سياسة المملكة في مكافحة الإرهاب محل تقدير العالم

  • 11/18/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أكد د. جمعان بن رشيد بن رقوش -رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية- أن التقدير الدولي لجهود المملكة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له يؤكد رجاحة ونجاح السياسة السعودية الخارجية في دعم العمل الدولي ومؤسساته لمجابهة آفه الإرهاب، منوها في حديثه ل»الرياض»بسياسة المملكة المتوازنة في مكافحة الإرهاب على شقين، الأول يرتكز على المواجهة الميدانية والأمنية الحازمة، والثاني في الجانب الفكري، موضحا أن ماصدر مؤخرا بتجريم المشاركة أو الانتماء أو حتى التأييد للجماعات المتطرفة يعضد جهود المملكة في المكافحة ويسهم في تعزيز الأمن الفكري. وفيما يلي نص الحوار مع رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د. جمعان بن رشيد بن رقوش لإلقاء الضوء عن جهود مكافحة الإرهاب.. سجل ناصع من العطاء *كيف ترون جهود المملكة في التعامل مع قضايا الإرهاب والأحداث الجارية في المنطقة والعالم؟ - المملكة من أوائل الدول التي استهدفتها جرائم الإرهاب وانطلاقاً من دورها الرائد في تحقيق الأمن والسلم الدولي تبادر إلى تبني كل جهد أكاديمي وعمل دولي من شانه مكافحة الإرهاب وشل أنشطته، ولا شك أن المملكة عبر مبادراتها الدولية الخيّرة ومن خلال عطائها الغامر جسدت سماحة الدين الإسلامي ورسالته في التسامح والتعاون ومد يد العون والمساعدة لكل ما من شأنه تحقيق أمن الإنسان وسلامة المجتمعات، راسمة بذلك الصورة الحقيقية للإسلام الذي تحث تعاليمه على التعاون والرحمة وكفالة حقوق الإنسان والتعايش السلمي مع الآخرين ونبذ العنف والتدمير، وحماية النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وللمملكة جهود مميزة ومقدرة ومتواصلة في مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي تجسدت في التعاون الدولي البناء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم ولعل من أبرزها الدعم الذي تقدمه المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب وكانت المملكة هي المقترحة والداعية إلى إنشائه ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض في العام 2005 واتبعت الدعوة عملاً واقعياً فدعمته حينها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتكون الدولة الأولى المبادرة في دعم المركز، ثم قامت بتفعيل هذا المركز بدعم سخي بلغ (100) مليون دولار حظي بتقدير الأسرة الدولية ليسجل للمملكة وللعالم الإسلامي سجلا ناصعا من العطاء والإنجاز في مكافحة الإرهاب، وما من شك في أن هذا التقدير العالمي يؤكد رجاحة ونجاح سياسة المملكة الخارجية في دعم العمل الدولي ومؤسساته انطلاقا من قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت على أسسه المملكة منذ نشأتها. سياسة متوازنة *وكيف تقيمون جهود المملكة على الصعيد المحلي في مكافحة الإرهاب؟ -على الصعيد المحلي فقد انتهجت المملكة تجاه ظاهرة الإرهاب سياسة متوازنة تركزت في شقها الأول على المواجهة الميدانية والأمنية الحازمة في حين ركز شقها الثاني على الجانب الفكري في التعامل مع المغرر بهم من خلال المناصحة الفكرية لتصحيح مفاهيمهم وفق برنامج متكامل وإستراتيجية بناءة لاستنقاذهم من براثن هذا الفكر المنحرف وبحمد الله وتوفيقه أثبتت هذه التجربة نجاحها وشهد بذلك الكثير من أجهزة مكافحة الإرهاب العالمية التي مسها ضرر الانحراف الفكري، وسعت المملكة وبجهود حثيثة لكي يكتسب الأمن الفكري أولوية منهجية في مكافحة الإرهاب فلقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله أن الأمن الفكري ركيزة أساسية من ركائز الأمن الشامل الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل الجماعي على مختلف الأصعدة وبتضامن جميع قطاعات المجتمع كل وفق اهتماماته وقدراته وتخصصه فكلما تكاملت الجهود وتضاعف التنسيق كلما زادت فرص تحقيق الأمن، الأمر الذي يعني تماسك المجتمع ومتانة البناء الاجتماعي، وهذا هو المدخل الراجح لمحاربة الفكر المنحرف والأنشطة الإرهابية، ولعل من أبرز ما يوضح اهتمام الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب في المملكة بالأمن الفكري هو إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي استفاد من خدماته الكثير ممن انزلقوا في هاوية الانحراف الفكري، وكذلك إنشاء إدارة للأمن الفكري في العام 1427ه بوزارة الداخلية لتتولى مهام تعزيز الأمن الفكري وفق إستراتيجيات علمية وأمنية محكمة، كما تجدر الإشارة كذلك إلى الجهود القيمة التي يقوم بها كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري الذي قام بوضع إستراتيجية وطنية شاملة للأمن الفكري في العام 1431ه وكذلك مبادرات كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الداعمة للوحدة الوطنية وبث روح المواطنة الصالحة بين أفراد المجتمع، وكذلك استضافة المملكة للمكتب العربي للأمن الفكري التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب، ولقد عضدت الأوامر الملكية الكريمة جهود مكافحة الإرهاب محلياً وإقليمياً والتي تتضمن تجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات - وما في حكمها - سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، وستسهم هذه الأوامر وما يتبعها من تشريعات وأنظمة بكل تأكيد في تعزيز الأمن الفكري ومكافحة الأفكار الضالة والهدامة التي تستهدف فئة الشباب الذين تم استغلالهم وتضليلهم من قبل الجماعات الإرهابية، وأنوه بما حظيت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من دعم ورعاية كريمة من لدن خادم الحرمين حفظه الله الذي يعد وسام اعتزاز تفتخر به الجامعة و منتسبوها ويفتخر به رجال الأمن على امتداد الوطن العربي الكبير، حيث تأتي هذه الرعاية تقديراً منه حفظه الله للدور الرائد الذي تضطلع به الجامعة في مجال تحقيق الأمن الشامل ومكافحة الإرهاب كونها الجهة العلمية الموكل إليها تنفيذ الإستراتيجيات والخطط العربية لمكافحة الإرهاب لتحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا الدعم والرعاية إنجازات علمية مقدرة وغير مسبوقة في مكافحة الإرهاب عربياً ودولياً بتوجيه رشيد ومتابعة مباشرة من ولي العهد، وإخوانه وزراء الداخلية العرب. المملكة من أوائل من اكتوى بنار الإرهاب.. والأمن الفكري ركيزة أساسية من ركائز الأمن الشامل التماسك المجتمعي *شهدت المملكة في الآونة الاخيرة تفجيرات إجرامية إرهابية كيف رأيتم هذه الجرائم؟ -أما ما يتعلق بالتفجيرات الإرهابية الأخيرة التي حدثت في المملكة فإنها تأتي في سياق الجرائم الوحشية التي تستهدف الأبرياء والآمنين وهي من أبشع أنواع الجرائم وذلك لاستهدافها إحساس الأمن الذي تعيشه المجتمعات الانسانية وترتب عليها آثار في غاية الخطورة لبشاعتها ووحشيتها، وقيامها على إزهاق الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين وتقويض المكتسبات الحضارية للشعوب، وإن هذه المنظمات الإرهابية لا تقدر حقوق الإنسان ولا تأبه بالقيم التي حضت عليها الأديان السماوية ولا سيما الشريعة الإسلامية السمحاء التي تقوم على نبذ العنف والتخريب، وحماية النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وهي جرائم ناتجة عن الفهم السقيم لمجموعات فاقدة للحس الوطني والفهم الصحيح لتعاليم الاسلام والاديان وهم قلة قليلة في كل مجتمع لا تمثل الا نفسها مغرر بها بعيدة كل البعد عن الدين والاخلاق ومقاصدهما وقد وجدت هذه الجريمة النكراء استنكار واستهجان المجتمع السعودي قيادة وشعباً. ندوة تعزيز قيم المواطنة *ماهي تطلعاتكم حول مخرجات ندوة تعزيز قيم المواطنة ودورها في مكافحة الإرهاب التي تنظمها الجامعة بالتعاون مع إمارة منطقة القصيم؟ -هذه الندوة المهمة تأتي في سياق جهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الفكري بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة إدراكاً من سموه الكريم لأهمية موضوع الأمن الفكري الذي هو أحد أبرز العوامل التي تسهم في الوقاية من الجريمة ومجابهة الانحراف الفكري والظواهر الاجتماعية والمشكلات الأمنية التي تؤثر على نمو وتقدم المجتمع، وانطلاقاً من ذلك فإن برنامج عمل الجامعة يتضمن وباستمرار العديد من موضوعات الأمن الفكري حيث أدرج ضمن المقررات العلمية، كما حثت الجامعة طلبة الماجستير والدكتوراه على دراسة ومناقشة هذه القضية من كافة أبعادها حيث ناقشت الجامعة ما يزيد على (23) رسالة ماجستير ودكتوراه تناولت الامن الفكري تحديداً من جوانبه المختلفة، إضافة إلى الدورات التدريبية والندوات العلمية، وقد أسهمت الجامعة من خلال هذه البرامج والرسائل العلمية في نشر ثقافة الأمن الفكري على المستوى العربي وإبراز الوجه المشرق للإسلام الذي يدعم الأمن والسلم الدوليين فضلاً عن التعرف على الأسس الشرعية والقانونية لتجريم الانحراف الفكري، هذا إلى جانب توجيه عدد من الإصدارات العلمية للجامعة لمناقشة قضايا الأمن الفكري ومواجهة الفكر المنحرف تحقيقاً لرسالة الجامعة في نشر الأمن بمفهومه الشامل كما أن هذه الندوة تعد واحدة ضمن سلسلة من الندوات حول ذات الموضوع نفذتها الجامعة بالتعاون مع إمارة منطقة القصيم وعدد من المؤسسات الاكاديمية في المنطقة.

مشاركة :