مطالب بتطوير البنية التحتية وتنويع مشروعات الاستثمار في إفريقيا

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

طالب المتحدثون في جلسات اليوم الثاني من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، بالتركيز على تطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد الإفريقي، الأمر الذي من شأنه جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز تدفقها إلى الأسواق الإفريقية في ختام فعاليات المنتدى، كشفت الغرفة عن ان عدد المشاركين في المنتدى بلغ 1300 مشارك من بينهم أكثر من 40 شخصية حكومية إفريقية رفيعة المستوى، قدموا من 50 دولة حول العام، من بينها 24 دولة إفريقية، في حين تخطى عدد اجتماعات العمل الجانبية التي عقدت على هامش المنتدى اكثر من 100 اجتماع. وشهد المنتدى توقيع عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية وهيئة رواندا للاستثمار، كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبي ومجموعة كوفاس العالمية والشركة الوطنية للتأمينات العامّة، وأخرى بين شركتي جوجوشي ريسورسيز الشرق الأوسط العاملة في الإمارات وأنتيلوب كابيتال في ساحل العاج. واستأنف المنتدى جلساته أمس بحوار مع أمينة غريب فقيم، رئيسة جمهورية موريشوس، تحت عنوان طفرة الابتكار، أكدت فيه أن اقتصاد موريشيوس في السبعينات اعتمد بشكل كبير على السكر، إلا أن خطوات التنويع الاقتصادي التي اتخذتها الحكومات السابقة جعلت الاعتماد على هذه السلع ينحسر إلى 2% فقط من الاقتصاد، بينما أدّى التركيز على التعليم والخدمات الاجتماعية إلى وجود شبكة أمان يستفيد منها الناس الاكثر عرضة للمخاطر. وأضافت رئيسة موريشيوس أن هناك تركيزاً على الاستفادة من الموقع الجغرافي للجزيرة في ربط الشرق بالغرب، وهناك مناقشات مع موانئ دبي العالمية وهيئات في الإمارات لتطوير الموانئ وبناء القدرات في مجال الخدمات اللوجستية، كما طورت الجزيرة القطاع السياحي، الذي يشكل دافعاً مهماً للاقتصاد، وتعتمد على الابتكار في مجال التكنولوجيا لتطوير الشركات وخلق فرص عمل. وخلصت فقيم إلى القول إن هناك 11 مليون خريج حالياً في القارة الإفريقية ويجب تطوير عقلية الريادة لخلق فرص العمل لهم. أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان حوافز جديدة للنمو مصانع المستقبل في إفريقيا، فتحدث فيها جاي ايرلاند، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك في إفريقيا، الذي قال: التصنيع يخلق نسبة عمالة عالية في جميع الدول، وفي جنوب الصحراء الكبرى، يساهم في 6% من مجموع نسبة العمالة مقارنة مع 15% في آسيا، وكي يتم رفع هذه النسبة، يجب تأمين الكهرباء والقدرات اللوجستية والعمالة المحترفة، وهذه هي الأمور التي يجب أن تستثمر فيها القارة. وفي الجلسة نفسها، علّق طارق سلطان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي الكويتية، بأن هناك سبعة من أصل الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً في العالم موجودة في إفريقيا، كما يبلغ عدد سكان القارّة أكثر من مليار نسمة، وفيها سرعة تحضّر عالية وتدفق هائل في الاستثمارات، الا أنّ الوصول إلى استقرار في مجال الطاقة وتوفيرها بتكلفة معقولة يعتبر تحدياً كبيراً يجب النظر فيه لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية وتسهيل العمل في القارّة. أمّا ماوينا تريبار، الرئيسة التنفيذية لمركز تشجيع الاستثمار في غانا، فقالت: