الشهيد سعيد عبيد من أسرة تفخر بالحياة العسكرية

  • 11/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بزغت شمس آخر عنقود في عائلة عبيد بن فاضل بشعبية المرور، المولود سعيد، حيث عمت أجواء الفرح والبهجة أركان منزل العائلة في الـ 21 من يوليو في العام 1994 فعمت الفرحة أفراد الأسرة خاصة والدته شيخة والتي كانت تتمنى أن ترزق بابن بار. آخر العنقود ويروي لنا شقيقه فاضل عبيد الضابط بوزارة الداخلية أن مولد الشهيد سعيد نثر الابتسامات العراض وسط أسرته خاصة والده، فما أن أبلغ بأنه رزق بطفل حتى اطلق عليه اسم سعيد تيمناً بالسعد ولما يحمله ذلك الاسم من دلالات ومعاني عميقة تملأ النفس سعادة وحبوراً، حيث ترعرع، فنشأ في كنف والدته ووالده، فأحاطوه حنانا وعناية باعتباره آخر العنقود، فتشبع بحنان الأبوة، واثمر ذلك سلوكاً ايجابياً.. وتنشئة مستقرة ما عزز الثقة في نفسه، حيث تلك التربية الصالحة مكنت سعيد من أن يمضي طفولة مليئة بالحنان، خالية من التعقيد فكان متعلقاً بوالده ووالدته أيما تعلق، فتشرب منهما كثيراً واكتسب عادات وخصالاً جميلة أبعدته عن شغب الطفولة المزعجة.. حيث الهدوء الذي ظل يلازمه إلى أن قوي عوده وبلغ الـ 5 من العمر، وفي حال غضبه الطفولي كان ينكفئ على نفسه ولا يشتكي، بل يلزم الصمت وسيلة للتفريغ عن شحنات الغضب حتى لا يشعر أحد بالذنب رغم انه اجتماعي من الطراز الأول منذ الصغر. الأخلاق الفاضلة التحق سعيد في العام 1999 بمدرسة أحمد بن راشد الحلقة الأولى والثانية، وكان سعيداً بأول يوم دراسي شأنه في ذلك شأن الكثير من الطلبة،.. حيث تعد مرحلة جديدة ممزوجة بالشوق والترقب، ولكنه أحسن فيها باختياره رفقة من الخيرين، فاختار اصدقاء مقربين له، طباعهم قريبة من طباعه وخصاله، ومضى مسيرته الدراسية حتى التاسع الإعدادي، وخلال سني الدراسة لم تأت منه أي شكاوى سواء من إدارة المدرسة أو زملائه.. حيث تشبع بالقيم والأخلاق الفاضلة التي غرستها فيه اسرته، ما انعكس حباً وعناية من معلميه وأسرة المدرسة، ثم انقطع عن الدراسة فجأة فترة بسيطة، ورغم المحاولات لإلحاقه مرة اخرى الا أنه فضل الالتحاق بالقوات المسلحة فكان له ذلك في العام 2014. الرجل الشهم كانت له علاقة حميمية مع كافة اطفال الأسرة، فهو ذلك الرجل الشهم صاحب البسمة الوديعة التي لم تفارق محياه ويحكى أنه بعد أن يفرغ من الدوام وبعد رحلة عناء جيئة وذهاباً يسأل أولاً عنهم، فيداعبهم ويدخل البهجة في قلوبهم، وهم لا يكادون يرونه حتى تكسو الابتسامة محياهم، لأنهم ألفوه فألفهم، فدائما ما يحضر لهم ما يثلج صدورهم ويدخل البهجة في نفوسهم.. أما علاقته مع أسرته، فكانت متميزة، يسودها الحب والاحترام المتبادل، فكان يحنو على والدته وأبيه ويغمرهم بعطفه وحنانه، وقبل سفره إلى اليمن سلم والدته البطاقة البنكية طالباً منها أن تصرف ما تشاء وكان دائم الاتصال بها بعد سفره عله يطفئ نار شوقه وحنينه إليها. إحساس كانت رسائله مع أصدقائه عبر وسائل التواصل الحديثة عقب مغادرته الإمارات إلى اليمن رسائل مفارق لدنيانا الفانية، فجرت محاورة بينه وبين احد أصدقائه المقربين والذي حكى له اني حلمت بك يا سعيد، فرد عليه الشهيد، ماذا يقول حلمك ؟ اني راجع الجمعة المقبلة أم منتقل إلى جوار الله، فأجابه صديقه بل الجمعة ستأتي، وهذه كانت آخر الدردشات مع صديقه المقرب، وفي ذات الليلة تمنى الشهيد من أترابه الذين يتواصل معهم السماح منهم في حال أغضبهم، قائلاً من تضايق مني ترى قلبي أطيب مما تتوقعون ، وجاء خبر استشهاده يوم الجمعة في الربع من سبتمبر الماضي. هنيئاً أيها البطل رفاق وأحباب الشهيد البطل سعيد نعوه بأبيات من الشعر تقول وداعاً أيها البطل لفقدك تدمع المقل وبقاع الأرض قد ندبت فراقك واشتكي الطلل، لئن ناءت بنا الأجساد فالأرواح تتصل، ففي الدنيا تلاقينا وفي الأخرى لنا الأمل، فنسأل ربنا المولى. وفي الأسحار نبتهل، بأن نلقاك في فرح بدار ما بها ملل، بجنات وروضات بها الأنهار والحلل، بها الحور تنادينا بصوت ما له مثل، بها الأحباب قاطبة، كذا الأصحاب والرسل، بها أبطال أمتنا، بها شهداؤنا الأول، فيا من قد سبقت إلى جنان الخلد ترتحل، هنيئاً ما ظفرت به، هنيئاً أيها البطل.

مشاركة :