قالت جماعتا رصد إن الحوادث المناهضة للمسلمين ومن بينها الهجوم على مسلمات ورسوم الغرافيتي التي تنضح بالكراهية زادت في فرنسا منذ أن شن متطرفون هجمات دامية في باريس سقط فيها 130 قتيلاً يوم 13 نوفمبر، فيما أدلى مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة جان ماري لوبن، وحفيدته النائبة ماريون ماريشال لوبن، بتصريحات مثيرة للجدل أول من أمس، فاقترح الأول قطع رؤوس الإرهابيين المسلمين الذين لا يمكنهم برأي الثانية ان يكونوا بمرتبة الكاثوليك نفسها في فرنسا. وتفصيلاً، ذكر المرصد الوطني لمناهضة الخوف من الإسلام وهو مؤسسة تربطها صلات بالمجلس الإسلامي الفرنسي، أن 32 حادثة مناهضة للمسلمين وقعت الأسبوع الماضي. وقال عبدالله ذكري رئيس المرصد إنه عادة ما يتلقى ما يراوح بين أربع وخمس شكاوى من مسلمين مضطهدين أسبوعياً. وقالت جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا وهي منظمة مستقلة إنها سجلت 29 حادثة. وسجل المرصد 178 حادثة مناهضة للمسلمين في يناير بعد هجوم متشددين على صحيفة شارلي إبدو، ومتجر للأطعمة اليهودية في الشهر نفسه. ويصل عدد أفراد الأقلية المسلمة في فرنسا إلى خمسة ملايين مسلم وهي أكبر أقلية مسلمة في أوروبا وتمثل نحو 8% من السكان. وقال ذكري إنه يتوقع المزيد من الحوادث في الأسابيع المقبلة لأن هجمات الأسبوع الماضي شجعت جماعات قومية متطرفة واليمين المتطرف وعنصريين على استهداف المسلمين. وأضاف إنهم يستغلون هذه الأجواء للهجوم. وقال ياسر اللواتي وهو متحدث باسم جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا، إن مكتبه تلقى سيلاً من التقارير والشكاوى من مسلمين وكذلك اتصالات تطلب النصيحة وتتساءل عما إذا كان ذهاب الأطفال للمدارس آمناً. وأضاف أصبح المسلمون هم العدو في الداخل، مشيراً إلى أن اهتمام وسائل الإعلام بهذه الحوادث كان متفاوتاً. فعلى سبيل المثال لكم رجل شابة محجبة في مدينة مرسيليا الأربعاء الماضي، وقطع ملابسها بآلة حادة ووصفها بأنها إرهابية في حادثة تناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع. وذكر اللواتي أن مهاجماً صدم محجبة أخرى بعربة تسوق وركلها داخل متجر للبقالة في ضاحية ليون في اليوم نفسه، لكن الحادثة لم تلق اهتماماً إعلامياً. وأضاف أن ستة محتجين خرجوا من مسيرة مناهضة للمهاجرين في بلدة بونتيفي بمنطقة بريتاني في شمال غرب فرنسا بعد يوم من هجمات باريس وهاجموا شابة تنحدر من شمال إفريقيا أثناء مرورها في الشارع. وتحدث اللواتي عن حادثة أخرى وقعت صباح الأحد الماضي، إذ أفادت أنباء بأن مواطناً تركياً أصيب في ظهره برصاص انطلق من سيارة كانت ترفع علم فرنسا بينما كان يقف بجوار مطعم كباب في كامبراي بشمال فرنسا لكن جروحه ليست خطرة. وأضاف إنهم يبحثون عن ذوي البشرة الخمرية. وظهرت رسوم غرافيتي مناهضة للمسلمين في أنحاء كثيرة. ففي بلدة ايفرو بشمال فرنسا كتبت على مبنى البلدية ومبانٍ أخرى عبارات مثل الموت للمسلمين وحقيبة سفر أو كفن في تهديد يشير إلى أن المحتجين يرغبون في أن يترك المسلمون البلدة. وأفادت تقارير بأن صلباناً معقوفة رسمت على حوائط المساجد من الخارج في منطقة باريس وفي منطقة بونتارلييه قرب الحدود مع سويسرا. وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات العنصرية والمناهضة للمسلمين. وقال اللواتي إن حالة الطوارئ التي فرضت في فرنسا، بعد هجمات باريس أدت إلى تزايد الشكاوى من وحشية الشرطة التي دهم أفرادها منازل لتفتيشها ووضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية. يأتي ذلك، في وقت اقترح جان ماري لوبن ــ الذي أقصي من حزب الجبهة الوطنية الحزب الذي اسسه في 1972 وتقوده اليوم ابنته ــ اعادة عقوبة الإعدام للإرهابيين مع قطع الرأس كما يفعل تنظيم داعش. واعتبرت حفيدته ماريون ماريشال-لوبن (25 عاماً) النائبة منذ 2012 من جهتها، ان المسلمين لا يمكنهم ان يكونوا بمرتبة الديانة الكاثوليكية نفسها في فرنسا.
مشاركة :