الحقبة السعودية - الكورية التكنولوجية المبتكرة.. تدخل حيز التنفيذ

  • 1/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن تطلق (الرؤية السعودية الكورية 2030)، في شهر أكتوبر 2017، كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، قد خاط نسيجها بفكر ذهبي قوامه الشراكة العلمية المبتكرة في صعد التلاقي والتحالفات الاقتصادية والصناعية كافة وفي صناعة الطاقة، فضلًا عن الاجتماعية والثقافية والرياضية، من بين عديد القطاعات الأخرى، بين البلدين القويين على خارطة العالم الأكبر اقتصاداً، العضوين المؤثرين في مجموعة العشرين، وذلك بعد أن اجتمع الملك سلمان، مع فخامة رئيسة كوريا الجنوبية، بارك كون هيه، على هامش أعمال قمة العشرين في أستراليا في العام 2014م، حين كان وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع، ورئيسًا لوفد المملكة في القمة. وبعد ذلك اللقاء، فتحت المملكة وكوريا الجنوبية فضاءات أرحب من الرحلات المكوكية واللقاءات المكثفة والمنتديات المتخصصة المتنوعة على أعلى مستوى من التمثيل الحضوري والتي كشفت للبلدين فرصاً جديدة من التلاقي التي يمكن خوض رحاها بمشهد اقتصادي جديد يقوم على الابتكار والمشروعات الاستثمارية الخلاقة التي غيرت من المفاهيم الصناعية التقليدية في البلدين وتحويل عجلة الإنتاج لسبل زخمة من الابتكار والتكنولوجيات الحديثة. وتولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قيادة الحقبة السعودية - الكورية الجنوبية التكنولوجية المبتكرة وجعلها موضع التنفيذ بزيارته التاريخية في 2019 والتي عكفت على تنويع وتوسيع التعاون الثنائي في مجال الصناعات الجديدة التي تلبي احتياجات حقبة الثورة الصناعية الرابعة، وعلى وجه الخصوص، اتفق الجانبان أن الدولتين ستبذلان جهوداً مشتركة لخلق فرص وظيفية للشباب في الدولتين، في مقدمتها مجالات الصناعة الحديثة المستقبلية كالسيارات الصديقة للبيئة وصناعة الروبوتات وتقنية المعلومات والتواصل وتقنيات شبكة الجيل الخامس. فيما حرص رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، على مشاركة ولي العهد، حفل تدشين توسعات أرامكو في مصفاتها الكورية "إس أويل" شملت افتتاح مجمع تطوير مخلفات التكرير، ومجمع إنتاج مشتقات الأوليفينات، وتتضمن المرافق الجديدة أحدث التقنيات المستخدمة في أعمال التكرير، والتي زادت حصة إس أويل من 8 % إلى 13 % من تصنيع المنتجات البتروكيميائية عالية القيمة مثل البروبيلين والبنزين، مع فرص تحويل النفط لكيميائيات في توسعة مصفاة "إس أويل". مع تأسيس مشروع وحدة التكسير بالبخار وإنتاج مشتقات الأوليفينات بقيمة تبلغ 6 مليارات دولار والمتوقع تدشينها بحلول عام 2024م. وستُنتج وحدة التكسير بالبخار الجديدة والعالمية المستوى الإيثيلين ومنتجات كيميائية أساسية أخرى مشتقة من النافثا ومخلفات الغازات في أعمال المصفاة. وتدعم الاتفاقية خطة أرامكو السعودية لتوسيع مجالات أعمالها عالميًا خلال العقد المقبل. كما تشمل الاتفاقية تطبيق تقنية أرامكو السعودية الخاصة بالتحويل الحراري للنفط الخام إلى كيميائيات، وهو الأمر الذي سيُحول تركيز شركة إس أويل من النفط إلى الكيميائيات ويعزز مكانتها في سوق الطاقة في المستقبل. في وقت يمثل تدشين المشاريع الجديدة لحظات تاريخية لأرامكو وشركائها الكوريين والذين يقودون نموذجًا يحتذى به في استراتيجية صناعات المصب الدولية لشركة أرامكو السعودية وتلعب دورًا مهمًا من خلال توفير الطاقة الحيوية اللازمة للنمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية.