جسور وأنفاق المشاة .. الحل للحد من حوادث الدهس

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - هبة البيه : طالب عدد من المواطنين والمهندسين بضرورة العمل على إقامة الجسور المعلقة وأنفاق عبور المشاة على الطرق الرئيسية، لا سيما أمام المؤسسات والجهات الخدمية التي يتردد عليها الجمهور، وذلك للحد من حوادث دهس المشاة أثناء عبور المراجعين لإنجاز معاملاتهم، لا سيما مع أزمة نقص المواقف في الكثير من المؤسسات والجهات والتي تضطر الكثيرين لتوقيف سياراتهم بعيدا عن الأماكن التي يقصدونها والترجل، ما يدفعهم للمجازفة وعبور الشوارع وسط السيارات، وقد يتعرضون لحوادث. وأشاروا إلى أن الإحصاءات المرورية أكدت أن هناك 3 أسباب وراء ارتفاع نسبة حوادث الدهس، تشمل قلة الجسور والأنفاق، والسلوكيات الخطأ للمشاة بقطع الطرق أمام السيارات، فضلاً عن سلوكيات بعض السائقين بعدم الانتباه والرعونة والسرعة غير القانونية أثناء القيادة .. وفي حين يطالب الكثير من الخبراء والمواطنين بضرورة إنشاء الأنفاق والجسور، يرى آخرون ضرورة تكثيف حملات التوعية للمشاة والسائقين ونشر ثقافة احترام المشاه بين السائقين وكذلك الاهتمام بالإشارات الضوئية والتقاطعات. كانت دراسة أجراها مركز دراسات السلامة المرورية في جامعة قطر كشفت عن أن عدد وفيات حوادث الطرق التي شهدتها البلاد في الفترة ما بين عامي 2007 و2012 بلغ 1289 حالة وفاة، وهي 523 ضحية من السائقين، و377 ضحية من الركاب، و389 ضحية من المارّة والمُشاة خلال 6 سنوات. وفي دراسة سابقة للإدارة العامة للمرور عن عدد الوفيات والمصابين خلال الفترة من يناير 2013 إلى ديسمبر 2013 فيما يخص حوادث المشاة، بلغ عدد الوفيات نحو 5 ذكور و4 إناث، وكان عدد الإصابات البليغة من المشاه نحو 160 من الذكور و9 من الإناث، أما الإصابات البسيطة فكانت حوالي 696 من الذكور و64 من الإناث. وكانت أكثر المناطق التي بها إصابات حوادث مرورية للمشاه هي مناطق الريان والمطار وخليفة والمعمورة والمنطقة الصناعية.. وفي الدراسة ذاتها عن عام 2014 كان عدد وفيات حوادث المشاة 63 من الذكور و5 من الإناث والإصابات البليغة كانت 154 من الذكور و14 من الإناث، وبلغت الإصابات البسيطة 649 من الذكور و59 من الإناث. وأكد المهندسون ضرورة بذل المزيد من الجهود في التوعية المرورية لتحسين سلوكيات المارة والسائقين بأهمية احترام المشاة وكذلك الإشارات وعدم قطع الطريق في الأماكن غير المخصصة لمرور المشاة ولن يأتي ذلك إلا بتكثيف الحملات التوعوية والتثقيف بعدة لغات. كما طالب عدد من المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بضرورة إقامة مشروعات وطنية للجسور للمشاة لحماية المواطنين والمقيمين من مخاطر حوادث الدهس وقطع الشوارع خاصة بكل من الدوحة والريان ومختلف المناطق، فيما أرجع البعض حوادث الدهس في العالم بسبب استخدام الأجهزة الذكية سواء من المارة أو من السائقين. محمد المهندي: مطلوب جسور أمام المدارس والجهات الخدمية أرجع محمد المهندي ارتفاع معدلات حوادث الطرق للمشاة لعدم وجود جسور على طول الطرق الهامة والسريعة مثل طريق الكورنيش والعديد من المحاور الرئيسية والمناطق الحيوية، فضلا عن زيادة عدد الحوادث خلال الفعاليات والمهرجانات والاحتفالات التي تشهد كثرة الزوار ومرور المشاة من هذه الطرق السريعة التي ينعدم بها وجود جسور للمشاة. وأضاف: سبب آخر وهو وجود عدد من المدارس على الطرق السريعة، وعند خروج الطلاب يحدث قطع في الطريق وهو ما ينذر بوقوع حوادث. ويرى أن الحل الأمثل لسلامة المشاة في الطرق هو إنشاء جسور لعبور المشاة، للحد من حوادث الدهس، خاصة على الشوارع الرئيسية وأمام الجهات والمؤسسات الخدمية وفي المناطق التي