رام الله / القدس 21 يناير 2022 (شينخوا) أصيب فلسطينيون ومتضامنون إسرائيليون اليوم (الجمعة) في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن مواجهات عنيفة اندلعت بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في قرى "بيتا" و"بيت دجن" و"بورين" جنوب وشرق مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن طواقم الإسعاف تعاملت مع 120 إصابة، بينها 15 حالة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والبقية حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في القرى الثلاث. وأوضح البيان أن 10 متضامنين إسرائيليين أصيبوا بجروح وكسور في هجوم شنه مستوطنون خلال زراعتهم أشجار الزيتون في بورين جنوب نابلس، لافتا إلى أن أربعة من المصابين تم تسليمهم إلى سيارة إسعاف إسرائيلية والبقية رفضوا وعولجوا من قبل الطواقم الطبية الفلسطينية. وتداول نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) والجمعية صورا للمتضامنين أثناء تلقيهم العلاج داخل سيارات الإسعاف الفلسطيني بينما آثار الدماء على وجوههم. وأشار البيان إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي عرقلت عمل الطواقم الطبية وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى أماكن المواجهات لتقديم العلاج للمصابين، ما اضطرها لنقلهم مسافة طويلة سيرا على الأقدام. من جهتها، قالت الإذاعة العبرية العامة إن مستوطنين ملثمين اعتدوا بالهراوات على فلسطينيين ونشطاء يساريين من جمعية "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" خلال قيامهم بغرس الأشجار في بورين، مما أدى لإصابة عدد منهم بجروح طفيفة ونقلهم إلى مستشفى "بيلنسون" للعلاج. ونقلت الإذاعة عن الناشطة ريفكا فيتنبيرغ من تل أبيب قولها "قمنا بغرس نحو 20 شتلة زيتون في بورين وفجأة بعض الأشخاص الملثمين قاموا بالاعتداء علينا ثم قاموا بحرق سيارة فلسطينية وإلقاء الحجارة على سيارة أخرى تابعة لإسرائيليين، ما أدى لوقوع إصابات وخرجنا من المنطقة وهم لاذوا بالفرار من المكان". وتعليقا على الحادثة، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في بيان مقتضب اعتداء المستوطنين على المتضامنين. ودعا اشتية الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية "لإدانة الجريمة والعمل على لجم شهوة العدوان والقتل التي تستبد بالمتطرفين ومن يقفون خلفهم من الإرهابيين من قادة اليمين المتطرف". في المقابل، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في بيان بمحاسبة الذين اعتدوا على الفلسطينيين والنشطاء اليساريين في بورين، محذرا من أن حوادث كهذه ستؤدي إلى "انزلاقنا إلى هاوية لا يمكن جسرها"، مؤكدا "وجوب خوض حوار عميق حول علاقات الجوار". كما اندلعت مواجهات مماثلة في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية خلال تفريق الجيش الإسرائيلي بالقوة المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاما، ما أدى لإصابة 6 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وقال مراد اشتيوي الناشط في القرية لـ(شينخوا) إن الجيش الإسرائيلي هاجم التظاهرة السلمية عقب انطلاقها، ما أدى لإصابة 6 شبان. وينظم الفلسطينيون منذ سنوات تظاهرات أسبوعية في قرى وبلدات الضفة الغربية كل يوم جمعة للتنديد بالتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي في تلك المناطق. في سياق قريب، أفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن مستوطنين اقتلعوا نحو 400 شتلة زيتون من أراضي دير شرف غرب نابلس وقرى شرق سلفيت. إلى ذلك، استولى مستوطنون بحماية قوات الجيش الإسرائيلي على أرض مساحتها أربعة دونمات زراعية ببلدة "كفر الديك" غرب سلفيت وسيجوها وزرعوها بالأشجار ووضعوا لافتات تحذر أصحابها من دخولها، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وتعليقا على ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الممارسات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هي "حرب رسمية مفتوحة على ثقافة السلام". وقال بيان صادر عن الوزارة إن استمرار الإجراءات "سياسة ممنهجة ودعوة صريحة للعنف والفوضى بهدف تنفيذ المصالح الإسرائيلية التوسعية وتحريض متعمد وعرقلة لأية جهود لإحياء عملية السلام والمفاوضات". ويقطن ما يزيد عن 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي.
مشاركة :