"حبيبي، حبيبي، لا تكن نهماً.. عيد الربيع يقترب.. ستستمتع فيه بحلوى كرات السكر.. إلى جانب التوفو.. والخبز المطهي على البخار.. وشرائح الديك الرومي.. وقطع اللحم.. ومعجنات الجياوتسي"، هكذا قالت كلمات إحدى أغاني الأطفال الصينية. ومع اقتراب العام القمري الصيني الجديد أي عيد الربيع التقليدي لدى الصينيين، الذي يحل هذا العام في الأول من فبراير المقبل، يبدأ المواطنون والمتاجر والمحال في عمل الاستعدادات لمأكولات العيد. ومع تزايد التبادلات التجارية والثقافية بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة، أضافت “النكهة العربية” مذاقا جميلا إلى عيد الربيع. في أحد أكثر الأحياء التجارية ازدحاما وازدهارا في بكين، أصبحت المأكولات شرق أوسطية منتشرة وذائعة الصيت، حيث يمكن للمرء أن يجد هناك فروعا لعدة مطاعم شرق أوسطية. وتعد الشاورما والشيش طاووق والبقلاوة من بين الأطباق التي تلقى رواجا وإقبالا كبيرين في مطعم “بربر” العربي، فضلا عن المندي والفلافل ومأكولات لذيذة أخرى. وفي أحد التطبيقات الخاصة بالتعليقات وتبادل المعلومات المتعلقة بأماكن الترفيه والمطاعم، كتبت ليونكات.جي، وهي من المدونين العاشقين لهذه الأطعمة وتعيش في بكين، تقول “لقد زرت عدة دول شرق أوسطية، ويعجبني كثيرا الكباب والسلطات والشاي الأحمر في الأكواب العربية المزخرفة”. وعبرت ليونكات في نفس كلمتها عن عشقها لهذا المذاق قائلة “مع انتشار كوفيد، صار من الصعب بالنسبة إليّ زيارة بلدان في الشرق الأوسط، ولكن هذا المطعم العربي الكائن في بكين يفتح شهيتي ويرضيني كثيرا”، وأرفقت تعليقها، الذي قرأه أكثر من 247 ألف شخص، بمجموعة من صور الأطباق التي يقدمها المطعم. ورغم تأثير كوفيد، تزاول المطاعم العربية نشاطها بشكل جيد ويمكن حجز الوجبات عبر الهاتف أو تطبيقات الهواتف وأيضا عبر الإنترنت. ومع اقتراب عيد الربيع الذي يعد أهم الأعياد في الصين، يزداد عدد حجز الوجبات بشكل ملحوظ. لذة الطعام العربي تصل الصين لذة الطعام العربي تصل الصين “الطعام لا يمكن فصله عن الأرض الموجودة تحت قدميك… فالمناظر الطبيعية والتراث الثقافي والذكريات التاريخية تحكي معا قصة الذوق الخاص بكل مكان”، جاءت هذه العبارة في سلسلة أفلام وثائقية صينية تتحدث عن الطعام وتحمل عنوان “ذات مرة” وصدرت في عام 2018 وجذبت الملايين من المشاهدين في الصين. وفي الموسم الثاني من سلسلة الأفلام الوثائقية هذه، عرض المخرج العديد من الأطعمة التقليدية العالمية. ولوحظ أنه في الجزء الخاص بـ”الصلصة”، قدم الفيلم للمشاهد الصيني “صلصة الحمص”. أما في الجزء المتعلق بـ”المذاق الحلو”، ظهرت تشكيلة أطباق من بينها حلويات شرق أوسطية مثل “البقلاوة” حيث تطرق الفيلم بشكل تفصيلي لطعمها وتاريخها وطريقة تحضيرها، وقال إن “الحلويات في سحرها أشبه بالقلب الطيب والكلمات الدافئة بالنسبة إلى الأهالي” ليتعمق في سرد المعنى الثقافي للحلويات. في عيون الصينيين والعرب، يتجاوز الطعام كونه مجرد وسيلة لسد الجوع، ليصبح جزءا مهما من التبادلات الثقافية والحضارية. كما يمكن للمرء أن يجد أوجه تقارب وتشابه بين المأكولات التقليدية الصينية والعربية. وتشبه القطايف طبقا تقليديا صينيا خاصا لعيد الربيع وهو “الجياوتسي”. وكلاهما يشترك في أنه عبارة عن طبقة من العجين محشوة من الداخل، ولكن “الجياوتسي” الصيني يكون محشوا دائما باللحم والخضراوات ويطهى بغليه في الماء الساخن، أما القطايف العربية فتكون محشوة بالمكسرات أو القشطة أو الكريمة وتطهى بقليها في الزيت. مع اقتراب عيد الربيع الصيني، قد تدخل الأطباق العربية والشرق أوسطية إلى “قائمة الطعام المحبذ” لدى عشاق هذا المذاق وخاصة بين الشباب الصيني ويعتقد الكثيرون أن التبادلات الثقافية عبر تشارك التجارب قد تصبح اتجاها سائدا جديدا.
مشاركة :