يخيم النمو البطيء بظلاله على البيئة الاقتصادية للعديد من الأسواق العالمية، ويمتد تأثيره ليطال قطاع الطيران التجاري. وفي تقريرها السنوي ال 24 لمستقبل الطيران التجاري العالمي الذي صدر أمس، كشفت هانيويل إيروسبيس عن توقعاتها بانتعاش أعمالها ليصل عدد الطائرات التجارية الجديدة التي تسلمها في الفترة بين عامي 2015 2025 إلى 9200 طائرة بقيمة 270 مليار دولار أمريكي، وبانخفاض تتراوح نسبته بين 3% 5% مقارنة مع توقعات عام 2014. وبهذه المناسبة، قال براين سيل، رئيس إدارة الطيران التجاري والعام لدى هانيويل إيروسبيس: فيما لا تزال بعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل، وجهة مشرقة للطيران التجاري على المدى المتوسط، شهدنا مستوى ضعيفاً من الطلب في أسواق نمو رئيسية أخرى، مما قد يؤثر في مستويات الطلب والتسليم في المدى المنظور. ومع النمو الاقتصادي البطيء والتوترات السياسية التي تدفع نحو نهج شراء أكثر تحفظاً، فإننا نشهد استثمار بعض المشغلين في التعديلات التحديثية والترقيات لطائراتهم الحالية، وخاصة في مجال الاتصالات، لتعزيز فرص ما بعد البيع. وتتضمن النتائج العالمية الرئيسية في توقعات هانيويل المستقبلية 2015: تسليم نحو 675 725 طائرة جديدة في عام 2015، بمعدل نمو من رقم واحد مقارنة مع العام السابق. ويرجع انتعاش نسب التسليم المتوقعة في عام 2015 بشكل كبير إلى طرح نموذج جديد، وزيادة نوع الاستخدام الجزئي لتسليمات الطائرات. يتوقع أن تشهد التسليمات انخفاضاً ضئيلاً في عام 2016 مما يعكس ضعف الطلب في الأسواق الناشئة، مقارنة مع تسليمات مشغلي الحلول الجزئية. يخطط المشغلون الذين شملهم الاستطلاع لشراء طائرات جديدة بمتوسط يعادل 22% من أساطيلهم على مدى السنوات الخمس المقبلة كبدائل أو إضافات لأسطولهم الحالي. ويتوقع إجراء 19% من إجمالي الخطط الجديدة لشراء الطائرات التجارية بحلول نهاية عام 2016، وستجرى نحو 17% و20% من خطط الشراء هذه خلال عامي 2017 و2018 على التوالي. يواصل المشغلون تركيزهم على الطائرات من فئة المقصورة الكبرى بدءاً من الحجم السوبر متوسط إلى الفائقة طويلة المدى والطائرات التجارية، التي يتوقع أن تشكل أكثر من 80% من إجمالي الإنفاق على الطائرات التجارية الجديدة على المدى القريب. وتشير التوقعات على المدى الطويل وصولاً إلى عام 2025 إلى معدل نمو سنوي بنسبة 3% رغم الاستقرار النسبي للتوقعات على المدى القريب، حيث تسهم النماذج الجديدة والأداء الاقتصادي المحسّن في نمو القطاع. مجموعة دول ال بريك البرازيل، وروسيا، والهند والصين (مجموعة دول ال بريك) التحسينات الطفيفة التي تشهدها خطط الشراء الصينية والروسية مقارنة مع العام الماضي ليست كافية لدعم التوقعات المستقبلية الإجمالية المحسّنة لمجموعة دول ال بريك. منذ أن بدأت هانيويل بتسليط الضوء على مجموعة دول ال بريك في عام 2011، فقد نمو القطاع زخمه في تلك المنطقة ليتخطى قليلاً معدل ال 21% وفق استطلاع هذا العام. لا تزال البرازيل وجهة مشرقة، وسجلت أقوى معدل لخطط شراء الطائرات الجديدة وفق الاستطلاع، رغم انخفاض خطط الشراء الإجمالية مقارنة مع العام السابق. تحتفظ دول ال بريك مجتمعة بمعدل طلب قوي جداً على المدى القريب مع جدولة إجراء 48% من عقود شراء الطائرات الجديدة على مدى العامين المقبلين. دول آسيا والمحيط الهادي آسيا والمحيط الهادي تشهد أرقام نمو مخيبة للآمال من العديد من الاقتصادات الإقليمية الرئيسية، والتوترات الإقليمية المستمرة ومبادرات التقشّف الحكومية التي تثبط عوامل الحماس. أفاد المشغلون في منطقة آسيا والمحيط الهادي عن خطط شراء لطائرات جديدة تشكل 14% من أسطولها، بمعدل نمو يصل إلى 2% مقارنة مع عام 2014. رغم المستوى الأقل من المتوسط، أسفرت خطط الشراء المحسّنة عن حصة بنسبة 4% من الطلب العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة في دول آسيا والمحيط الهادي. حدد نحو 40% من المشاركين في الاستطلاع جدولاً زمنياً لإجراء عمليات شراء جديدة في غضون أول عامين من الأفق الممتد حتى خمس سنوات. الشرق الأوسط وإفريقيا منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أفادت عن خطط شراء منخفضة قليلاً، وهو أمر طبيعي نظراً لاستمرار حالة الاضطراب السياسي الكبير والصراع الدائر في المنطقة، إلى جانب انخفاض أسعار النفط. وبقيت حصة الطلب العالمي المتوقع على مدى السنوات الخمس المقبلة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أدنى من معدلاتها التاريخية بنسبة 4 إلى 7 % مرة أخرى هذا