د. سعيد بن سليمان العيسائي ** ** كاتب وأكاديمي أذكرُ أنني بعد أن خرجت من المبنى وجدت رجلا متقدما في العمر، واضح أنه يعمل في مبنى البريد القريب أو الموجود في هذا المبنى حسب ما ذكر لي هو ذلك، وبعد أن علم أنني من عمان من خلال الزي الذي أرتديه، قال إن ابن اخته في عمان وعندما سألته عن اسمه، اتضح أنه الأستاذ المرحوم/ قيس بن عبدالمنعم الزواوي، وذكر لي اسم عائلته "آل جمل الليل". وعندما عدت إلى عُمان وجدت أحد المساجد مكتوب على مدخله اسم والدته (أسماء بنت علوي آل جمل الليل)، فتذكرت هذا الرجل المُسن. ويقع سوق السمك على البحر قريبًا من هذا المبنى وكنت أجد مجموعة من العمانيين يبيعون الأسماك في سياراتهم والواضح أنهم من الشرقية، وكان الأستاذ صالح الجعفري يقدم للعوائل من الطلبة العمانيين سمكة جيذر أو سهوة كبيرة. وكنت قد اصطحبت زوجتي إلى جدة في السنة الأخيرة فكان ينالني نصيب من هذه الأسماك الطازجة. وأذكر كذلك أننا عندما سكنَّا في سكن المحجر الذي هكذا كان اسمه بسبب أنه قريب من المحجر الصحي، دعانا أحد جيران السكن الطلابي من عائلة الكاف على الغداء وكان يسكن في فيلا كبيرة قريبة من السكن على الغذاء. ووجدنا صورة أحد الوزراء السابقين في عمان في حفل عقد قران، فقال إن هذا الوزير متزوج واحدة من قريباته. ومن الغرائب والطرائف أن أحد الطلبة السعوديين ذكر لأحد زملائه العمانيين الدارسين في كلية الاقتصاد قصة غريبة وهو أن أمه اختطفت من عُمان قبل عام 1970 على يد مجموعة من قطاع الطرق وبيعت في السعودية . وأكد لنا أنَّ أمه هي التي ذكرت له هذه القصة وطلب منِّا مساعدته في السفر إلى عمان للتعرف على أخواله وهم إحدى القبائل التي تسكن في مسقط. وعندما كان دخول بعض أبناء دول مجلس التعاون بالتأشيرة، ووجدنا صعوبة كبيرة في الحصول على تأشيرة له إلى أن تكللت جهودنا بالنجاح، وتحققت أمنية هذا الطالب الزميل في السفر إلى عُمان. وبعد عودتي إلى أرض الوطن والتحاقي بالعمل في وزارة التربية والتعليم بمسقط بسنوات، كنت مدعوا على الغذاء في منزل العم/ سعيد بن علي بن سالم العيسائي في صحار، وإذا بالعم يقول هناك شخص غريب يطلبك على الهاتف وبعد أن استلمت سماعة الهاتف وإذا بزميلي في قسم اللغة العربية سحيم العمري على الهاتف، والواضح أنه بحث في دليل الهاتف عن اسم سعيد العيسائي، فوجد منزل العم الذي أبلغه أنني موجود معه في المنزل. وكانت مصادفة جميلة فوعدته أنني سأزوره في سكن المعلمين الذي يسكن فيه في الغبرة، وبالفعل عندما عدت إلى مسقط زرته ودعوته على العشاء في شقتي المستأجرة في الخوير . ولكن بعد ذلك انقطعت أخباره عني، ولا أدري إن كان قد رجع للسعودية أو لا زال موجودا في عُمان. وعندما التحقت بالعمل في وزارة التربية والتعليم بمسقط 1987، سكنت في الغبرة في سكن أولاد ثاني وكان جاري الشيخ / يحيى عثمان البشر مدير المكتب التعليمي السعودي وكان مقر مكتبه في الصاروج على الشارع العام. وكان الشيخ يحيى يصلي بجيران المسجد وكان تربطه علاقات طيبة بالكثير من مسؤولي البلد وكان يقيم العزائم وكان يدعوني باستمرار حيث توطدت علاقتي به . وبعد انتقالي إلى وزارة التعليم العالي تلقيت دعوتين من صاحب السُّمو الملكي الأمير خالد الفيصل لحضور مؤتمرين لمؤسسة الفكر العربي التي يترأسها سُّموه في بيروت ومراكش. وكان السفير السعودي يومها هو سعادة عبد المحسن صالح البلاع، وكان عميداً للسلك الدبلوماسي في السلطنة، بحكم أنه كان أقدم السفراء في وقته، كما توطدت علاقتي بكل السفراء بدءًا من البلاغ ومرورا بالشبيلي والقحطاني والتركي وعيد بن محمد الثقفي ومحمد الفهد العيسى وانتهاء بالسفير الحالي عبد الله بن سعود العنزي الذي زار إحدى الكليات الخاصة التي يعمل فيها ولدي وأشاد بالزيارة التي قمنا بها أنا وولدي لمكتبه التي كانت سببا في زيارته للكلية كما ذكر سعادته. وأذكر أنني كتبت مقالة في مجلة السراج الثقافية والتي استمرت في الصدور عدة سنوات عام 1994 بمناسبة تعيين الأستاذ الشاعر السفير محمد الفهد العيسى في العام الذي صادف احتفال السلطنة بعام التراث، وأعجب سعادته- رحمه الله- بالمقالة وأهداني مجموعة من دواوينه الشعرية، وسمعت أنه كان عضوا في مجلس الشوري السعودي قبل وفاته.
مشاركة :