تسبب هجوم الحوثيين على الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين بمقتل عمال ووقوع أضرار، كما فتح الباب واسعًا أمام الكثير من علامات الاستفهام حول التهديدات الإيرانية لأمن المنطقة واستعمال طهران للميليشيات التابعة لها في شنّ هجمات على الدول العربية. المعلومات المتوافرة منذ أشهر تشير إلى أن الإيرانيين حسّنوا خلال السنتين الماضيتين من دقة الصواريخ والمسيرات التي ينتجها برنامج الصواريخ الإيرانية، واستعمال الحوثيين لمسيرات دقيقة وعلى مسافة تصل إلى أكثر من 1700 كلم، وهي المسافة بين منطقة سيطرة الحوثيين وأبوظبي، يؤكد أن الإيرانيين تمكّنوا من تسريب هذه الصواريخ المطوّرة لديهم خلال الأشهر الماضية إلى الحوثيين في اليمن. المصادر العسكرية الأمريكية التي تحدثت إلى العربية والحدث أشارت إلى أن هذا الاحتمال صحيح، وشددت على أن القوات الأمريكية والقوى العسكرية المشاركة في تسيير دوريات بحرية في منطقة بحر العرب والخليج العربي، تمكنت خلال الأشهر الماضية في اعتراض كميات كبيرة من الأسلحة، الفردية ومضادات الدروع وغيرها، لكن الأمريكيين والشركاء الآخرين، لا يستطيعون ضمان نتائج مئة في المئة وفي كل الأوقات. كما أكدت المصادر العسكرية للعربية والحدث أن السبب الأهم وراء هذه الإخفاقات الأمريكية والدولية في منع وصول السلاح الإيراني إلى الحوثيين، يعود إلى اضطرار الأمريكيين لنقل سفن حربية أمريكية من منطقة عمليات القيادة المركزية إلى مناطق عمليات أخرى، مثل منطقة المحيط الهادئ وأوروبا، وبدلًا من نشر حاملات طائرات وقوات بحرية ضخمة في الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر، نرى حاملات الطائرات في مناطق قريبة من الصين وروسيا، وتستغل إيران هذا التراجع في الحضور العسكري الأمريكي لمتابعة تسريب السلاح من أراضيها إلى الحوثيين. وأشارت إلى أن الرادارات الأمريكية رصدت هجوم مسيرات الحوثي على أبوظبي، لافتة إلى أن البنتاغون لم يعط ردا عن سبب عدم اعتراض القوات الأمريكية لهجوم مسيرات الحوثي. في السياق، أعلن سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، الخميس، أن صواريخ كروز وصواريخ باليستية استخدمت إلى جانب طائرات مسيرة في الهجوم الذي وقع يوم الاثنين على منشآت مدنية في أبوظبي، مؤكدا اعتراض عدد منها. وأضاف: «استهدفت عدة هجمات مواقع مدنية في الإمارات بمزيج من صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وتم اعتراض عدد منها».