قال فرانسوا مولان مدعي باريس في بيان اليوم (الخميس)، إنّ البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه أنه الرأس المدبر لهجمات باريس، كان من بين القتلى حين داهمت الشرطة شقة سكنية في ضاحية سان دوني بالعاصمة الفرنسية. واتُهم أباعود الذي تفاخر بشن هجمات في أوروبا باسم "داعش"، بتدبير الهجمات المنسقة التي وقعت في باريس يوم الجمعة الماضي وتسببت fمقتل 129 شخصًا. عرف عن عبد الحميد أباعود الذي ولد ونشأ في مدينة بروكسل، في حي مولنبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، أنه مقاتل في صفوف «داعش» في المناطق السورية - العراقية. وكان قد التحق بهذه المناطق عام 2014، انطلاقًا من بلجيكا برفقة أخيه يونس أباعود وأحد مساعديهما من أصل مالي. وأباعود شريك لصلاح عبد السلام؛ الذي تمكن من الفرار، والذي فجر شقيقه إبراهيم نفسه في هجمات باريس في حانة كومبتوار فولتير، حيث قتل بينما نفذ متشددون ستة آخرون هجمات انتحارية دموية في مناطق أخرى. يذكر أن أباعود وصلاح عبد السلام قد سجنا في بلجيكا في 2010 لإدانتهما بسرقة أسلحة. لكن أباعود انضم إلى تنظيم "داعش" في أوائل 2013. ولكنّه من غير الواضح متى أصبح متطرفًا. وكان على صلة بمهدي نموش، وهو المتشدد الجزائري-البلجيكي، الذي قتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في مايو(ايار) 2014. وأباعود الملقب بـ"أبو عمر السوسي" نسبة إلى منطقة سوس التي تنحدر منها عائلته (جنوب غربي المغرب) ويعرف أيضًا بلقب "أبو عمر البلجيكي"، يعتقد أنه انضم إلى مقاتلين بلجيكيين آخرين ليشكلوا فرقة نخبة في تنظيم داعش، وظهر في فيديو للتنظيم معتمرًا قلنسوة من الطراز الأفغاني ليتباهى بارتكاب فظاعات وهو يخاطب الكاميرا من خلف مقود آلية تجر جثثًا مشوهة إلى حفرة. ويقول أباعود في الفيديو مفتخرًا باسمًا ومتكلمًا بمزيج من الفرنسية والعربية: «من قبل كنا نجر زلاجات مائية ودراجات رباعية وقاطرات مليئة بالهدايا والحقائب للذهاب في عطلة إلى المغرب. أما الآن فنجر الكفار الذين يقاتلوننا، الذين يقاتلون الإسلام». وكتبت صحيفة «دي مورغن» الفلمنكية، أول من أمس (الثلاثاء)، أن والد أباعود، تاجر أرسل ابنه إلى مدرسة راقية في بلدة أوكل السكنية في جنوب بروكسل. وقال والده عمر أباعود في يناير الماضي لصحيفة «لا ديرنيير أور»: «كانت حياتنا جميلة، بل حتى رائعة هنا. لم يكن عبد الحميد ولدًا صعبًا وأصبح تاجرًا جيدًا. لكنه غادر فجأة إلى سوريا. كنت أتساءل كل يوم: ما الذي دفعه إلى هذا الحد من التطرف. لم أحصل يومًا على جواب». وقال عمر أباعود الذي وصلت عائلته إلى بلجيكا قبل أربعين عامًا: «عبد الحميد ألحق العار بعائلتنا. حياتنا دمرت. لماذا يريد قتل بلجيكيين أبرياء؟ عائلتنا تدين بكل شيء لهذا البلد». وأكد أنه «لن يغفر أبدًا» لعبد الحميد «تجنيد» شقيقه الصغير يونس.
مشاركة :