على مسار الأزمة الأوكرانية ببعدها الدولي، تنفي موسكو أن تكون لديها خطط للقيام بعمل عسكري في أوكرانيا، لكنها تواصل إرسال الرسائل من الميدان. فما الذي ستفعله؟. الغرب يكرر الاتهام وللتحذير من سيناريو «غزو أوكرانيا». بأية كيفية وأي سيناريو؟. الرئيس الأمريكي جو بايدن قال بهذا الصدد إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «يفكر في عمل ما»، وإنه «لا بد أن يتحرّك». وتحدث عن احتمالين: «اجتياح شامل، أو توغّل محدود»، وكلٌّ له «ثمن» حسب ما تتضمنه لغة خطاب «الناتو». كلام بايدن يندرج، إذاً، في إطار التكهّنات، لكن محللين وخبراء في الغرب يقرأون الأزمة وفي أذهانهم أن بوتين - ابن الـ «كي جي بي» - ربما يفكر في اجتياح أوكرانيا. هل يفعلها، أم أن الحشد العسكري الضخم والمناورات البرية والبحرية والجوية ستحقق له مراده على قاعدة أن التهديد المبهم يحقق نتائج أفضل من تنفيذه؟. لندن ذهبت إلى توسيع الاحتمالات والسيناريوهات، وتحدّثت عن «انقلاب» واجتياح، تخطط له موسكو عبر تنصيب أحد الموالين لها رئيساً لأوكرانيا. هذه الاتهامات البريطانية صدرت غداة محادثات أمريكية روسية بدا أنها أتاحت قدراً من الانفراج أو الأمل بحدوثه. حسب بريطانيا، هناك ضباط من المخابرات الروسية كانوا على اتصال مع عدد من الساسة الأوكرانيين السابقين، كجزء من مخطط للاجتياح. وذكرت بالاسم السياسي البرلماني الأوكراني يفغيني موراييف. واستناداً إلى هذه الاتهامات، هدّدت لندن بأن موسكو ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية إذا أتت بنظام حكم خاضع لها في أوكرانيا. وعلى وقع الاتهامات أيضاً، أعلنت الرئاسة الأوكرانية تعهّدها «مواصلة تفكيك» الجماعات الموالية لموسكو. قيادة جديدة موراييف، الذي تتهم لندن موسكو بالسعي لتنصيبه رئيساً موالياً للكرملين في أوكرانيا، كتب على «فيسبوك» أمس، إن كييف بحاجة إلى قيادة جديدة، وغرّد بالقول إن «الشعب الأوكراني بحاجة إلى سيادة القانون وسياسات اقتصادية واجتماعية سلمية وحكيمة وبراغماتية». وفي مسعى لتبديد المخاوف، داخلياً وغربياً على ما يبدو، كتب موراييف «ولّى زمن السياسيين الداعمين للغرب ولروسيا في أوكرانيا»، مضيفاً «أناشد جميع المعنيين بمصير أوكرانيا: توقفوا عن تقسيمنا إلى فئات - سواء كانوا موالين لروسيا أو للغرب - توقفوا عن وضعنا بمواجهة بعضنا البعض، وسنبني السلام في بلدنا بأنفسنا». ويستمر المشهد قاتماً، والمجهول فيما سيأتي سيد الموقف. ففي مواجهة ما يشبه «ثقة» الغرب بأن اجتياحاً روسياً سيحصل، ثمة في الجانب الآخر من يستبعد الاجتياح إلا في ظل توفر أحد ثلاثة احتمالات: تحرك أوكراني ضد إقليم دونباس ذي الغالبية الروسية في الشرق الأوكراني، أو إعلان ضم أوكرانيا لحلف الناتو، أو نشر الحلف أسلحة استراتيجية في أوكرانيا. الاحتمالان الأخيران مستبعدان إلى حد كبير، لكن الأول وارد، إذن المواجهة العسكرية واردة أيضاً، ما لم تحصل تطورات أو «قناعة» ما تغير خارطة السيناريوهات. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :