حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول ليبيا إلى ملجأ جديد لتنظيم داعش الإرهابي، داعياً الأسرة الدولية إلى ضم بلاده إلى الحملة لمكافحة التنظيم المتطرف، فيما استهل مارتن كوبلر مهمته كمبعوث أممي إلى ليبيا أمس الأربعاء بزيارة الجارة تونس، والتباحث مع القيادة السياسية حول قيام حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وبحث كوبلر ووزير الخارجية التونسي الطيب البكوش تطورات الوضع في ليبيا ومسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية. وصرح البكوش أن دول الجوار متفقة على أن حل الأزمة لا يكون إلا سياسياً أي عن طريق الحوار والتوافق بين مختلف الأطراف الليبية، معرباً عن أمله أن تكلل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة ليبية تحظى بدعم الجميع. ونفى البكوش وجود أي أزمة دبلوماسية بين بلاده والجزائر، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين وطيدة للغاية وتكتسي بعداً استراتيجياً وما انفكت تتطور في جميع المجالات لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب. من جانب آخر كشف عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عن أن بلاده ستستضيف الدورة السابعة لاجتماع دول جوار ليبيا في أول ديسمبر/كانون الأول المقبل، مؤكداً تطابق مواقف الجزائر مع مصر بشأن التسوية في هذا البلد. وجدد مساهل، في برنامج للإذاعة الجزائرية أمس، تأكيده توافق المواقف بين الجزائر ومصر بخصوص تسوية الأزمة في ليبيا، لافتا إلى أن الجميع بات مقتنعا بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تنظم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. على صعيد متصل حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول ليبيا إلى ملجأ جديد لتنظيم داعش الإرهابي، داعياً الأسرة الدولية إلى ضم بلاده إلى الحملة لمكافحة التنظيم المتطرف. وأكد الدايري في حديث لوكالة فرانس برس أن حكومته تملك معلومات موثوقة مضمونها أن قيادة التنظيم الإرهابي طلبت من الجهاديين الجدد التوجه إلى ليبيا وليس سوريا خصوصاً منذ بدء الضربات الروسية ضد التنظيم في نهاية سبتمبر/أيلول. وقال الدايري من باريس نضم صوتنا إلى الدعوات في فرنسا والخارج لتحرك دولي وتصميم حقيقي ضد التنظيم الإرهابي في سوريا وفي العراق وكذلك في ليبيا لأنني أخشى من أن تتحول ليبيا في مستقبل قريب إلى ملجأ جديد للتنظيم. وقدر الوزير عدد مقاتلي التنظيم الإرهابي في ليبيا بين أربعة إلى خمسة آلاف ويشكل التونسيون والسودانيون واليمنيون القسم الأكبر منهم. وأشاد الوزير بقصف الولايات المتحدة أهدافا للتنظيم في ليبيا والقضاء في غارة على العراقي أبو نبيل الذي يعد زعيم التنظيم في البلاد. لكن بحسب الوزير فإن وسام نجم الزبيدي الملقب بأبو نبيل كان زعيم التنظيم في مدينة درنة شرقي البلاد وليس زعيم التنظيم في ليبيا، وأضاف أن هذه الغارات ضرورية لكنها ليست كافية. وحذر الدايري من أن مدينة اجدابيا قد تصبح معقلا جديداً للتنظيم المتطرف، وأوضح أن العلاقات الوثيقة بين جماعة بوكو حرام ومنظمات إرهابية أخرى في دول الساحل من جهة، والتنظيم الإرهابي من جهة أخرى باتت مؤكدة بعد اعتقال عناصر من بوكو حرام قبل عام في بنغازي. وأضاف أن هناك مخاوف من امتداد التنظيم إلى الجنوب ما يسمح له بالاتصال بالحركات المتطرفة في دول الساحل. وأكد يجب وضع استراتيجية يتم فيها إشراك الجيش الليبي بمساهمة الدول العربية والغربية (وكالات)
مشاركة :