الله يصلحك يا عنتر

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الله يطول بعمر عنتر ويخليه حق هله، بس الله يهداه ويصلحه أذانا أذية الغافلين، ولو إنه جلس وتصارح مع نفسه، وكان صادقا معها، واضحا معها كل الوضوح، لاتضحت أمام عينيه الحقيقة بكافة جوانبها، ولتغيرت بالتالي الأحوال بكل تأكيد. عنتر هذا تجده إما جالسا مستندا على ظهر كنبة، أو مستلقيا منشكحا وتحت خاصرته مسند، وذلك في الديوانية الملحقة ببيته، أو في ديوانية واحد من الربع، منتهزا أية فرصة لكي يطلق للسانه العنان في أكثر موضوع يعشقه هو وأمثاله، الدولة التي يعتبرها فاشلة، فلسانه لا يكف عن توجيه سهام الانتقاد الحاد للدولة، فالتعليم عنده منتهي، والعلاج الصحي دميرة، ومستوى النظافة يفشل، والمطار يقص الويه. الحكومة عند عنتر عاجزة، عقيمة، لا ينتظر منها خير، وجميع حكومات دول الخليج أفضل منها إن كان ذلك من جهة البناء والإعمار، أو من جهة التنمية والتطوير، أو فيما يخص الصلابة والحزم، أو من حيث الانضباط والالتزام. قد يسأل سائل في أي مجال يعمل عنتر وأجيبه بأن السؤال يجب أن يكون هل يطبق عنتر ومن شابه عنتر على نفسه ما يطالب الحكومة به. هل يلتزم عنتر بدوامه يوميا، فلا يبحث عن واسطة تسهل له عدم الدوام، أو يتحايل مع بعض الزملاء لتقليص أيام الدوام عليهم، أو يلعب بالتوقيع وبجهاز البصمة، أويستخدم سلاح الكذب، أو يفعل أي شيء لكي ينام في البيت وراتبه ماشي. هل يقوم عنتر إذا داوم بأداء مهام عمله بنشاط وأمانة وبالدقة المطلوبة. هل يوجد عند عنتر - ومن هم على شاكلته- ذاك الاهتمام بتطوير النفس في الوظيفة عبر دخول دورات، وقراءة الكتب، والسعي لاكتساب الخبرات بكل الوسائل الممكنة والمتاحة. هل يسهل عنتر على المراجعين، إن كان يعمل في المجالات التي يوجد فيها مراجعين، هل يسهل عليهم معاملاتهم الرسمية، وما جاءوا من أجله، أم يلجأ للعبارة الخالدة راجعنا الأسبوع الياي، لأنه ماله خلق يشتغل. هل يحلل عنتر راتبه الحكومي في تقديم كل الجهد والطاقة والوقت التي تتطلبها وظيفته أثناء الدوام الرسمي، أم يكتفي بأقل القليل، ويصرف باقي الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الكومبيوتر، أو باللف على الزملاء والزميلات في المبنى، أو بالجلوس في كافيهات المولات، أو السفر، او الذهاب للحداق، أو whatever. إذا كان عنتر ممن يخشون الله ولا ينتقد إلا بالحق فنقول له قواك الله، أما إن كنت غير ذلك، وكما نقول معيوب، فليتك قبل لا تجلد الحكومة بلسانك، تقول لنا شنو تتوقع راح يكون حال الديرة لو أنت وآنا وهو وهي، وكل واحد في مجاله، اشتغل بما يرضي الله، وأدى واجباته بكل نزاهة وأمانة، وهل كنا سنجد كل ذلك الذي لا يعجبنا في الكويت موجودا. مخلص الحجي: لو تصرف كل كويتي كما كان يفعل الأولون، بوضع الكويت قبل وفوق أي شيء، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية،، هل كانت الكويت ستتراجع كل هذا التراجع، وتخسر موقعها كدرة للخليج. عزيزة المفرج

مشاركة :