بها مدارس وكذلك المناطق التي بها حدائق عامة وغيرها من المناطق الحيوية بالدولة. محمد إبراهيم: التوعية وتعديل السلوكيات .. الحل قال المهندس محمد إبراهيم الحسن المهندي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية إنه لا يؤيد إنشاء الجسور والأنفاق، مؤكداً ضرورة عمل تقاطعات وإشارات تسمح بمرور المشاة ويتم احترامها في كل الأماكن، على أن يتم إنشاء مثل هذه الجسور في المناطق الحيوية مثل الكورنيش بهدف أن تصبح الشوارع أكثر إنسيابية .. وأشار إلى أنه يفضل البدء في عمل تقاطعات خاصة بالمشاة أسوة بدول أوروبا يحترم بها عبور المشاة عبر التقاطعات والإشارات المختلفة، لا سيما وأن المشاة لهم حقوق لا بد من احترامها، وكذلك لا بد من استغلال عدد الإشارات الكبير المتواجد في شوارعنا وإضافة خدمات عبور المشاة مع الخطوط العرضية الخاصة بالمشاة لإرشادهم. وأكد أن الحل الوحيد للحد من حوادث الدهس وإصابات المشاة هو نشر الثقافة وتعديل سلوكيات الناس سواء السائقين أو المشاة، فلا بد من تثقيف الجانبين على أن تكون الأولوية لمن يسير على قدمه ويتم احترامه والوقوف له، وكذلك يتم تثقيف مستخدم الطريق بالمشي على ضرورة الانتباه والنظر يميناً ويساراً قبل المرور، ولا بد من اتخاذ إجراءات السلامة عبر منع المرور من أماكن الخطوط السريعة بوضع أسلاك في وسط الطريق لمنع المرور إلا من الأماكن المخصصة للمرور، وزيادة عدد أماكن مرور المشاة في الإشارات المختلفة، مع تعزيز التوعية وإصلاح السلوكيات وتثقيف المجتمع. ونوه بأن التثقيف والتوعية من شأنهما الحد من قطع الطرق وتجاوز مناطق مرور المشاة، مؤكداً ضرورة الوصول لكل فئات المجتمع بكل اللغات حتى يتم تثقيف المقيمين والعمال المتواجدين في البلاد بأهمية الالتزام بالسلوكيات المرورية السليمة، وعدم منح رخص قيادة إلا لمن يعرف أهمية احترام المشاة. وقال: ليس بالجسور والأنفاق نحد من حوادث المشاة بل بالتوعية وتعديل السلوكيات مع إجراءات بسيطة وتعديلات للسماح بمرور المشاة من مناطق مختلفة" . أحمد جولو: خطة متكاملة للجسور بمناطق مختلفة كشف المهندس أحمد جولو رئيس جمعية المهندسين القطريين عن وجود خطة متكاملة لإنشاء عدد من الجسور للمشاة في مناطق مختلفة، وهناك جهات محددة تعمل بهذا المجال مثل هيئة الأشغال العامة .. مؤكداً ضرورة وجود هذه الجسور خاصة في الأماكن التي تشهد ازدحاماً أو كثافة سكانية مثل الكورنيش ومنطقة الأسواق، وكذلك خطوط الطرق السريعة وفي مناطق تجمع الجهات الخدمية، لتسهيل عملية تنقل الأفراد من جانب إلى آخر بشكل آمن. كما أن إنشاءها يحفظ سلامة المشاة، لافتاً إلى أن خطة المرور والجهات المعنية بإنشاء جسور للمشاة تسير في الاتجاه السليم للحد من حوادث المشاة. وقال إنهم في الجمعية يشجعون مثل هذه المشروعات التي تضمن سلامة المواطنين والمقيمين. خالد النصر : نقص في جسور وأنفاق المشاة قال المهندس خالد النصر عضو مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية وعضو اتحاد المهندسين العرب إن هناك نقص في عدد الجسور وأماكن عبور المشاة في مناطق عديدة بالدولة، على الرغم من أن إنشاءها سهل ولكنه يحتاج لتخصيص ميزانية، لكن البلدية وهيئة الأشغال لم يعطوا أولوية لإنشاء هذه المشروعات رغم وجودها في الخطط. وأرجع تأجيل هذه المشروعات إلى أن غالبية السكان يستخدمون سياراتهم الخاصة في التنقل نظرا لطبيعة الجو التي لا تسمح بالمشي، وبالتالي لا يتم الاهتمام بهذه المشروعات. وأوضح أن الدولة وضعت في خطتها إنشاء الجسور بعد الانتهاء من مشاريع الريل التي تساعد المواطن على الوصول لمحطات الريل، وأن البديل الذي يتم العمل عليه حاليا هو الإشارات الضوئية التي تسمح بمرور المشاة.

مشاركة :