تمرد داخل حزب المحافظين يُقرّب 'الإطاحة' بجونسون

  • 1/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن- يتعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونس لضغوط شديدة حتى من داخل معسكره بسبب خرقه للقيود في ذروة الموجة الوبائية بحضوره حفلا صاخبا بحديقة 10 دوانينغ ستريت، إلا أنه أعلن اليوم الأربعاء أنه لن يستقيل من منصبه فيما يخوض وحيدا معركة أمام البرلمان للمرة الثانية على التوالي وسط تنامي الدعوات لرحيله. وقال إنه يتعين انتظار نتيجة التحقيق في موضوع حفلات مزعومة عُقدت في مقر إقامته في داوننغ ستريت خلال عمليات الإغلاق التي فرضت بسبب فيروس كورونا. وردا على سؤال في البرلمان من نائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض عما إذا كان الوقت قد حان لاستقالته، قال جونسون "لا"، مضيفا "أعتذر بشدة عن أي سوء تقدير حدث" قبل أن يطلب منها "انتظار نتيجة التحقيق الأسبوع المقبل" قبل استخلاص أي استنتاجات. ويستعد جونسون الأربعاء لتبرير موقفه أمام البرلمان فيما يجد نفسه في موقع ضعف إثر تمرّد نواب شباب من غالبيته بسبب استيائهم من فضيحة الحفلات المنظمة في مقر رئاسة الحكومة. ورغم سلسلة من القرارات السياسية شعبوية الطابع الهادفة إلى استعادة ثقة قاعدته وإعلان تخفيف قيود مكافحة كوفيد-19، يجد رئيس الحكومة المحافظ نفسه في وضع يزداد ضعفا. وذكرت الصحف البريطانية أن نحو عشرين من النواب المحافظين الشباب اجتمعوا الثلاثاء للبحث في التصويت على حجب الثقة عن بوريس جونسون. ويعتبر نواب حزب المحافظين هؤلاء الذين يمثلون دوائر انتزعت من الحزب العمالي خلال انتخابات العام 2019، أنهم جمعوا ما يكفي من أصوات للإطاحة بجونسون، في عملية أطلقت عليها الصحافة اسم "مؤامرة فطيرة لحم الخنزير" وهي طبق تشتهر به إحدى دوائر هؤلاء النواب. وأعلن النائب في حزب المحافظين كريستيان وايكفورد الأربعاء انشقاقه عن صفوف الحزب وانتقاله إلى حزب العمال احتجاجا على تصرفات رئيس الوزراء. وكتبت صحيفة ذي غارديان "الوضع يسوء" فيما عنونت ذي تلغراف المؤيدة عادة للحكومة "النواب المتمردون يتآمرون للإطاحة ببوريس جونسون". ويواجه جونسون (57 عاما) راهنا أسوأ أزمة منذ توليه السلطة في صيف العام 2019 مع كشف سلسلة من المعلومات حول حفلات نظمت في مقر رئاسة الحكومة بينما كانت المملكة المتحدة خاضعة لقيود صحية صارمة للغاية. وفشلت اعتذاراته أمام البرلمان بعدما أقر بحضوره إحدى هذه الحفلات في مايو/ايار 2020، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ظن أنها اجتماع عمل، في تهدئة الوضع. ويستعد الآن لموقف صعب خلال جلسة الاستجواب الأسبوعية في مجلس العموم عند الساعة الثانية عشر بتوقيت غرينتش. ومن أجل إزاحته عن زعامة حزب المحافظين وتاليا عن رئاسة الحكومة ينبغي أن يرسل 54 نائبا من المحافظين رسالة إلى "لجنة 1922" مطالبين بتصويت على حجب الثقة. وحتى الآن كشف سبعة نواب أنهم قاموا بذلك لكن نحو ثلاثين أقدموا على هذه الخطوة على ما ذكرت الصحف التي تساءلت حول ما إذا ما كان تمرد النواب الشباب سيؤمن هذا العدد. وقال أحد المشاركين لهيئة 'بي بي سي' "أظن أننا نجحنا لكن يصعب التأكيد". وأكد آخر لصحيفة "ذي تلغراف" أن "الساعة حانت" بالنسبة لرئيس الوزراء. لكن صحيفة "فيننشال تايمز" ذكرت أن التردد لا يزال سيد الموقف ويريد البعض انتظار نتائج تحقيق تجريه سو غراي الموظفة الكبيرة في الإدارة، حول هذه الحفلات. وستستجوب هذه الأخيرة خصوصا دومينيك كامينغز المستشار السابق لجونسون الذي استحال خصما لدودا واتهم رئيس الوزراء بالكذب. وإضافة إلى الحفلات المقامة خلال الإغلاق، يواجه رئيس الوزراء فضائح محسوبية ومشكلة تراجع القدرة الشرائية مع تسجيل التضخم في المملكة المتحدة أعلى مستوى له منذ 30 عاما في ديسمبر/كانون الأول. وقال بوريس جونسون إنه يدرك غضب الرأي العام وقد جدد الثلاثاء اعتذاراته عن "سوء التقدير" الحاصل خلال مقابلة بدا فيها محبطا. وعندما سئل عدة مرات عن احتمال استقالته تجنب جونسون الرد داعيا إلى انتظار نتائج التحقيق الداخلي المرتقبة جدا. أعلن بوريس جونسون الأربعاء رفع الجزء الأكبر من القيود المفروضة لمكافحة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا في إنكلترا والنية في وقف حجر المصابين في مارس/اذار. واعتبارا من 27 يناير/كانون الثاني لن يكون وضع الكمامة إلزاميا بموجب القانون ولن يوصى رسميا بالعمل عن بعد ولن يشترط تقديم شهادة صحية لدخول المراقص وبعض التجمعات الكبرى، في اجراءات وصفت بأنها ذات طابع شعبوي لامتصاص غضب الشباب. وكانت حكومته قد أعلنت أنها تنوي الاستعانة بالجيش لوقف وصول المهاجرين عبر المانش وتنوي إلغاء الرسوم السنوية الإلزامية التي تمول هيئة "بي بي سي".

مشاركة :