حنان الزهراني تكتب..العروس اليوم ما عادت عروسًا

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليست جدة المدينة الوحيدة التي تتعرض للأمطار الموسمية, ولكنها المتضررة الأكثر. كما أن جميع المدن تكتظ بحفر الصرف الصحي ووحدهم أبناء جدة من يُبتلعون. جدة الجريحة يتكرر معها سيناريو السيول للمرة الثانية بعد بضع سنوات من المهلة التي منحها المطر لأصحاب الشأن. جدة ابنة الماء, يخنقها الماء!! حليمة لم تعد لعادتها القديمة لأنها لم تتركها من الأساس, حليمة عادت ولكن بساقٍ أخف وضحايا بفضل الله أقل. الغريب في حوادث السيول أن الفاعل ليس شخصًا بعينه, وليس شيئًا ملموسًا أصلا, والمطر بريء من ذنبها براءة الذئب من دم ابن يعقوب, بل الفاعل مستتر بلا ضمير في محل نصب الفساد. الفساد المدمر الأول لهذه البلاد, بلاد الدعم الهائل والميزانيات الكبيرة والذمم والجيوب الواسعة. الفساد يقتحم مجالات حياتنا وينتشر كالأسيد الذي يشوه كل من يصل إليه, وضحاياه دائمًا من الأبرياء, وغالبًا من الفقراء. فالفقير لا يسكن أفخم الأحياء المحصنة ببنيتها التحتية الحديثة, ولا يملك سيارة بدفع رباعي لتقاوم منسوب المياه, ولأنه لا يملك الخيار في السفر والتمتع بأجواء المطر في لندن وشواطئ ماربيا, ولا في مدينته بعد أن صال غاز الكيمتريل في سمائها وجال. مشكلة الفساد أنه متأصل ومتراكم, فكل ما جاءنا أمين في هذه الأمانة قالوا لا تلومونه بما فعله السابقون, والحل إذًا ؟ لماذا تأخذ الأمانة دور الرجل الشهم الذي لا يهمه ماضي العروس؟ هل نمحوها من الوجود حتى يتسنى لكم البدء في بنية تحتية صالحة للعيش الآدمي دون أخطاء سابقة؟ لديكم القدرة على تصريف كل شيء, نحن والميزانية والمراجعين والأعذار, فيما عدا السيول فأنتم مصرفون بامتياز. ولكن الأعذار لم تعد تجدي نفعًا كما أن الكيمتريل لم يعد يستر أحدا, وثقتنا كبيرة في صاحب السمو الأمير خالد الفيصل ووالدنا سلمان كبيرة, فكررناها كثيرًا وسنكررها من أمن العقوبة أساء الأدب, لابد من محاسبة كل مقصر ومتسبب, ليكون عبرة وعظة للاحقين, فإذا كان المسئول الذي يتقاضى راتب وقدره ليس له من شغلة سوى أن يخرج للإعلام ويتهم المؤسسات والقطاعات الأخرى, فحري به أن يكون ضمن طاقم بوفيه الأمانة, بدلًا من أمانة العروس. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حنان الزهراني تكتب..العروس اليوم ما عادت عروسًا

مشاركة :