«يا هلا بالعرفج».. الثقافة تكسب

  • 1/16/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أن تُعد وتُقدم مجلة ثقافية تلفزيونية بأسلوب "التوك شو" ليس بالأمر الهيّن؛ لكن أن تجذب الجمهور وتستمر لمدة تسعة مواسم متتالية فهذا المستحيل بعينه! هذا بالتحديد الذي لا تزال تحققه الوجبة الثقافية الاجتماعية الأسبوعية "يا هلا بالعرفج" منذ تسع سنوات حتى الآن! إذ تحوّلت الحلقة الأسبوعية من البرنامج اليومي إلى موعد ثقافي منتظر كل أربعاء، يستعرض فيه عامل المعرفة الدكتور أحمد العرفج القضايا الاجتماعية البارزة بأسلوب جاذب ومحتوى مناسب لكافة أفراد الأسرة، بالإضافة إلى فقرات إثرائية متنوعة. تعود الذاكرة بالدكتور العرفج إلى تلك الأمسية مع المذيع "علي العلياني"، حينما همس نحوه أنه ينتظره في الحلقة القادمة من برنامجه "يا هلا" للحديث والتعليق، لم يأخذ العرفج تلكم الهمسة العابرة على محمل الجد، إلا حينما اتصل فريق الإعداد به لتنسيق وإعداد المحتوى! لتتطور الفكرة من مجرد حديثٍ عابر، إلى فقرات أسبوعية ثابتة ومتغيرة، وبرنامجٍ صامد في وجه الدورات التلفزيونية المتتالية، وهكذا ولد "يا هلا بالعرفج" عام 2013م. غالباً ما تعتمد برامج "التوك شو" التقليدية على التعليقات الساخرة والثرثرة الفارغة، دون مناقشة مثمرة لقضايا المجتمع، أو تقديم محتوى يضيف للمشاهد، وهنا يظهر تميّز "يا هلا بالعرفج"، بكونه يقدم وجبات من الثقافة القابلة للوصول إلى جميع فئات الجمهور، عبر حوار بسيط ومبهج بين المذيع و"رئيس تحرير البرنامج" الدكتور العرفج، ثم مجموعة من الفقرات المتنوعة، بعضها ثابت لم يتغير من سنوات، مثل قصة أغنية والمشي مع العرفج ومزايين الكتب، وهي الفقرة التي أقدرها كثيراً كوني شاركت فيها مرات عديدة، بالإضافة إلى فقرات أخرى متغيّرة، مثل فتاوى غريبة، وأين تذهب أعمارنا؟ وكاتب الأسبوع وغيرها، دون أن نغفل أسلوبه المختلف لجذب الجمهور عبر التنويع المستمر وطرح القضايا الاجتماعية الساخنة، والشخصية المثيرة التي يتمتع بها حامل اسم البرنامج! الأمر الذي يؤكد أن الثقافة تكسب متى ما بذل الوقت في تحضير محتواها، واجتُهد في أسلوب عرضها. على عكس "التوك شو" التقليدية يستغرق تحضير الحلقة ساعات أطول، بعد قضاء الأسبوع كله لاقتناص القصص والمواضيع، ثم العمل على تجويد ثم تبسيط المحتوى، والرائع في الأمر أن نجاح الفقرات جعلها مقصداً لأبطال القصص أو شهودها، إذ أضحوا يتواصلون مع العرفج ليروي قصتهم ويوثقها، مما حوّل أرشيف البرنامج على اليوتيوب إلى مرجعٍ معتبر عن قصص الأغاني السعودية مثلاً. يحتفل عما قريب البرنامج ببث الحلقة رقم ثلاث مئة، وبقدر ما نسعد بقدرة الثقافة على جذب الجمهور واستمرار ألقها، بقدر ما نأمل أن تتكاثر وتتنوع مثل هذه البرامج ذات النفس السعودي والعمق المعرفي، حتى تتعدد الخيارات وتزداد المنافسة، فترتفع جودة المحتوى وتتوسع شريحة الجمهور.

مشاركة :