إنّنا مهتمون في بناء شراكات استراتيجية والتأكد من أن هذه الشراكات مربحة وتؤدي إلى خلق فرص عمل ونقل المهارات وخلق وظائف رديفة، فضلاً عن تقييم الاستثمار بمعايير واضحة وتقديم مشاريع محددة ذات صلة بحاجات الدولة. وأضافت تريبار أن الصناعة والزراعة والتصنيع الزراعي قطاعات ضرورية للنمو المستمر، وعلى أهمية موازية، يأتي بناء القدرات التعليمية عبر التدريب. وفي جلسة ناقشت سدّ الفجوة في المهارات، قال روهاكانا روغوندا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا: من الضروري أن نضمن حصول الناس على التعليم كي يساهموا في مسيرتهم الشخصية ومسيرة القارّة ومسيرة الإنسانيّة جمعاء، لكن لدينا الكثيرين الذين يتخرّجون ولا يجدون وظائف، فهناك فجوة هائلة في الأشخاص المدرّبين، وعلينا تدريب الناس كي يكونوا مؤهلين بشكل أفضل لشغل الوظائف المتاحة. وأضاف لدينا أيضاً خطة وطنية للتنمية كي نصبح دولة ذات دخل متوسط، إضافة إلى أنّنا بدأنا تنفيذ خطة لتدريب العاملين في قطاعات أساسية مثل النفط والغاز، ونحن نقوم بذلك مع القطاع الخاص ووكالات أخرى من أجل توفير القوة العاملة وتدريبها وإكسابها المهارات التي تحتاجها في السنوات المقبلة. أما الدكتور شيخ موديبو ديارا، رئيس الوزراء الانتقالي السابق في مالي، فقال: في الدول قليلة الموارد، لا تستطيع إنشاء جامعات تركّز على كل قطاع إذا كان عدد السكّان صغيراً، علينا انشاء مراكز تميّز في كل مكان كي نتمكّن من المنافسة، خصوصاً لأنّ التعليم مجال يأتي فيه العائد على الاستثمار بعد ربع قرن، ورائد مراكز التميّز كان نيلسون مانديلا، وعلينا نحن إنشاؤها وتوزيع الموارد على المراكز التي تقدّم تعليماً عالي الجودة والتي يستطيع الناس التوافد إليها من كافة أنحاء إفريقيا. وقال أناند كابور، مؤسس ونائب رئيس مجموعة ميدكوم في الإمارات كمؤسسة خاصة، عملنا في بلدان قمنا فيها بتدريب الناس وتطوير مهاراتهم محلياً، وها نحن نرى اليوم مصانع يعمل فيها أناس محليون بالكامل، وعلى سبيل المثال، أحضرنا مهندسين من كوريا الجنوبية إلى نيجيريا لتدريب 500 مهندس محلي على انتاج تشكيلة إلكترونيات لسامسونغ، صنعت في إفريقيا من أجل إفريقيا. وأضاف: الإمكانات موجودة، لكن على القطاع النظر إلى تطوير المهارات كقطاع عمل بحدّ ذاته، هناك فارق في مستوى المهارات، لذلك عملنا مع 10 جامعات في القارّة وأخبرنا مسؤوليها عن نوعيّة المهارات التي نسعى إليها في السنوات التالية. وشهدت الجلسة الختامية من المنتدى حواراً حول الاستفادة من التمويل الإسلامي، تحدث فيها الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي في الإمارات، الذي أوضح أن ربع سكان العالم هم من المسلمين وهم من الشباب، موضحا أن هناك 100 مليون في شرق إفريقيا. وأضاف هناك نمو في الاقتصادات الافريقية مدعومة بالتجارة والسلع هناك حاجة للتمويل الاسلامي في إفريقيا في الدول التي تتواجد فيها كثافة سكانية مسلمة. وأضاف أن التمويل الإسلامي يستقطب اهتمام النسيج الإفريقي ويتوافق مع الحاجات الاستثمارية خاصة في قطاع البنية التحتية، إلا أنه لتحقيق خطوات كبيرة يجب أن توضع المصارف الإسلامية في مكانة عالمية، كي تتمكن من الوصول إلى الجميع، وليس المستثمرين المسلمين فقط، وهكذا يتمكن التمويل الإسلامي من النجاح عبر تقديم خدمات جيدة لناحية التقنيات العالية ومنتجات تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

مشاركة :