ناقشت صحف عربية اليوم تبعات الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس على المسلمين الموجودين في فرنسا والغرب، لاسيما اللاجئين. وقال بعض الكُتاب إن الهجمات الأخيرة تجعل من الإسلام والمسلمين الضحية الأولى للإرهاب، مُحذرين من انتشار موجات من الكراهية. وعلقت الصحف المصرية على تصريحات موسكو التي أشارت إلى أن عملاً إرهابياً تسبب في إسقاط الطائرة الروسية في سيناء في 31 أكتوبر. شكوك تحوم حول اللاجئين وحذر طارق مصاروة في جريدة الرأي الأردنية من زيادة معاناة اللاجئين بسبب التقارير التي طرحت أن أحد منفذي هجمات باريس يحمل جواز سفر سوري. وقال: الشكوك الآن تحوم حول اللاجئين بملايينهم الزاحفة إلى بر الأمان بعد رحلات الخوف في المتوسط أو بحر أيجه ... هناك شكوك بأن داعش دسّت بين اللاجئين السوريين بالذات، مجموعات إرهابية ستحصل على المعونة والإسكان والعمل، ثم تنتقل إلى قتل الناس الذين أطعموهم بعد جوع، وسقوهم بعد عطش. وأضاف الكاتب: إذن فالشك في كل لاجئ هو سلاح التحوط من الإرهاب، ومراقبته. وهنا تكمن المعاناة الصارخة. أما غسان العياش فوسَع دائرة تأثير الهجمات لتشمل أكثر من مجرد اللاجئين. وقال الكاتب في جريدة السفير اللبنانية: ما جرى في باريس، على وجه الخصوص، يجعل من الشرق الإسلامي الضحية الأولى للإرهاب، قبل الأبرياء الذين سقطوا بنار الوحوش المتعطّشة للدم. جرائم باريس ومثيلاتها هي أفضل طريقة لزرع الشعور في الغرب والعالم بأن الثقافة الإسلامية هي ثقافة قتل وترويع وهمجية. وعلقت موناليزا فريحة في النهار اللبنانية قائلة إن نشر الكراهية ضد المسلمين قد يكون جزءا من مخطط تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت موناليزا: تضم فرنسا نحو ستة ملايين مسلم، وباتت أكبر مصدّر أوروبي محتمل للمجندين في صفوف التنظيم. ولن يكون غريباً أن يتطلع هذا التنظيم إلى إثارة أعمال انتقامية ضد مسلمي فرنسا. تنظيم بهذا الدهاء الخطير قد يتطلع الى أكثر من ليلة رعب وعشرات القتلى. وأضافت الكاتبة: في باريس وبيروت وقبلهما في سيناء وسوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، يمضي تنظيم الدولة الاسلامية في تنفيذ خططه الجهنمية. زعماء العالم يتنافسون على عرض عضلاتهم ضده، وهو يصطاد شعوبهم جواً حيناً وبراً حيناً آخر وبدم بارد في كل حين. ووجه علي الشريمي في الوطن السعودية اللوم إلى العرب والمسلمين أنفسهم، قائلاً: كيف سيقتنع الفرنسي بأن من فجروا أنفسهم في شوارعهم ضالون لا يمثلون الإسلام، وهو يرى تأييدا لأعمالهم في الساحة الإسلامية! أقولها ختاما بكل صراحة: علينا - كعرب ومسلمين - أن نحاسب أنفسنا أولاً ونراجع كتبنا وموروثنا، فالمراجعة التفكيكية، وإعمال النقد للمفاهيم المغلوطة والمشوهة التي ألصقت برسولنا الكريم، هما وحدهما اللذان سيغيران واقعنا إلى الأفضل. خطوة تهدد العلاقات المصرية-الروسية وعكست الصحف المصرية حالة من الارتباك في أعقاب التصريحات الروسية التي أعلنت أن عملاً إرهابياً خلف إسقاط طائرتها في سيناء، التي خَلَفت نحو 224 قتيلاً. وحملت صحيفة المصري اليوم عنواناً يقول: روسيا تصدم حكومة شرم، وفي السياق ذاته، قالت صحيفة الوطن في عنوانها: قنبلة بوتن تهدد العلاقات المصرية-الروسية. وأعرب محمد أمين في المصري اليوم عن استغرابه من الموقف الروسي قائلاً: لا أتصور أن تُخفى مصر أى معلومات بشأن الطائرة، ولا أتصور أن تكون اللجنة الفنية متواطئة، والمعروف أن فيها أطرافاً أجنبية عديدة. فلماذا كان الاستعجال الروسى، بمنع هبوط طائرات مصر للطيران؟ ويضيف ولماذا كان الاستعجال الروسى، بإعلان أنها جريمة إرهابية؟ هناك علامات استفهام عديدة فى موقف موسكو، وهناك صمت فى الجانب المصرى .. هل هى قنبلة أم لا؟ .. وما هى خطة تأمين المطارات؟! واستطرد الكاتب قائلاً: إعلان الكرملين يستدعى تحركاً مصرياً واسعاً .. سياسياً وأمنياً واستخباراتياً. أما صحيفة الأهرام فقالت في افتتاحيتها: الأمر تجاوز مسألة الطائرة الروسية، طبعاً مع تأكيد ضرورة التعلم مما حدث، وأصبح الموضوع أشمل وأعم، وهو كيف نتكتل جميعا ونتحد ونتعاون للقضاء على هذا الإرهاب الأسود.
مشاركة :