كتب أناتولي أكوبوف، في "غازيتا رو"، عن محاولة واشنطن تجنيد غاز قطر ضد روسيا. وجاء في المقال: يدرس الأمريكيون ما يمكن أن يلجؤوا إليه في حال تقليص روسيا إمدادات الطاقة إلى أوروبا. ترى واشنطن أن موسكو قد تفعل ذلك ردا على عقوبات غربية جديدة. وفي هذا السايق، بدأت الولايات المتحدة مفاوضات مع قطر لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من شأنه أن يخرج الوقود الروسي الطبيعي في نهاية المطاف من سوق الاتحاد الأوروبي. حصة أوروبا من صادرات الغاز الطبيعي المسال القطري حوالي 30٪، وتذهب النسبة المتبقية 70٪ إلى آسيا، التي لا تزال السوق الأهم لكبار المصدرين. في العام 2021، صدرت قطر وقودا مسالا يعادل 107 مليار متر مكعب من الغاز. ولكن، بحسب كبير الخبراء في معهد الطاقة والتمويل، سيرغي كوندراتييف، فحتى لو أعادت قطر توجيه جميع إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي فسيكون حجمها أدنى من الحجم الذي توفره شركة غازبروم. وبحسبه، فبالإضافة إلى المنافسة السعرية بين أوروبا وآسيا، فإن جميع القدرات التصديرية لقطر تقريبا متعاقد عليها حاليا. ومن العقلاني أكثر أن تستخدم واشنطن احتياطياتها الضخمة من الوقود الصخري لتعوض عن الغاز الروسي. ولكن ثمة معضلة هنا، هي أن الغالبية العظمى من الغاز الأمريكي يذهب إلى احتياجات سكان البلاد، وليس للتصدير. سيكون من الأسهل على الولايات المتحدة إقناع أستراليا بزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا مع تحويل تدفقات الوقود القطري نحو أوروبا. ومع ذلك، هنا أيضا، ستواجه واشنطن عقبة جدية. فبحسب كوندراتيف، "في العام 2021، سلمت كانبيرا معظم الغاز الطبيعي المسال إلى السوق العالمية - حوالي 110 مليار متر مكعب- وبالتالي، فلن تتمكن أستراليا من التعويض عن الغاز القطري المسال إذا غادرت الأخيرة السوق الآسيوية. وقد وبلغ الطلب على الغاز الطبيعي المسال حده الأقصى، ولا توجد كميات متاحة من الوقود يمكن التعويض بها الآن. وبالتالي، ستكون لعبة محصلتها صفر: سينتقل الوقود من منطقة إلى أخرى، ما يخلق عجزا في آسيا لا يستفيد منه أحد باستثناء الولايات المتحدة". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :