إيران تلقي بالكرة في ملعب واشنطن بشأن إنقاذ الاتفاق النووي

  • 1/17/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - أعادت إيران اليوم الاثنين الكرة في الملعب الأميركي في ظل خلافات بين الطرفين حول القضايا الأساسية في مفاوضات فيينا النووية والتي لا تزال تراوح مكانه فلا هي حققت تقدما يمكن البناء عليه ولا هي دخلت في مرحلة الجمود. واعتبرت طهران أن حل القضايا "المهمة" المتبقية في المباحثات لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015، يتطلب "قرارا سياسيا" لا سيما من الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي في مايو/أيار عام 2018. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي الاثنين "ما تبقى هي مواضيع مهمة ومحورية تحتاج إلى قرارات سياسية"، مضيفا "على واشنطن، على وجه الخصوص، أن تعلن قراراتها بشأن رفع العقوبات والقضايا المتبقية"، معتبرا أن تحقيق ذلك قد يفضي إلى "اتفاق مستدام وموثوق به" في وقت قريب. وتخوض إيران مباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015، مع القوى التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين). وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر فيها. وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل/نيسان. وبعد تعليقها زهاء خمسة أشهر اعتبارا من يونيو/حزيران تم استئنافها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي، بينما تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية في المقابل على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق والتي بدأت التراجع عنها في 2019 ردا على انسحاب واشنطن. وأتاح الاتفاق رفع عقوبات اقتصادية عن إيران في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحاب واشنطن منه في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب. وجاءت تصريحات خطيب زاده مع عودة كبار المفاوضين من إيران والدول الأوروبية إلى فيينا التي غادروها ليومين لإجراء مشاورات في عواصمهم. وخلال هذه الفترة، استمرت المباحثات على مستوى الخبراء في العاصمة النمساوية. وخلال الآونة الأخيرة، تعكس تصريحات المعنيين بالمفاوضات تحقيق بعض التقدم، مع تأكيد استمرار وجود تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة. وقال خطيب زاده إن "المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح وليست لدينا عوائق غير قابلة للتخطي"، مشيرا إلى أن الكثير من البنود باتت جاهزة "وبعض النقاط الموضوعة بين قوسين (أي غير محسومة) تم الاتفاق عليها" وشرع المفاوضون في "الاتفاق على الأفكار وتحويلها إلى كلمات". إلا أنه شدد على أن "الخلاف الأهم هو السرعة غير المتناسقة من الأطراف الآخرى خصوصا الولايات المتحدة لجهة طرح مبادرات" في المباحثات. وتشدد الدول الغربية على الحاجة إلى إبرام تفاهم سريع خصوصا في ظل "تسارع" أنشطة إيران النووية منذ تراجعها عن التزاماتها بموجب الاتفاق. وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي من نفاذ الوقت مشيرا إلى أنه بقيت "بضعة أسابيع" فقط لإنقاذ الاتفاق، مؤكّدا أنّ بلاده "مستعدّة" للجوء إلى "خيارات أخرى" في حال فشل مفاوضات فيينا. وتعليقا على ذلك، رأى خطيب زاده أن بلينكن "يعرف أكثر من أي كان أن لكل بلد خطته البديلة وخطة إيران البديلة قد لا تثير اهتمام الولايات المتحدة".

مشاركة :