منذ أحداث سبتمبر الإرهابية وحتى الآن والفشل هو عنوان كل ما تقوم به الدول الغربية في مجال مكافحة الإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وما يصيب المدنيين الأبرياء في كل مكان إنما هو نتيجة للسياسات الخاطئة التي جرت الويلات على شعوب منطقتنا العربية بالدرجة الأولى وهي التي تعطي الفرصة لهؤلاء المجرمين للقتل والتخريب، وهذا ليس تبريرا للإرهاب فقتل الأبرياء لا يبرر، ولكن المشكلة أن أميركا تبرر القتل في الأراضي الفلسطينية بحجة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها متناسية أن إسرائيل تحتل أرضا ليست لها، وهنا المشكلة الأخرى وهي أن تعريف الإرهاب ليس واحدا عند الجميع مع أنه يضرب في كل مكان، ويتلون بكل لون، ولا أعتقد أن الإرهاب سيقضى عليه ما لم يُتفق أولا على تعريفه بعيدا عن كل استثناءات ونفاق ولف ودوران. تدخلت أميركا مئات المرات في الدول تحت مبرر ملاحقة الإرهاب ولكنها لم تفعل شيئا إزاء إرهاب المجرم بشار وقبله المالكي، وأنزلت قبل ذلك جام غضبها على الشعب الأفغاني الفقير المسكين ولم تكن النتيجة إلا ازدهار الإرهاب، ومع فقدان الإرادة العربية الموحدة المستقلة وعجز الدول العربية عن حل مشكلاتها وتحمل مسؤوليتها تجاه حالة التطرف والعنف رغم الجهود التي بذلت في المؤتمرات والاجتماعات ومشروعات الحوارات الوطنية والعالمية فإن الأخطار تزايدت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، حيث أصبح للإرهاب جاذبية عالمية تشد الشباب من شتى بقاع العالم. أعلنت فرنسا الحرب على داعش وستكون حربا على الإرهاب لا هوادة فيها كما قال الرئيس الفرنسي وهذا حقها، ولكن ماذا عن إرهاب بشار وحلفائه؟ من المضحك المبكي أن بشار يدين هجمات باريس ويحمل السياسات الغربية الخاطئة مسؤولية تمدد الإرهاب! إن النظر إلى إرهاب داعش وتوحشها لا يجب أن يصرف البصر عن إرهاب المجرم بشار وحلفائه وإلا سيتكرر ما حدث في أفغانستان، فالمواجهة يجب أن تكون شاملة وعقلانية وعادلة وليست في حيز الفعل ورد الفعل، صحيح أن لفرنسا موقفا متشددا من نظام الأسد، وسياستها متعقلة تجاه القضايا العربية مقارنة بغيرها ولكن من المفترض أن يدفعها هذا العمل الإرهابي للتحرك والتنسيق مع غيرها على أكثر من مسار، ويكون الحل في عدة اتجاهات وفي وقت واحد بما فيه التعامل مع إرهاب إسرائيل واستفزازاتها، أما عزف بعض الأوساط الغربية على نغمة أن الإرهاب يستهدف قيم فرنسا وحريتها فهو غباء وانحراف متعمد عن الأسباب الحقيقية لفشل الغرب في مواجهة الإرهاب وسيأتي بضرر أكبر عليها وعلى مجتمعاتها، وستبقى منابع الإرهاب متجددة إلى مالا نهاية وتحقق داعش ما أرادته من هجماتها.
مشاركة :