أظهر التقرير العالمي الخاص بالفجوة بين الجنسين 2015 والذي صدر أمس عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أنه لم يتم سد سوى 4% من الفجوة بين الرجال والنساء في القطاعات الصحية والتعليمية وإتاحة الفرص الاقتصادية والتمثيل السياسي في غضون السنوات العشر الماضية. ومن النواحي الاقتصادية فقد سدت الفجوة بنسبة 3% فقط بسبب المماطلة الملحوظة في التقدم نحو تحقيق المساواة في الأجور ومساواة القوى العاملة منذ 2009-2010. قال التقرير إن السرعة البطيئة في التقدم نحو جسر الفجوة المتعلقة بإتاحة الفرص الاقتصادية بين الرجال والنساء، تعني أن النساء يتقاضين اليوم المقدار نفسه الذي كان يتقاضاه الرجال في عام 2006، وهو العام الذي صدر فيه التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لأول مرة، الأمر الذي يشير إلى أن هذا المسار قد يستغرق 118 سنة أخرى، أو حتى عام 2133، لسد الفجوة الاقتصادية تماماً. أما بالنسبة للتحصيل العلمي الذي يعد أحد المحاور الأربعة الرئيسية في التقرير، فإن الصورة متباينة. وبالمجمل تقف الفجوة بين الجنسين اليوم عند 95%، وبتعبير آخر 5% بعيداً عن تحقيق المساواة، وهو تقدم يزيد عن قيمة 92% المسجلة عام 2006. وعالمياً، تم سد الفجوة بشكل كامل في 25 دولة بعد أن أحرزت التقدم الأكبر في التعليم الجامعي الذي تشكل الطالبات فيه اليوم الأغلبية في نحو 100 دولة. لكن هذا التقدم لم يحمل صفة العالمية، حيث نشهد اتساعاً حقيقياً في الفجوة بين النساء والرجال في القطاع التعليمي في 22% من كافة الدول التي خضعت للقياس على مدى السنوات العشر الماضية، كما أن هناك غياباً واضحاً للعلاقة بين ازدياد عدد النساء المتعلمات من جهة وقدرتهن على كسب العيش من خلال القيام بأدوار قيادية ومتخصصة من جهة أخرى. ففي الوقت الذي تشكل فيه النساء غالبية الطلبة الملتحقين في الجامعات في 97 دولة، فإنهن يشغلن غالبية الأدوار الوظيفية التي تتطلب مهارات متخصصة في 68 دولة فحسب ويتولين غالبية المناصب القيادية في أربع دول فقط. ويعتبر المحور الأساسي الثالث، الصحة والبقاء على قيد الحياة، الأقرب إلى المساواة بنسبة وصلت إلى 96%؛ حيث تمكنت 40 دولة من سد كامل الفجوة، من ضمنها خمس دول حققت ذلك خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة. وبالرغم من هذه الزيادة المشجعة، إلا أن الفجوة بين الجنسين في الصحة والبقاء على قيد الحياة قد اتسعت قليلًا مقارنة بعام 2006. كما يعد التمكين السياسي المحور الأكثر اتساعاً من بين المحاور التي خضعت للقياس في هذا المؤشر. فلم تتمكن سوى 23% من دول العالم من سد الفجوة بين الجنسين في هذا المجال الذي حقق أكبر تحسن وصل إلى 9% عن القيمة المسجلة عام 2009 والتي بلغت 14%. وقد حققت دولتان فقط المساواة في التمثيل النيابي ونجح أربع دول فقط في تحقيق المساواة في تولي المناصب الوزارية.
مشاركة :