، وستوفر المرفقات الجديدة منتجات عالية القيمة للصناعات الكورية الكبرى التي تعد علاماتها التجارية العالمية جزءًا من الحياة اليومية للإنسان الحديث في كوريا وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث التكنولوجيا والابتكار والإبداع والجودة. ويتوقع الشريكان إنجاز مشروع التكسير بالبخار ومشروع الأوليفينات بحلول عام 2024، وسوف تنتج وحدة تكسير البخار الجديدة ذات المستوى العالمي الإيثيلين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى من النافثا ومن نواتج التكرير من انبعاثات الغاز، حيث تدعم هذه الاتفاقية الجديدة خطة أرامكو السعودية لزيادة بصمتها العالمية للبتروكيميائيات خلال العقد المقبل. وستشمل كذلك نشر تقنية أرامكو السعودية الحرارية لتحويل الخام إلى الكيميائيات وتحويل تركيز مصفاتها "إس أويل" من "النفط إلى الكيميائيات" إلى وضع أفضل للشركة في سوق الطاقة في المستقبل. وفتحت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكوريا الجنوبية حراكاً استثمارياً ضخماَ لشركة أرامكو السعودية لتتوسع بعمق واسع في قلب كوريا الجنوبية وفتحت آفاقاً أرحب لتوسعات عملاقة على صعد التكرير والكيميائيات وتعزيز تنافسية قطاع زيوت التشحيم من خلال الاستثمار المتقدم في المرافق المتطورة في شركة إس أويل، التي تعد من أنجح الشركات في كوريا الجنوبية، ومثل لحظة تاريخية لشركة إس أويل، وعلامة فارقة بالنسبة لمشاريع أرامكو السعودية في مجال التكامل. وظفرت أرامكو السعودية بـ 12 اتفاقية مع عدد من كبرى الشركات الكورية الجنوبية لتعزيز علاقتها مع كوريا الجنوبية وتوسيع رقعة أعمالها الدولية والتأكيد على التزامها بتأمين إمدادات الطاقة في آسيا، في وقت تمثل كوريا الجنوبية عبر اقتصادها القوي والقائم على الابتكار، وشركاتها الكبرى وسوق الطاقة المتطور فيها، شريكًا اقتصاديًا وإستراتيجيًا مهمًا لنجاح أعمال أرامكو السعودية. كما أن صادرات النفط السعودي والغاز المسال لها تُسهم في ازدهارها الاقتصادي. وأدى ذلك لدخول مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية التي بدورها تعزز إستراتيجية أرامكو السعودية في النمو وتحقيق المزيد من التنوع والتكامل المنشود وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات حيوية كالتكرير والكيميائيات وتخزين النفط، ومجالات توطين صناعة السفن والمحركات في المملكة، ومجالات التطوير التقني في استخدام وسائل النقل لطاقة الهيدروجين المشتقة من النفط الخام والغاز، وتطوير استخدام المواد غير المعدنية المرتبطة بالصناعات البتروكيميائية. وستسهم، بإذن الله، في توفير خيارات طويلة الأمد لتسويق النفط الخام السعودي وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة والمنتجات الكيميائية في هذه المنطقة المهمة. ولتحرز المملكة أكبر تقدم في تحولات صناعة النفط والغاز البحرية، بالشراكة الكورية لتدخل المملكة ولأول مرة في تاريخها في الصناعات البحرية ذات الصلة بأعمال استكشاف ونقل ومعالجة وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي من الحقول البحرية، حيث تستدرك المملكة حجم الإنفاق الكبير في مشاريع الخدمات البحرية وتوريدها مما دفعها لإنشاء مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية كأحد أهم الاستثمارات السعودية لتوطين الصناعة والتقنية والذي سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 63,7 مليار ريال (17 مليار دولار) سنوياً، وهو أحد أهم الممكنات لرؤية المملكة 2030، وضمن أبرز المشاريع الاستراتيجية لمنظومة الطاقة بالمملكة، وفي وقت تشكل صادرات المملكة النفطية عبر البحار 70 % من إنتاجها ما يجسد ضخامة الخدمات المرتبطة بها لتعكف المملكة على توسعة أعمال النفط والغاز البحرية حديثة العهد بها في العقد الماضي، والتي تشهد في الآونة الأخيرة أكبر انفتاح، حيث ارتفع إنتاج النفط بنسبة 9 % والغاز بنسبة 86 % بنهاية 2019. وبدأ مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات البحرية في استقطاب أضخم استثمارات الصناعات البحرية المتنوعة والمميزة الخاصة بصناعة النفط والغاز وخدماتها. ويضم المجمع منطقة تصنيع الحفارات والمنصات البحرية، ومنطقة إصلاح السفن وصيانتها، ومنطقة بناء السفن العملاقة، وتضم حوضين جافين ومعدات رفع بطاقة عالية ومباني صناعية، والمنطقة المخصصة لسفن الإمداد البحري وتحوي عددًا من المراسي ورافعات السفن الخاصة ببناء وإصلاح سفن الإمداد البحري. أرامكو تنقل تقنياتها الحرارية المبتكرة لمشروعاتها في كوريا الجنوبية

مشاركة :