أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي ضرورة مواجهة النزاعات والحروب التي يشهدها العالم من خلال تفعيل أدوات مجلس الأمن وآلياته. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير العتيبي أمام مجلس الأمن أثناء مناقشة قضايا الأمن والتنمية والأسباب الجذرية للنزاع. وقال ان العالم يشهد نزاعات وحروبا أطرافها تنظيمات متطرفة تهدف إلى جر الدول والمجتمعات إلى الفوضى لتحقيق مصالحها وأولوياتها عبر تكتيكات "خبيثة". وأضاف أن مناطق كثيرة من العالم تشهد نزاعات وحروبا أكثر تعقيدا وترابطا وتشابكا مما كانت عليه في السابق حيث زاد عدد هذه الحروب الأهلية من أربعة حروب إلى 11 حربا منذ عام 2008. وأوضح العتيبي أن مفهوم النزاع أو الحرب لم يعد كما كان في السابق مقتصرا على مواجهات ما بين دولتين. وأكد وجوب النظر في مسألة نشوب النزاعات عبر أدوات وآليات وقائية لتفادي الآثار السلبية الناجمة عنها في ظل تدهور مناخ السلام والأمن وعدم الاستقرار مشيرا الى وجود 60 مليون شخص مشرد أو لاجئ بسبب تلك النزاعات والحروب. وذكر أن تلك النزاعات أدت إلى ارتفاع كبير في حجم الاحتياجات الإنسانية لعام 2015 إلى أكثر من 20 مليار دولار أميركي لافتا الى وجود 128 ألف شخص ضمن 39 بعثة سياسية وعملية حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم بتكلفة تفوق 8 مليارات دولار اميركي سنويا لتمويل تلك البعثات. وأوضح أن هذه الوقائع والمآسي الإنسانية التي لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية تدفع العالم إلى العمل للاستفادة من تجارب الماضي والنظر في اعتماد أساليب وآليات للتنبؤ المبكر والمعالجة السريعة قبل اندلاع نزاع ما قد يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وأشار إلى الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحل النزاعات حلا سلميا عبر سلسلة من الخطوات كالمفاوضات والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية إضافة إلى المادة (99) من الميثاق التي تكفل للامين العام الحق بأن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين. ودعا السفير العتيبي مجلس الأمن إلى تفعيل الأدوات المتاحة له وتنفيذ ما هو منصوص عليه في الميثاق لمنع نشوب النزاعات. وشدد على أهمية تذليل كل الصعوبات وتعزيز أساليب وآليات للتنبؤ المبكر لمنع وقوع أي نزاع محتمل وتفادي الوصول إلى منزلق خطير مؤكدا تعزيز الدعم للجهات الفعالة المعنية بما فيها المنظمات الإقليمية التي أصبحت تشارك بدور محوري وتشحذ قدراتها لمنع النزاعات
مشاركة :