الصراع الروسي - الأميركي يعطل الانتخابات في ليبيا

  • 1/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ساهمت الخلافات الروسية – الأميركية في تعطيل مسار العملية الانتخابية بليبيا والتي كان من المقرر أن تتم في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي، حيث ظهرت انقسامات بين الغرب وروسيا بشأن تمديد المهمة السياسية، بعدما هددت موسكو باستخدام حق النقض بسبب إشارة إلى انسحاب المرتزقة، في وقت تدعو فيه واشنطن إلى دعم جهود الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. وذكر دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي مدعو إلى تمديد مهمته السياسية في ليبيا حتى الخامس عشر من سبتمبر القادم دون اتخاذ موقف جديد من الانتخابات. واقترحت بريطانيا مشروع قرار يقضي بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لسنة أخرى، وينص على ضرورة أن تتخذ السلطات الليبية "خطوات لتسهيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن". ويدعو النص الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "وقف كل دعم" للمرتزقة في البلاد و”سحبهم فورا"، معبرا عن الأمل في "ألا تتدخل دول المنظمة في النزاع". وقالت أطراف دبلوماسية إن عددا كبيرا من أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن عدم موافقتهم على الإشارات المختلفة في النص، وكانت روسيا الأسرع والأكثر حزما في منع الموافقة عليه. وقالت المصادر نفسها التي طلبت عدم كشف هويتها إن موسكو أرادت خصوصا أن يؤكد النص على ضرورة تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مبعوثا جديدا، لكن لندن لم تقبل الطلب الروسي. الانقسامات بين الغرب وروسيا ظهرت منذ سبتمبر وهددت موسكو باستخدام حق النقض بسبب انسحاب المرتزقة ورفضت الولايات المتحدة -التي تقوم مواطنتها ستيفاني ويليامز بمهمة مبعوثة بصفة مستشارة خاصة لغوتيريش- الطلب الروسي، كما ذكر دبلوماسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه. وقال دبلوماسيون إن السلوفاكي يان كوبيش استقال فجأة من منصب مبعوث في نوفمبر الماضي بسبب خلافات مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العملية الانتخابية. وتم تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر، وفشل الليبيون حتى الآن في الاتفاق على جدول زمني جديد. وذكرت دبلوماسية أن لندن رأت أن تسوية الخلاف بين موسكو وواشنطن مستحيلة قبل انتهاء ولاية البعثة في الحادي والثلاثين من يناير الجاري، وفضلت تبني مشروع مقتضب جدا يقتصر على تمديدها حتى سبتمبر. وظهرت انقسامات بين الغرب وروسيا في سبتمبر الماضي بشأن تمديد المهمة السياسية. وهددت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) بسبب إشارة إلى انسحاب المرتزقة. ملف الانتخابات أرّق الجميع بمن فيهم ويليامز ملف الانتخابات أرّق الجميع بمن فيهم ويليامز وعملت لندن على أن يتم اعتماد تمديدين تقنيين لمهمة بعثة الأمم المتحدة. وقال دبلوماسي إن الخلاف الذي تعمق مرة أخرى هذا الأسبوع بين أعضاء الأمم المتحدة "ليس مؤشرا جيدا” لليبيين و”لن يساعد ستيفاني ويليامز" في مهمتها. والخميس أكدت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا أن الملايين من الليبيين مستعدون للتصويت وتقرير مستقبلهم، وقد حان الوقت لاحترام إرادتهم. وشددت السفارة الأميركية -في تغريدة على موقعها عبر شبكة تويتر نقلتها وكالة الأنباء الليبية- على أنه "ينبغي على أولئك الذين يتنافسون على قيادة ليبيا أن يضعوا في اعتبارهم أن الشعب الليبي لن يقبل إلا القيادة التي تمكّنها الانتخابات، والولايات المتحدة ترحب بعمل مراقبي وقف إطلاق النار التابعين لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونتطلع إلى التفعيل الكامل لعنصر مراقبة وقف إطلاق النار". الخلاف الذي تعمق هذا الأسبوع بين أعضاء الأمم المتحدة ليس مؤشرا جيدا لليبيين ولن يساعد ويليامز في مهمتها كما دعت السفارة الأميركية جميع الدول إلى الالتزام بقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2570 و2571، وكذلك دعم الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة. وبموازاة ذلك جددت المستشارة الأممية في ليبيا الأربعاء تأكيدها على ضرورة التوصل إلى إطار زمني محدد وخط سياسي واضح يقود نحو الانتخابات. وشدّدت ويليامز، في كلمة لها بجامعة سبها، على أن الشعب الليبي لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والتسويف والتأخير والانتقال من مرحلة انتقالية إلى أخرى. وأوضحت أن الجميع يريدون انتخابات وطنية على أسس متينة تنهي حالة الانسداد السياسي في هذه البلاد. والعام الماضي اتهم الجيش الأميركي روسيا بإرسال أسلحة إلى ليبيا، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، وكذلك المرتزقة الروس العاملين في الخطوط الأمامية للصراع في ليبيا. وقالت القيادة الأميركية بأفريقيا، والتي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في القارة في بيان لها، إن الاتحاد الروسي "يواصل انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 الصادر عن الأمم المتحدة من خلال إرسال المعدات العسكرية والمقاتلين إلى الخطوط الأمامية للصراع في ليبيا". ونشرت القيادة أيضا صورا تُظهر معدات عسكرية روسية يتم تشغيلها من قبل مجموعة المرتزقة الروس معروفة باسم مجموعة "فاغنر". وفي وقت سابق نشرت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا أدلة على ما تقول إنه "وجود روسيا في ليبيا"، متهمة موسكو بإرسال طائرات حربية لدعم قوات حفتر ونشر الألغام في محاولة لإبطاء تقدم حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا. وقالت القيادة إن "روسيا تستخدم مجموعة فاغنر كوكيل في ليبيا، للوصول إلى وجود طويل الأمد في البحر المتوسط".

مشاركة :