يُلاحظ أن تأثيرات الثقافة البوهيميّة التي تعبّر عن التفلّت من القواعد وعن الترحال وعن هويّة متعدّدة المصادر بحيث لا يسيطر أحدها على الآخر لا تزال منتشرة، وكبيرة التأثير على جيل الألفيّة.. وحتّى مواكبة لتطوّرات العصر. ففي التصميم الداخلي بخاصّة، ثمّة ميل إلى الجمع بين خصائص الطراز البوهيمي المميّز بنقوشه وبإكسسواراته، والموضة الدارجة في 2022. ليس أفضل من تعبير عن هذا المزيج سوى ما قاله المصمم البريطاني ماثيو ويليامسون: "أشعر بالفضول تجاه دمج البوهيمية السهلة بالأسلوب الغارق في العصريّة". عن هذا الدمج، تتحدّث المهندسة مايا عون صيّاد لـ"سيدتي". تتمثّل خصائص النمط البوهيمي في التصميم الداخلي عموماً، في: البعد عن التقليديّة وكسر القواعد "الجامدة" أو الهيكليّة المحدّدة، مع الإكثار من النقوش والإكسسوارات المنزليّة (الشموع النباتيّة والهدايا التذكاريّة من الأسفار...). أمّا راهناً، فيقوم بعض المصمّمين بدمج الطراز البوهيمي بدواخل الشقق العصريّة؛ عن هذا النحو، تتحدّث مهندسة التصميم الداخلي مايا عون صيّاد لـ"سيدتي"، فتقول إنّها تعمل على لوحة الديكور، في هذا الإطار، منطلقةً من الطراز "المينيمالست"، بحيث تختار عدداً قليلاً من قطع الأثاث للصالة مثلاً، كأريكة رئيسيّة ذات خطوط "نظيفة"، بالإضافة إلى كرسي جانبي جلدي وطاولة (كوفي تايبل) خشبية، مع تحميل الأخيرة مجموعة من الإكسسوارات الملوّنة. في الصالة المذكورة، يطلّ الطراز البوهيمي برأسه عن طريق مواد مستلّة من الطبيعة، كالروطان Rattan والجلد والخشب، والعناصر المحبوكة يدويّاً، فهذه الأخيرة لا بدّ من حضورها حسب المهندسة، بالإضافة إلى الوسائد المرسومة والسجّاد ومقاعد الـ"بف" Pouf مغربيّة الطابع. بذا، تتحوّل اللوحة المينيماليّة (أو التبسيطيّة) في الديكور إلى الأسلوب البوهيمي المطبوع بطابع فخم. هناك الشتول الطبيعيّة أيضاً، والتي لا تغيب عن التصميم البوهيمي، كما تذكارات صاحب(ة) المنزل من أسفاره، علماً أن التذكارات تضفي الطابع الشخصي على التصميم. الجدير بالذكر أن الأسلوب البوهيمي يعكس شخصيّة مرتاحة البال ومليئة بالحياة، وهاوية تحويل منزلها "معرضاً" لاهتماماتها وأذواقها، مدفوعة بالإلهام العالمي المعاصر. تفصّل المهندسة مايا الحديث عن المفروشات، في المنزل البوهيمي، منطلقة من موضة العام الجاري (2022)، فتقول إن "المواد التي تتصدّر واجهات المعارض، هي: • الخشب والروطان والخوص، بالإضافة إلى المنسوجات الطبيعيّة للأرائك والكراسي. • ورق الجدران المخطّط بخطوط تجريديّة. • البطانيات المرميّة "بدلال" على الأرائك. • حضور المزيد من الأقواس في الديكورات الداخليّة. • الخشب ذو العروق البارزة في سطحه. • الخشب داكن اللون الذي عاد بقوّة هذا العام. • المفروشات ذات الأشكال المائلة، بعيداً عن أي خطوط مستقيمة. • الإكسسوارات المنقوشة والمطبوعة. • المزهريات ووحدات الإضاءة المتماثلة". تخلص المهندسة إلى أن في موضة العام عناصر كثيرة تؤهلّها لأن تتصف بأسلوب "البوهو" الانتقائي أو "البوهو" البعيد عن الفوضى، كما تسمّيه. من المعلوم أن الإكسسوارات ليست عناصر تكميليّة للوحة الديكور في الطراز البوهيمي بل هي موازية للمفروشات في الأهمّية، وأن لا ألوان ثابتة للإكسسوارات، لكن الملوّنة منها تنسجم مع المفروشات والديكورات البيض (أو البيج أو الرماديّة الضاربة إلى البيج) الرائجة عموماً". في هذا الإطار، توضّح المهندسة مايا أن "الإكسسوارات قد تتلوّن بلون الصدأ أو بالأصفر أو الأحمر أو البنّي الفاتح...". قد تشتمل الإكسسوارت "البوهو" على بساط بربري منسوج يدويّاً أو أوان مصنوعة من الزجاج المعاد تدويره ومبتاعة من سوق السلع الرخيصة أو صورة فوتوغرافيّة قديمة أو بطانية مصنوعة من القطن العضوي المصبوغ بطريقة طبيعيّة والمزيد من العناصر الحرفيّة المصمّمة باستخدام الخيزران والروطان، مثل: السلال والمرايا وأغطية المصابيح...". __
مشاركة :