أكد مديرون وعاملون في قطاع السيارات أن المرأة تقود مستقبل صناعة السيارات في العالم، موضحين أنه رغم ارتباط صناعة السيارات والقطاع بأكمله بالرجال لفترة طويلة، إلا أن تطور المجتمع أظهر وجود عدد متزايد من النساء القادرات على القيام بأدوار مؤثرة في مختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات. ونلاحظ اليوم أن الكفاءات النسائية باتت تشغل وظائف كانت سابقاً حكراً على الرجال فقط، ومنها المناصب القيادية في مجالس الإدارة في مختلف أنحاء العالم. وقالت بيرنا أكينسي، مدير التسويق في «بريجستون الشرق الأوسط وأفريقيا» لـ «البيان الاقتصادي»: مما لا شك فيه أن هذه التغييرات محط ترحيب، ولكن هناك فرص هائلة لا تزال متاحة أمام المرأة لإظهار تفوقها في صناعة السيارات. ويمكن القول إن الوقت مناسب الآن للمرأة كي تضطلع بأدوار رئيسية، وتتولى القيادة وإحداث التأثير المرتقب على المجتمعات. ومع ذلك، من المهم التريث قليلاً لتقييم التغييرات في القطاع واستهداف مجالات لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير، حتى يساعد ذلك في مواكبة الجهود العالمية المبذولة لتقليص الفجوة بين الجنسين وتمكين القوى العاملة من النساء. وتابعت: لقد اتخذنا خطوة نحو تمكين المرأة في القطاع، تمثلت في التدقيق بكيفية توزيع أجور الجنسين في هذا القطاع الذي يهيمن عليه الرجال تقليدياً، لنكتشف أن عدداً متزايداً من النساء يعملن في مجال السيارات. إلا أن بعض المجالات مثل خطوط الإنتاج لا تزال نسبة النساء فيها متدنية، ما يؤثر على فجوة الأجور بين الجنسين بصورة إجمالية. وقالت: في كثير من الأحيان، لا تتعلق القضية بالتمييز بل بالمهارات والأهلية للقيادة. لأنه في هذا السياق، تكتسب العديد من النساء الفنيات في صناعة السيارات ميزة في الحصول على أجر أعلى من الرجال بسبب قدراتهن الخاصة على التفوق في صناعة يهيمن عليها الرجال إلى حد كبير. وغالباً ما يؤدي هذا الدافع إلى زيادة الإنتاجية ومنح الترقيات في صفوف النساء وفي النهاية زيادة أجورهن. وأردفت: لذلك ينبغي أن تكون أي زيادة في الراتب مرتبطة بالأداء، بغض النظر عن الجنس، لضمان العدالة، حيث تبرز حاجة أرباب العمل إلى السعي نحو المساواة بين الجنسين مع مكافأة الجهود والقدرات. ويتوجب أن يتركز الاهتمام بصورة كبيرة على كيفية إحداث المزيد من التوازن بين الجنسين في جميع مجالات صناعة السيارات وعمليات الإنتاج. وأوضحت أن التكنولوجيا تمثل حالياً عاملاً إضافياً يمكن أن يدعم تمكين التنوع الفعلي في مكان العمل، وتلعب أيضاً دوراً رئيسياً في تزايد عدد النساء في صناعة السيارات. فالتكنولوجيا توفر فرصة مثالية لتحقيق تكافؤ الفرص. ومع التحول الكبير الحاصل في مفهوم السيارة من كونها مجرد أداة للنقل إلى أداة استهلاكية مبنية على مفهوم الخدمة، يمكن للمرأة سد فجوة كبيرة في نقص المهارات بالنظر إلى خبراتها وقدراتها ومهاراتها. كما أن التكنولوجيا، بفضل المرونة التي توفرها، تمنح النساء أيضاً الفرصة لمواصلة العمل في مجالات أخرى مثل العمل من المنزل أو تشغيل الآلات عن بُعد أو المشاركة في تنفيذ المشاريع. وقالت: بالمقابل، وضع قطاع صناعة السيارات نظرة إلى النساء على أنهن قائدات وخبيرات تقنيات قادرات على تغيير الصور النمطية للجنسين. وبالفعل، فقد تحسنت الأوضاع، ولم تعد منافع تكامل التكنولوجيا تقتصر على منح قيمة مضافة للموظفات فقط، بل مهدت الطريق لزيادة الوظائف، وبالتالي المزيد من الفرص للجميع. كما أن الاحتفاظ بالموظفات وجذب المزيد من النساء للمساهمة في دفع عجلة النمو بات يمثل أحد التحديات الرئيسية في صناعة السيارات. ومن هنا يبرز الدور المحوري للقادة والمديرين التنفيذيين في تحقيق النمو من خلال تبني وتعزيز أهمية التنوع والشمول في القطاع، انطلاقاً من مسؤولياتهم