أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» أن العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين وسلطنة عمان، تضرب بجذورها في عمق التاريخ، وتعتبر نموذجاً يحتذى به للعلاقة بين الأشقاء في مختلف المجالات، بفضل حرص قيادتي البلدين على تطويرها وتنميتها، في إطار شراكة استراتيجية وثيقة ومتميزة. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في جامعة السلطان قابوس، بعنوان «دور الدبلوماسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، بحضور صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي، وعدد من مسؤولي الجامعة. وأوضح رئيس مجلس الأمناء، أن دور الدبلوماسية لا يقتصر فقط على حماية المصالح التقليدية للدولة، وإنما تطور العمل الدبلوماسي، ليشمل المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة حركة التغير السريع في بيئة الأعمال العالمية، وتعزيز التعاون والتبادل التجاري، ومكافحة التدهور البيئي. واستعرض المحاضر مفهوم الدبلوماسية ومراحل تطورها ومجالات حركتها، في ظل وضع إقليمي مضطرب، ونظام دولي متغير، كما سلط الضوء على نشأة اصطلاح التنمية المستدامة، وتبلور أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والتي أقرتها الأمم المتحدة، كخطة عمل دولية، لإنهاء الفقر وحماية الكوكب، وضمان الازدهار لجميع الناس، وصولا إلى مفهوم التنمية المستدامة الذكية، لتمكين المجتمعات من المشاركة في الطفرة الرقمية العالمية. وركز الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، على التأثير المتبادل بين الدبلوماسية والتنمية المستدامة، من خلال عدة مسارات رئيسية، مبينا أن العمل الدبلوماسي يسعى إلى تكريس البعد الاقتصادي في السياق الدولي، من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، وجذب الاستثمارات، والنهوض بالصادرات، والدفاع عن المصالح الاقتصادية، ولفت إلى ضرورة إيجاد حلول دائمة وعادلة للحد من التدهور البيئي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، مؤكدًا أن الدبلوماسية تلعب دورًا فاعلاً في حماية البيئة، ووقف التغير المناخي. وتحدث الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، عن دور التعاون الدبلوماسي في المحافل الدولية، ومتابعة أنشطة واجتماعات منظمة الأمم المتحدة، للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، قائلا: «إننا نعتز في مملكة البحرين بوجود نموذج رائد من التعاون مع وكالات وبرامج الأمم المتحدة، في إطار تعزيز التعاون الإيجابي بين الجانبين في مجالات متعددة»، مبينا أن المملكة تمضي بخطوات ثابتة في حوكمة الشراكات الدولية، والدفع بأطر التعاون الإيجابي مع المنظمات الدولية، وتعزيز برامج بناء القدرات، كما تؤمن بأهمية الارتباط الوثيق بين الأمن والتنمية، وتطوير آليات العمل الجماعي، لمواجهة التحديات المشتركة.
مشاركة :