غزة - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، عن تلقي رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، دعوة رسمية، لزيارة الجزائر، للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني. وقالت الحركة، في بيان "تلقّى هنية (المُقيم في الدوحة)، دعوة من السفير الجزائري في قطر، لزيارة وفد من قيادة الحركة إلى الجزائر". وأضافت الحركة "هذه الدعوة للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الذي أعلن عنه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون". وأوضحت الحركة أن هنيّة شكّل "وفدا من عضوي المكتب السياسي، خليل الحية، وحسام بدران"، لزيارة الجزائر. وأشارت إلى أن الوفد سيغادر إلى العاصمة الجزائرية الأسبوع الجاري، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وكان الرئيس الجزائري، قد أعلن، في 6 ديسمبر/كانون أول الماضي، خلال حديثه في مؤتمر صحفي، عقب استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بالجزائر العاصمة، اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية. ولم يحدد الرئيس الجزائري موعداً لعقد هذا اللقاء، واكتفى بقوله إنه سيكون "قريباً". لكن حماس اشادت بدعوة تبون حيث قالت، في بيان حينها إنها تُقدّر عاليا "الموقف التاريخي للجزائر، حكومة وشعبا، في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقّه في المقاومة والتحرير". وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي، منذ عام 2007، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح"، بزعامة الرئيس عباس، الضفة الغربية. ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة لتحقيق ذلك. ويرى مراقبون ان دعوة تبون للفصائل الفلسطينية تأتي كرسالة مشفرة الى المغرب بانها ستكون حامية للقضية الفلسطينية وذلك على خلفية عقد الرباط لاتفاقية سلام مع تل ابيب وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات بما فيها العسكرية. ورغم ان ملك المغرب محمد السادس وهو رئيس لجنة القدس يؤكد دائما على دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني لكن يبدو ان الجزائر اختارت نقطة التطبيع لمواصلة انتقاداتها ضد المغرب وذلك في خضم الخلافات بشان ملف الصحراء المغربية وقرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات مع الرباط. ويبدو ان الجزائر تسعى الى تصدير أزماتها الداخلية والتستر على الملفات الداخلية الحارقة خاصة المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وذلك بالحديث عن حل الخلاف الفلسطيني.
مشاركة :