أكد رئيس الوزراء التونسي علي العريض أن العلاقات السعودية التونسية ليست وليدة اليوم، وتعود لأزمان قديمة وهي ضاربة في الجذور وقائمة على الثقة المتبادلة وعلى الشفافية والاحترام المتبادل، وهناك حرص تونسي لتعزيزها وإعطائها دفعة للأمام. وأوضح رئيس الوزراء التونسي العريض في حوار أجرته معه عكاظ أنه لا يخشى من تكرار التجربة التي حدثت في 3 يوليو في مصر ببلاده قائلا: إن الوضع في تونس مختلف عن مصر ولا يوجد إقصاء لأي تيار أو أي طرف. مؤكدا أن إعداد الدستور الجديد المتوافق عليه أوشك الانتهاء منه والانتخابات الرئاسية والتشريعية ستعقد نهاية العام. وزاد: هناك شراكة وحوار وتقارب وتفاعل مع جميع التيارات التونسية. وأكد العريض أن بلاده تتفهم قرار المملكة بتخفيض حجاج الخارج، مطالبا جميع الحجاج التكيف مع هذا القرار الذي يصب في مصلحتهم أولا وأخيرا . وأكد العريض وجود تطابق في وجهات نظر المملكة مع تونس حيال إنقاذ الشعب السوري من الاستبداد الأسدي. وفيما يلي نص الحوار: * بداية كيف تنظرون لمستقبل العلاقات السعودية التونسية وكيفية إعطائها دفعة للأمام ؟ في الحقيقة إن العلاقات السعودية التونسية ليست وليدة اليوم، وإنما تعود لأزمان قديمة وهي ضاربة في الجذور، ونحن حريصون تماما لتعزيزها وإعطائها دفعة للأمام في جميع المجالات، وهذه العلاقات ستشهد مزيدا من التنمية في المستقبل وهي والحمدلله قائمة على الثقة المتبادلة وعلى الشفافية والاحترام المتبادل. * تكتسب زيارتكم للمملكة والتي تعتبر الأولى لك أهمية كبرى .. كيف تنظرون لأهميتها من حيث التوقيت والظروف التي تمر بها المنطقة ؟ هدف زيارتي للمملكة لتوثيق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام وتجيء في إطار التشاور مع المملكة حيال قضايا الأمة والتحديات التي تواجهها المنطقة وضرورة تعزيز التضامن العربي. وكما تعلمون إن المنطقة تشهد تحولات وتطورات كبيرة وهذا يتطلب التنسيق مع المملكة ونحن نقدر الجهود المحلصة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لإرساء الأمن والسلام في المنطقة وإيجاد حلول لقضايا المنطقة. * قمتم بأداء العمرة وشاهدتم التحسينات التي تتم في الحرم المكي .. هل تؤيدون تخفيض نسبة الحجاج من الخارج ؟ هذا صحيح .. ليس كمن سمع كمن رأى .. لقد شاهدت بنفسي التحسينات والتجديدات في صحن المطاف .. وفي محيط الحرم المكي وهذه التوسعة جبارة وهائلة بكل المعايير ولا يمكن وصفها، وبكل أمانة إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تتوانى إطلاقا في تسيير أداء الحجاج والمعتمرين لمناسكهم والتحسينات التي تجري حاليا مثال على ذلك. وفي الحقيقة إن قرار المملكة بتخفيض نسبة الحجاج لموسم الحج القادم جاء في الواقع للحفاظ على سلامة الحجيج ولتسهيل أداء مناسكهم، ونحن نؤيد تماما هذا القرار الحكيم لأنه في مصلحة الحجاج في المقام الأول لأنني شاهدت بأم عيني ورشة العمل المتكاملة داخل وخارج الحرم المكي. وسيتمكن المطاف بعد التوسعة الجديدة إن شاء الله من استيعاب عدد مضاعف من الحجاج والمعتمرين، ومن المؤكد أن ذلك سيؤدي لتخفيف الزحام في حال الانتهاء منه. وآمل من جميع الحجاج تفهم قرار المملكة العربية السعودية لتخفيض نسبة الحجاج من الخارج لأن هذا التخفيض في مصلحتهم لأمنهم والحفاظ على سلامتهم. * إذن ما هي نصحيتكم للحجاج التونسيين ؟ نصيحتي لجميع الحجاج أن يتفهموا قرار المملكة والذي جاء كما قلت لمصلحتهم، وبعد الانتهاء من التوسعة سيتمكن الجميع من أداء مناسك الحج والعمرة بيسر وسهولة إن شاء الله. * الشأن السوري فرض نفسه على أجندة المجتمع العربي والدولي .. هل هناك تطابق في وجهات النظر بين المملكة وتونس حيال مع الأزمة السورية؟ هناك تطابق بين المملكة وتونس لأن البلدين يريدان إنقاذ الشعب السوري من استبداد النظام السوري، وأن يعيش الشعب السوري بحرية وكرامة ونحن حريصون في نفس الوقت على وحدة وسيادة سورية وعدم تقسميها، وكفى قتلا وتدميرا في الأراضي السورية وفي نفس الوقت الجهود السلمية في سورية ونريد وضع حد للمأساة في سورية. ونحن نؤيد الثورة ومع حق الشعب السوري في تحقيق طموحه المشروع في إنهاء الاستبداد وإقامة نظام يحظى بقبول الشعب وينهي الاستبداد الذي عانى منه طوال سنتين. * هناك حديث حول إمكانية نقل تجربة ما حدث في مصر في 3 يوليو إلى تونس .. من وجهة نظركم هل هذا ممكن ؟ لا أتوقع ذلك، لأن الوضع في تونس يختلف عن الوضع في مصر وهناك مشاركة لجميع التونسيين في القرار وليست هناك نية لإقصاء أي تيار أو وجهة نظر، ونحن على وشك من الانتهاء من إعداد الدستور الجديد المتوافق عليه وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية نهاية العام. كما أن هناك شراكة وحوار وتقارب وتفاعل مع جميع التيارات التونسية ومطالب الشباب بهدف الاستجابة لها. وهناك بعض التيارات لديها وجهات نظر نحن نحترمها. ونحن على يقين أن وعي الشباب والأحزاب التونسية تضع في تقديرها المصلحة العليا لتونس. * تونس كانت البداية في ما يعرف بالربيع العربي هل انتهى هذا الربيع في تونس وبدأ الحصاد ؟ الحمد لله الأمور تمضي إلى خير في تونس، ونحن حريصون على إرساء الأمن ونسير بخطى واثقة نحو تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والمضي بقوة نحو الإصلاحات الجوهرية. وأعتقد أن الجميع بدأ يشعر بالتحسن في الوضع الأمني مع تقلص الاحتجاجات لأننا نتفهم الاحتياجات الشعبية ونراهن على وعي الأحزاب السياسية وأفراد الشعب بالإضافة لتعزيز الحوار بين مكونات المجتمع. ولكننا في نفس الوقت لا نتساهل مع من يتجاز للقانون وسنتعامل بحزم مع أية جهة تريد زعزعة الاستقرار . نحن في مرحلة انتقالية وتحقيق العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد من أولويات الحكومة. * هل هذا يعني أن أجواء الاستثمار إيجابية في تونس ؟ بالتأكيد حكومتي تسعى لتحسين الأوضاع الأمنية لكي يستطيع المستثمرون أن يدخلوا في مشاريع استثمارية وهم مطمئنون على استثماراتهم. وكما قلت إن الأوضاع في تونس تتجه نحو مزيد من الأمن والاستقرار ونحن بصدد الانتهاء من قانون الاستثمارات الجديد الذي يضمن الاستثمار، ولدينا مشكلة يجب معالجتها وهي البيروقراطية. * ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لإنهاء البيروقراطية ؟ لتشجيع المستثمرين علينا مراجعة الكثير من الإجراءات الإدارية التي تبطئ العملية الاستثمارية بسبب البيروقراطية، حيث يجري التخفيف من الإجراءات والتقليل منها قدر الإمكان والعمل على أن تكون بيئة المؤسسة الاقتصادية بيئة مساعدة على نموها وديمومتها وانتظام العمل بها.
مشاركة :