العام. في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أعرب 16% من المشاركين في الاستطلاع أنهم بصدد استبدال أو تعزيز أسطولهم بطائرات جديدة، وهو انخفاض بنسبة 18% مقارنة مع العام الماضي. وتواصل المحنة الإقليمية تأثيراتها في المشغلين، حيث حدد المشترون المحتملون في المنطقة جدولاً زمنياً لإجراء عمليات الشراء في وقت لاحق خلال السنوات الخمس المقبلة مقارنة مع العام الماضي، مع التخطيط لإجراء 21% فقط من عمليات الشراء قبل عام 2018. أمريكا اللاتينية أمريكا اللاتينية تبقى نتائج عام 2015 أعلى من معدلها العالمي، ولا تزال خطط الاستحواذ أكثر زخماً مقارنة مع المعدل العالمي. يتوقع 29 % من المشاركين في الاستطلاع استبدال أساطيلها أو الإضافة عليها مع شراء طائرات جديدة، وهي أعلى بمقدار نقطة واحدة مقارنة مع استطلاع العام الماضي. يتوقع إجراء 48 % تقريباً من المشتريات في هذه المنطقة في الفترة بين عامي 2015 و2017. نظراً لمستويات خطط الشراء الراهنة، فقد شهدت حصة أمريكا اللاتينية التي تبلغ 18% من إجمالي الطلب المتوقع انتعاشاً طفيفاً مقارنة مع العام الماضي. أمريكا الشمالية أمريكا الشمالية تعتبر خطط الحصول على طائرات جديدة في أمريكا الشمالية مسألة بالغة الأهمية نظراً لحجم المنطقة والظروف غير المستقرة التي تشهدها مناطق أخرى حول العالم. نحو 61% من الطلب المتوقع يأتي من المشغلين في أمريكا الشمالية، وهي نسبة أعلى بمقدار نقطتين مقارنة مع استطلاع عام 2014. تراجعت مستويات خطط الشراء أقل من نقطة واحدة في أمريكا الشمالية، التي تعد أكبر سوق في القطاع، لتلامس المعدل العالمي الذي يبلغ 22%. تلامس مستويات الخطة الحالية متوسطات الفترة الممتدة بين عامي 2008 2012. رغم الاعتدال الكامن في مستويات خطة الشراء، فقد شهدت قاعدة المشغل والأسطول توسعاً يدعم مستويات الطلب بغض النظر عن الانخفاض الضئيل لمعدل خطة الشراء. الدول الأوروبية أوروبا تستمر حالة النزاع القائمة بين المشغلين من جهة، وتباطؤ النمو وارتفاع حدة التوترات السياسية، وتفاقم مسألة اللاجئين والمهاجرين، والعملات ذات القيمة المخفّضة من جهة أخرى. تراجعت توقعات الشراء الأوروبية هذا العام بنسبة 24%. تراجعت حصة أوروبا من الطلب العالمي المتوقع على مدى السنوات الخمس المقبلة مقارنة مع معدلاتها التاريخية، وتبلغ الآن 14% وفق استطلاع عام 2015. تشير مقارنة مواعيد خطط عمليات الشراء الأوروبية إلى تفاوت نسب الطلب على مدى السنوات الثلاث المقبلة في إطار الخطة الخمسية، ومع تخصيص نحو 17 % في عام 2016 يليها تراجع حاد إلى 10% في عام 2017 ومن ثم انتعاش قوي يتخطى 26% في عام 2018. الطائرات المستعملة وأنشطة الطيران بالحديث عن الطائرات المستعملة وأنشطة الطيران، يمكن الإشارة إلى الضعف النسبي الذي شهدته وتيرة انتعاش أنشطة الطيران على مدار العام الماضي. ولابد من اتخاذ الإجراءات المناسبة لاستعادة ما خسره المشغلون خلال فترة الركود عام 2009. سوق الطائرات المستعملة أقل من 10% تقريباً من أسطول اليوم معروض للبيع، وهو معدل منخفض مقارنة مع النسبة المرتفعة عند 16% في عام 2009. وتعتبر المستويات الحالية طبيعية في ضوء ما شهده العالم خلال العقد المنصرم، وفي نفس الوقت، تواصل أدنى أسعار البيع انخفاضها. في عام 2015، ارتفع العدد الإجمالي للطائرات الحديثة (التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات) والمدرجة للبيع بشكل معتدل ليصل إلى 640 طائرة. ومع ذلك، وبما يتناسب مع الانخفاض في القوائم الإجمالية، ارتفعت نسبة الطائرات الحديثة المعروضة للبيع بشكل ملحوظ. ارتفع معدل توجه المشغلين المشاركين للاعتماد على خطط شراء الطائرات المستعملة بنحو 4 نقاط، بما يعادل 32% من أساطيلها على مدى السنوات الخمس المقبلة. وشمل هذا الارتفاع كافة خطط شراء الطائرات المستعملة في المنطقة باستثناء الشرق الأوسط وإفريقيا، التي شهدت معدلات ثابتة. تسهم خطط شراء الطائرات المستعملة في تعزيز التحديثات والترقيات المحتملة في المقصورة وقمرة القيادة. التأثير في قرارات الشركة يعكس هذا التقرير السنوي المخاوف الآنية للمشغلين، ويحدد التوجهات بعيدة المدى التي تعتمد عليها هانيويل في عملية اتخاذ القرار الخاص بمنتجاتها. وساعد الاستطلاع في جلب استثمارات مثل تصميم وتطوير الترقيات الكفيلة بتعزيز كفاءة الطيران، وعروض الدفع المخصصة، ومنتجات السلامة المبتكرة، والارتقاء بمستوى عروض الاتصال في الطائرات. كما تسهم في استراتيجية أعمال هانيويل وتساعد على ترسيخ مكانتها على منصات مرموقة في قطاعات النمو.
مشاركة :