لقاحات فايروس الورم الحليمي تقلل من خطر سرطان عنق الرحم

  • 1/27/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة حديثة أن اللقاحات ضد فايروس الورم الحليمي البشري لها تأثير فعال في خفض معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى الشابات، كما أن الفحوصات السنوية تظلّ عنصرا حيويا في التقليل من المخاطر، بحسب خبيرة في المستشفى الأميركي كليفلاند كلينك. وتُعدّ العدوى طويلة الأمد بأنواع معينة من فايروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيسي في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتُصاب حوالي 570.000 امرأة بسرطان عنق الرحم كل عام، وتُتوفّى 311.000 امرأة سنويا بسبب المرض الذي يبقى داء يمكن الوقاية منه كما يمكن علاجه لاسيما إذا اكتُشف مبكرا، وفقا للدكتورة سودا أمارناث طبيبة علاج الأورام بالإشعاع في كليفلاند كلينك. وقالت الدكتورة أمارناث إن أنواع فايروس الورم الحليمي البشري التي تسبب سرطان عنق الرحم تُسمى “الأنواع عالية الخطورة”، مؤكّدة أن لقاحات فايروس الورم الحليمي البشري تحمي من الأنواع عالية الخطورة الأكثر شيوعا، بالإضافة إلى بعض الأنواع منخفضة الخطورة التي تسبب أمراضا أخرى. وفي تعليق على فاعلية اللقاح أشارت الخبيرة الطبية إلى دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ذا لانست” خلال نهاية عام 2021، ورصدت هذه الدراسة آثار برنامج التلقيح الذي أقيم للفتيات في إنجلترا عام 2008. وبشكل عام أفاد الباحثون بحدوث انخفاض كبير في الإصابة بسرطان عنق الرحم والخلايا ما قبل السرطانية، لاسيما لدى الفتيات اللاتي تلقين اللقاح بين سن الثانية عشرة والثالثة عشرة. لقاحات فايروس الورم الحليمي البشري تحمي من أكثر أنواع السرطان عالية الخطورة شيوعا، بالإضافة إلى أنواع أخرى واعتبرت الدكتورة أمارناث التي لم تشارك في الدراسة أن هذه النتائج إيجابية للغاية، ولكنها شدّدت على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث، مؤكّدة أن الفحوص المنتظمة لسرطان عنق الرحم لا تزال مهمة، حتى في البلدان التي لديها برامج تلقيح. وأشارت أمارناث إلى وجود تباين في الاستفادة من اللقاح من شخص إلى آخر، فضلا عن أن الحاجة إلى إجراء فحوص منتظمة تظلّ قائمة لدى من يختارون عدم التطعيم في الأساس، لافتة إلى أن معدل الاستفادة من هذا اللقاح في الولايات المتحدة يتراوح بين 50 و70 في المئة لدى المراهقين. وأوضحت أمارناث أن اللقاحات ليست مخصصة للنساء فقط، وقد ثبتت فاعليتها بالقدر نفسه للرجال في تجارب عشوائية واسعة، مشيرة إلى أن الرجال -علاوة على كونهم ناقلين للمرض- معرّضون لخطر الإصابة بأمراض أخرى تسببها سلالات فايروس الورم الحليمي البشري مثل سرطان الرأس والرقبة. ويمكن أن يتطور سرطان عنق الرحم ببطء على مدى سنوات عديدة، تتحوّل خلالها الخلايا ما قبل السرطانية إلى سرطانية، وهذا هو سبب أهمية الفحص، وفقًا للدكتورة أمارناث التي أضافت أن على النساء المعرّضات لخطر اعتيادي الشروع في إجراء الفحوص المنتظمة من سن الحادية والعشرين حتى سن الخامسة والستين، وفقا لتوصيات فرقة عمل الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة. وقالت الدكتورة أمارناث “تُعدّ مسحة عنق الرحم أكثر الفحوص شيوعا، وتتضمن مسح عنق الرحم لجمع الخلايا وتحليلها بحثا عن أنواع عالية الخطورة من فايروس الورم الحليمي البشري فيها، وعن أيّ تغيرات في الخلايا ما قبل السرطانية”. وتوصي النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 21 و29 عاما بإجراء مسحة عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات، بينما يمكن للنساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 30 و65 عاما إجراء إما فحص مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات أو اختبار فايروس الورم الحليمي عالي الخطورة كل خمس سنوات أو الفحصين معا مرة كل خمس سنوات. وأضافت أمارناث “وفقًا للتوصيات لا تحتاج النساء اللواتي فوق سن الخامسة والستين إلى إجراء فحوصات عنق الرحم الروتينية؛ لأن الخطر يكون أقلّ إذا لم يسبق لهنّ إجراء مسحة عنق الرحم غير الاعتيادية، لكن يمكن أن تصاب النساء في أي عمر بسرطان عنق الرحم، لذلك من المهم مراجعة طبيب الأمراض النسائية إذا ظهرت أيّ أعراض متعلقة بهذه الأمراض”. أما في ما يتعلق بالعلاجات فقالت الدكتورة أمارناث “في المراحل الأولى يمكن أن تتم إزالة الأنسجة السرطانية جراحيا أو بالعلاج الإشعاعي”. وتشير منظومة كليفلاند كلينك للرعاية الصحية إلى أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يزيد على 90 في المئة من حالات الإصابة المكتشفة في المرحلة الأولى. ويمكن أن تشمل خيارات العلاج في المراحل اللاحقة العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

مشاركة :