وإمكاناتهم وقدراتهم. وعلى سبيل المثال، يجب أن يتماشى تكوين مجلس الإدارة وتخطيط التعاقب الوظيفي وآليات التوظيف مع مبادئ وأهداف تخلق بيئة عمل جذابة للموظفات. ولفتت إلى أن شركات السيارات قد تواجه تهديداً بفقدان مزايا تنافسية حيوية، إذا لم تكن سباقة في إيجاد وتعزيز مكان عمل جذاب يفضي إلى المساواة بين الجنسين. ويجب على المسؤولين في صناعة السيارات تطوير مفهوم شامل بحيث ترتفع جاذبية القطاع لدى المرأة، ومن ثم استكشاف الفرص التي يمكن أن تستقطب الموظفات. ويسهم تشجيع النساء بصورة مبكرة عموماً على السعي وراء تحقيق طموحاتهن المهنية في هذا القطاع إلى حدّ كبير في توفير المزيد من الأسباب الوجيهة للبقاء في الشركة. لذلك يتوجب على المسؤولين استكشاف أساليب ناجعة لتشجيع النساء على الانخراط في صناعة السيارات من خلال إزالة عوامل التمييز التي تثنيهن عن الانضمام إلى القطاع، مثل ضمان تحقيق التوازن بين العمل والحياة وتقديم البرامج الإرشادية أو الرعاية لمساعدتهن في دفع مسار النمو الوظيفي. وقالت: مع أن قطاع السيارات بعيد كل البعد عن الكمال مثله مثل كل القطاعات الأخرى، إلا أن العدد المتزايد من النساء في هذه الصناعة يعتبر بمثابة نقطة مرجعية أساسية ترسي معياراً جديداً أمام الكثير من الصناعات لتوفير المزيد من الفرص الوظيفية أمام النساء. ويبدأ كل شيء بالاعتراف بالتنوع واحترامه، وقبول الأفكار من وجهات نظر مختلفة، بالإضافة إلى تأسيس نظام يتيح للموظفين أداء واجباتهم وإثبات قدراتهم براحة مطلقة. واختتمت مدير التسويق في «بريجستون الشرق الأوسط وأفريقيا» قائلة: بفضل هذه السياسات وحدها، يمكننا أن نتوقع ونرى المزيد من النساء يشغلن مناصب قيادية ويساهمن في نمو صناعة السيارات، وتوجيهها نحو مستقبل أكثر تطوراً واستدامة ومساواة بين الجنسين. من جانبه، قال لؤي الشرفاء، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال موتورز» في أفريقيا والشرق الأوسط، إن المرأة لها مكانة مهمة في قطاع السيارات عالمياً، مشيراً إلى أن «جنرال موتورز» تولي تمكين المرأة في المناصب القيادية أهمية بالغة. ويشار في هذا الصدد إلى أن ماري بارا هي الرئيسة التنفيذية لشركة «جنرال موتورز»، وهي أول امرأة تقود إحدى أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت «جنرال موتورز»، أكبر شركة سيارات أمريكية، قد أعلنت أن عدد أعضاء مجلس الإدارة ارتفع إلى 13 عضواً، بعد تعيين شخصين جديدين، لافتة إلى أن عدد السيدات بالمجلس بلغ 7، ليشكلن الأغلبية لأول مرة في تاريخ الشركة. وتم تعيين ميج هويتمان خبيرة التكنولوجيا لتنضم لمجلس إدارة شركة «جنرال موتورز». وأكدت مارى بارا أن تنوع أعضاء مجلس الإدارة يمثل ميزة تنافسية قوية لشركة «جنرال موتورز» التي تسعى لتقديم منتجات أفضل وأكثر ابتكاراً وسلامة واستدامة في عالم السيارات الذي يعتريه حالياً تغيرات جوهرية مع الاتجاه للمركبات الكهربائية وذاتية القيادة. ومن النماذج الإماراتية الملهمة للسيدات في قطاع السيارات هدى المطروشي صاحبة ورشة تصليح سيارات وأول ميكانيكية سيارات إماراتية، وهي حاصلة على ماجستير في القيادة والإدارة، وبكالوريوس في العلاقات والإعلام من كلية الأفق الجامعية في الإمارات. وقالت إنه في بداية مسيرتها المهنية، كانت لديها فكرة عن مدى صعوبة إدارة ورشة لتصليح للسيارات كامرأة، وشعر بعض الناس بعدم الأمان عند إعطائها سياراتهم لخدمتها، لكن تفكيرهم تغير بعد أن استعادوا سياراتهم في حالة مذهلة. وأضافت: لقد نشأت الرغبة في دخول عالم تصليح السيارات لدي منذ سن مبكرة جداً. أنا استمتع بتصليح الأشياء، وخصوصاً السيارات. واستثمرت هذا الشغف وحولته إلى فرصة عمل مذهلة تعود بالنفع عليّ وعلى مجتمع الإمارات. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :