تتعدى المجوهرات كونها مجرد قطع كمالية أو منتجات باهظة الثمن تلبس غالباً للزينة أو الاستثمار، فهي أيضا من أذكى الطرق التي استخدمها الإنسان على مر التاريخ لإبراز هويته ولإيصال رسائل مبطنة تعبرعن آرائه وتوجهاته. ووظفت دور المجوهرات العديد من الرموز والخصائص اللونية للأحجار لتترجم أفكارها وتعبر عن دعمها لقضايا معينة في تصاميم تحمل بين طياتها العديد من المفاهيم والرسائل التي تتخطى بتفاصيلها حاجز الكلمات. ولا نتحدث هنا عن أثر المجوهرات في إبراز مكانة الشخص الاجتماعية أو مقدار ثروته ومذهبه الديني. بل نود أن نسلط الضوء على بعض السبل التي استغلت فيها الجواهر لتخليد الذكريات أو التعبير عن مشاعر الحب والولاء وغيرها من المعتقدات والمعاني الجسام. وبرزت أعراف كثيرة تتعلق بالمجوهرات كلبس المحابس للتعبير عن الارتباط الزوجي وتحديد بنصر اليد اليسرى لذلك، اعتقاداً بأن عرق القلب يمر خلال هذا الإصبع. كما استخدمت قلادات التشوكر للتعبيرعن التوجهات السياسية المناهضة لنظام الحكم أثناء الثورة الفرنسية حيث كانت السيدات يلففن شرائط حمراء حول أعناقهن دعماً للمعارضين بطرق مختلفة، منها كخانق بسيط حول الرقبة، أو كشريط يمتد من العنق ويربط حول الظهر والكتفين لتشكيل حرف الـ X. ويعد البروش أيضا من أهم قطع المجوهرات التي تحمل رمزية واضحة وتستخدم للإشارة إلى الكثير من الأحداث.. نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر شارة السلام أو وردة الرازجي وسعف النخيل التي يضعها البحرينيون في كل عام عرفانا وتكريماً لشهداء الوطن. وكذلك بروش زهرة الخشاش التي يضعها البريطانيون في الذكرى السنوية لضحايا الحرب العالمية الأولى، حيث يتم تعليقها على الجانب الأيسر ليكون أقرب إلى القلب كتعبير لهم عن تقديرهم واحترامهم لجميع الجنود والضحايا. ولعل الملكة إليزابيث الثانية هي من أكثر الشخصيات التي تقدس المفاهيم المعنوية التي تحملها المجوهرات وتتعمد اختيار أنواع معينة من جواهرها الملكية عند زياراتها الرسمية واستقبالها لرؤساء الدول وغيرها من المناسبات للتعبير عن مشاعرها وقراراتها التي تريد إيصالها. أما الأحجار الكريمة فقد استغلت على مدى واسع كرمزيات وأيقونات تحاكي المعتقدات، وتم تحديد حجر البخت لمواليد كل شهر بجانب تحديد الحجر المعبر عن الذكرى السنوية للزواج لكل عام، والتي تبدأ بعرق اللؤلؤ في السنة الأولى وتنتهي بالزفير في الذكرى السنوية الخامسة والستين. وهناك العديد من الأمثلة وقصص لا حصر لها، وفحواها يدور حول أهمية المجوهرات في إيصال الرسائل وأخذ المواقف. فهل سبق أن بعثت برسالة مبطنة لأحدهم من خلال المجوهرات؟ شاركونا آراءكم، ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة عن تساؤلاتكم على البريد الالكتروني: seemajewelsbh@gmail.com مع تمنياتنا لكم قراءة ممتعة لمحتوى جواهر الخليج القيمة
مشاركة :