مقالة :خبراء خليجيون يؤكدون أن التقارب الخليجي الصيني واعد رغم التحديات

  • 1/17/2022
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت 14 يناير 2022 (شينخوا) لم يكد يمضي على القمة الخليجية التي احتضنتها الرياض سوى شهر واحد ،حتى التأم الجانبان الصيني والخليجي بدعوة صينية ،واتفقا على ضرورة إقامة علاقات شراكة استراتيجية والتوقيع على خطة عمل مشتركة للحوار الاستراتيجي بينهما خلال 2022 و2025 ، فضلا عن إتمام المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة وإقامة منطقة للتجارة الحرة وعقد الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في الرياض في الوقت المناسب للجانبين . واتفق الطرفان على هذه النقاط الخمس ،بعد مباحثات أجراها عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، في أعقاب استقباله وزراء خارجية السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان، وتلقيه مكالمة هاتفية من وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي. ويبدو بعد نحو عامين من انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وما نجمت عنها من تداعيات سياسية واقتصادية ،وإقرار المصالحة الخليجية بعد أزمة سياسية عاصفة داخل البيت الخليجي أن دول الخليج عازمة على توطيد علاقاتها مع الصين على نحو أعمق بهدف تعزيز التجارة والاستثمارات من جهة ،وحماية الأمن الأقليمي من جهة أخرى، في ظل التغيرات الاستراتيجية والهواجس التي خلفها انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان وأيضا المخاوف من إحياء الاتفاق النووي الإيراني . -- علاقات تتطور وتحديات كبيرة وعززت اللقاءات الأخيرة التي عقدت في الصين بين عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزراء خارجية السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان فرص تطوير العلاقات بين الجانبين أكثر من أي وقت مضى ،خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب مرض (كوفيد-19). ومن جانبه أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني أن التنامي في العلاقات الثنائية بين البحرين والصين سوف ينعكس على مجمل العلاقات التاريخية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية والمضي بها إلى آفاق أشمل، فالصين شريك استراتيجي مهم لدول مجلس التعاون في ظل اهتمام الجانبين وحرصهما المشترك على تنمية وتعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة، فمجالات التعاون بين الجانبين واعدة وفرص الاستفادة منها متاحة للجانبين، وهذا ما نسعى له ونعمل من أجل تحقيقه. -- تطوير علاقات الصداقة بين البحرين والصين-- وأعرب الدكتور الزياني في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) عن سعادته بزيارة جمهورية الصين الشعبية الصديقة بناء على دعوة من عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ، والتي أتاحت للبلدين فرصة التباحث وتدارس فرص تعزيز التعاون الثنائي وتطوير علاقات الصداقة بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية وعلى وجه الخصوص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية. وأضاف إننا أكدنا في محادثاتنا مع عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، على أهمية الوصول لاتفاق بين الجانبين من أجل تحرير التجارة وتسهيلها، خاصة في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا، وتم التأكيد على مواصلة المفاوضات خلال الفترة المقبلة، متطلعين جميعاً إلى ضرورة الانتهاء من المسائل المتبقية وصولا إلى اتفاق شامل يحقق أهدافنا المشتركة. ويقول الصحفي السعودي والخبير في الشؤون الصينية عبد العزيز الشعباني في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن العلاقات الصينية الخليجية في تطور متسارع وملحوظ، لكنه يعتقد أن الجانبين لا يزال لديهما آفاق أوسع لتوطيد التعاون بينهما في كافة المجالات وتعميق التداخل الثقافي والاجتماعي، كما هو الحال في الجانب الاقتصادي . وأوضح الشعباني "أن الوقت قد حان للصين ودول الخليج بأن تكون العلاقات بينهما أعمق وأشمل خصوصا في ظل تحديات متشابهة تواجه الطرفين، كما أن المصالح المشتركة تعزز من رغبة الطرفين بتعزيز العلاقات الثنائية وكل الظروف مهيأة للاتجاه نحو ذلك". ويرى عبد العزيز محمد العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات في الكويت أن هناك نقاطا مشتركة تساعد في تعميق العلاقات بين الصين ودول الخليج أبرزها حرص الجانبين على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واستقلالية السياسة الداخلية لكل دولة وتقديس مفهوم السيادة ،مما يعزز في نظرة تدفق الاستثمارات والتعاون بين الجانبين . ولفت المحلل الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور في حديثه لـ((شينخوا)) إلى أن العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية الصين تشهد نقلة نوعية في الشراكة الاستراتيجية وتطورا كبيرا في مجالات عدة، قائلا " أعتقد أن تنفيذ ما تم بحثه في الاجتماع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية الصين هذا الشهر، يشكل خريطة طريق لدفع هذه العلاقات وتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الطرفين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة وأيضا متابعة تعزيز التعاون في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والصحية والتنموية".

مشاركة :