويره واقتراح الحلول والمعوقات، كما تتولى اللجنة وضع الضوابط والاشتراطات والمعايير الخاصة بشهادة المطابقة للمباني الخضر وفقاً للائحة شروط ومواصفات المباني الخضر، وإعداد خطة إعلامية للتعريف بالسياسات المعتمدة لدى البلدية بشأن الاستدامة وبيان أهميتها ودورها في المحافظة على الدخل القومي والصحة العامة والبيئة ومتابعة تنفيذها. وتشمل مسؤوليات اللجنة أن تضع الآليات اللازمة لتقييم المباني الخضر ومدى تحقيقها لمعايير الاستدامة ومتابعة إجراءات تنفيذ تلك الآليات مع الجهات المعنية في إمارة دبي، واقتراح وتنسيق ومراجعة الدراسات والبحوث الخاصة بالاستدامة ووضع البرامج والخطط اللازمة لاعتماد ونشر وتطبيق التوصيات الناتجة عنها. وتشرف اللجنة على تطوير وتنفيذ برامج التوعية والتدريب وبناء قدرات الموظفين والجمهور في مجال الاستدامة، وإعداد وتنظيم المؤتمرات والفعاليات ذات الصلة بالتنسيق مع الوحدات التنظيمية المختصة في البلدية. الطاقة المتجددة في إطار مسيرة دبي نحو تطبيق معايير المباني الخضراء، وتنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تبني المعايير والمواصفات للمباني الخضراء التي من شأنها ضمان التنمية المستدامة، والإسهام في إيجاد أفضل الممارسات، وبيئة أفضل لحياة الإنسان، تتبنى بلدية دبي التوعية في استخدام وتطبيق أحدث ما توصلت إليه العلوم في مجال المباني الخضراء، حيث تشجع البلدية على استخدام السخانات الشمسية، لما لها من فوائد في توفير الطاقة. وعملت البلدية على تعزيز ريادتها في مجال الطاقة والاستدامة، من خلال استخدام الطاقة المتجددة، عن طريق أنظمة تسخين المياه في المباني بواسطة الطاقة الشمسية، إذ يأتي دور البلدية في تقديم أفضل الممارسات من الناحية العلمية والعملية، التي تسهم في تقليل الاستهلاك الكبير لموارد الطبيعة، مثل استهلاك الكهرباء والماء، الذي يتزايد من عام لآخر، وتتبنى بلدية دبي المواصفات والمعايير التي تحقق صحة المباني بدبي.وكان ذلك، ولا يزال، من الأولويات التي تهتم بها البلدية في إيجاد أفضل التطبيقات لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم استخدام الكثير من تلك الأنظمة التي تؤمن أعلى المعايير البيئية والمعمارية للمباني، مثل استخدام أنظمة العزل الحراري، واشتراطات التهوية والإنارة الطبيعية للفراغات المختلفة في المبنى، واستخدام الزجاج العازل لأشعة الشمس، والذي يخفف من الانبعاث الحراري، واستخدام أعلى المعايير لتأمين المواد المستخدمة في المباني.
مشاركة :