تنتظم الدورة الثالثة لأيام قرطاج لفنون العرائس (الدمى) من التاسع عشر إلى السادس والعشرين من مارس القادم في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة، وذلك بمشاركة نحو 26 فرقة مسرحية عرائسية من مختلف أنحاء العالم، وفق ما أفادت به المسؤولة عن البرمجة بالمركز الوطني لفن العرائس شاكرة الرماح. وفنون العرائس لها خصوصية، وهي مهنة مستقلة عن المسرح، لذلك تسمى فنون العرائس لا مسرح العرائس. وبأشكالها المتعددة وتقنياتها المختلفة تعد محلّا لمجالات مختلفة، وتوجه إلى متفرجين انطلاقا من سن الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، فكل هذه الفئات العمرية يستهدفها فن العرائس، وهو ما يرسخه المهرجان الذي يسعى لأن تكون عروضه للصغار والكبار على حد السواء. عروض متنوعة يأتي المهرجان حسب الرماح بعد تعليقه السنة الفارطة بسبب جائحة كورونا، حيث يعود من جديد مهتما بمحور رئيسي هو “عرائس الخيط”، ليكون مناسبة لتقديم أهم الإنتاجات التونسية والدولية في فن العرائس وإبراز مختلف التطورات الحاصلة في هذا المجال عبر استضافة فرق مسرحية عرائسية من دول أجنبية عربية وغربية. ◙ تنتظم بمناسبة المهرجان العديد من الورشات الفنية بإشراف مؤطرين عرائسيين مختصين من تونس وتركيا وروسيا ومصر وتمت بالمناسبة برمجة نحو 16 عرضا مسرحيا عرائسيا للأطفال والكهول من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتركيا وأوكرانيا والمجر وكازاخستان وبريطانيا والبرتغال وروسيا والنمسا وألمانيا وبولونيا وبلجيكا، إلى جانب ثلاثة عروض عربية من البحرين وقطر ومصر، فضلا عن ستة عروض تونسية. وجميع هذه العروض وفق شاكرة الرماح “ذات قيمة فنية عالية لكونها تختزل تجارب فرق مسرحية عريقة في مجال فن العرائس ومعروفة على النطاق الدولي بمشاركاتها في العديد من التظاهرات الدولية الخاصة بفن العرائس على غرار مهرجان العرائس الدولي ‘شارل فيل – ميزيير’ في فرنسا”. وستكون جمهورية مصر العربية ضيفة شرف الدورة الثالثة لمهرجان قرطاج لفنون العرائس وذلك في إطار سنة الثقافة التونسية المصرية 2021 – 2022 فيما تنقسم عروض المهرجان إلى قسمين، عروض مسرحية عرائسية داخل القاعات وأخرى خارجها، وتحديدا في ساحة المسارح بمدينة الثقافة، إلى جانب تنظيم عدد من العروض المسرحية العرائسية في الشارع لاسيما الكرنفال الاستعراضي للعرائس العملاقة يوم الافتتاح بشارع محمد الخامس في العاصمة. ومن المنتظر أن توزع العروض المسرحية العرائسية أيضا في الجهات، حيث سيتم تقديم بعض العروض في ولايات (محافظات) المهدية والكاف والمنستير وسيدي بوزيد وصفاقس، بالتنسيق مع المراكز الجهوية للفنون الدرامية والركحية. وتؤكد الرماح على أهمية الانفتاح على الجهات وتقريب المسرح العرائسي من مختلف الفئات العمرية باعتباره لا يقتصر على الأطفال فقط وإنما يشمل الكهول لكونه يطرح أيضا العديد من القضايا والإشكاليات الفكرية والمجتمعية بأسلوب فني متطور. ورشات ولقاءات إن فنون العرائس بأشكالها المتعددة وبتقنياتها المختلفة هي محمل للعديد من المجالات وليس المجال المسرحي فقط؛ فهي تشمل أيضا المجال التربوي والتعليمي وهو مجال ثري وزاخر بالعطاء، كما تشمل مجالات الفنون البصرية والأدبية. وفن العرائس ميدان يتراوح بين الفني والحرفي، وهو بالأساس حرفة يجب أن نتعلم فيها بعض المهارات، حيث تبدأ من التفكير في حكاية وكتابتها إلى تصوير شخصياتها وصناعتها عن طريق الخياطة والحدادة والنجارة، إنها حرفة فيها جانب مهني ويمكن تداولها وتمريرها من جيل إلى جيل. وفي هذا الإطار تنتظم بمناسبة المهرجان العديد من الورشات الفنية بإشراف مؤطرين عرائسيين من تونس وتركيا وروسيا ومصر، من ذلك ورشة صنع عرائس الخيط الموجهة للكبار بتأطير من مكون روسي، وورشة “الكاراكوز” أو خيال الظل الموجهة للأطفال والكهول بتأطير عرائسي تركي، إلى جانب ورشة في صنع واستعمال “خيال الظل” للصغار ستؤمنها فرقة مسرحية عرائسية أجنبية، وورشة العرائس باعتماد الوسائط الجديدة التي يقوم بتأطيرها عرائسي مصري، فضلا عن ورشة مسرحة القصة وهي من تأطير التونسي لسعد بن حسين. ومن أبرز اللقاءات الفكرية لمهرجان قرطاج لفنون العرائس الندوة الفكرية حول موضوع “تطور صنع وآليات تحريك عرائس الخيط عبر التاريخ” بإشراف الأكاديمي محمود الماجري، إلى جانب تنظيم يوم دراسي بعنوان “فنون العرائس في العالم العربي بين الأصالة والتجديد: التجربة المصرية والتونسية نموذجا”وبمشاركة ضيوف المهرجان من فنانين ومختصين في المجال العرائسي. وتؤكد شاكرة الرماح في جانب آخر أنه سيتم تنظيم معرض تجاري على هامش المهرجان ببهو مدينة الثقافة في تونس لتقديم وترويج أهم المنتوجات التجارية العرائسية لحرفيين تونسيين، حيث سيتم بالخصوص عرض قناع العرائس، وعرائس الخيط، وعرائس صقلية، إلى جانب عرائس الطين بسجنان وعرائس الحلوى، مع تنظيم معرض وثائقي يسلط الضوء على الحركة العرائسية في تونس وأهم الأعمال العرائسية التي اعتمدت عرائس الخيط في إنتاجها. وحرصا على إكساب المهرجان الميزة التنافسية تنتظم مسابقة موجهة للشباب من الحرفيين والعرائسيين من أصحاب الشهادات العليا والعصاميين على حد السواء للتنافس في مجال تقنية تحريك عرائس الخيط، حيث ستكون مسابقة لاكتشاف المواهب في مجال فن العرائس ومناسبة لتحفيز الشباب على المزيد من العمل لتطوير العروض العرائسية وتنويع مجالاتها.