متابعة صفاء العبد: يسعى فريقا الغرافة والسيلية لمداواة الجراح ومحاولة إيقاف نزيف النقاط عندما يتقابلان اليوم على ملعب سعود بن عبدالرحمن في نادي الوكرة عند الساعة الرابعة عصراً في ثالث مباريات الجولة التاسعة لدوري نجوم قطر لكرة القدم .. وستكون مباراة اليوم هي الأولى للغرافة بدون مدربه البرازيلي المقال شاموسكا حيث يقوده بشكل مؤقت مساعد المدرب حبيب الصادق الذي سبق وأن لعب دور مدرب طوارئ مع الفريق في أكثر من مناسبة سابقة .. وفي الحقيقة فإن الغرافة كان قد مر بظروف صعبة جداً في الآونة الأخيرة حيث إنه لم يذق طعم الفوز طوال الجولات الأربع الأخيرة ولم يحصد منها سوى نقطة وحيدة من تعادله السلبي مع أم صلال في الجولة قبل الماضية بينما كان قد مني خلالها بثلاث هزائم كانت أمام الجيش بأربعة أهداف لهدف وأمام الوكرة بهدفين لهدف ثم أمام السد بهدف وحيد في الجولة الماضية وهو ما جمد رصيده عند (11) نقطة في مركزه السابع .. أما السيلية فإن وضعه ليس أفضل حالا حيث إنه كان قد فقد ثماني نقاط من مبارياته الثلاث الأخيرة التي أنهاها بخسارتين أمام أم صلال والخريطيات وبنتيجة واحدة هي هدفان لهدف، قبل أن يتعادل في مباراته الأخيرة مع الأهلي بهدفين لمثلهما ليصبح رصيده سبع نقاط دفعت به نحو المركز العاشر .. وليس من شك في أن كلا من الفريقين يعانيان من الكثير من الصعوبات ولا سيما السيلية الذي تعرض حتى الآن لخمس هزائم في ثماني مباريات وهو أمر لم يكن لأحد أن يتوقعه وخصوصاً مدربه التونسي سامي الطرابلسي الذي سبق وأن حقق مع الفريق نتائج كبيرة قبل موسمين عندما حل رابعاً ليكون طرفاً في مربع الكبار قبل أن يعود الفريق إلى مسلسل التراجع الذي جعله يتقهقر إلى المركز الحادي عشر بنهاية دوري الموسم الماضي، وها هو يمر اليوم بنفس السيناريو الذي عانى منه في ذلك الموسم دون مؤشرات على أنه سيكون قادراً على تجاوز مسلسل التراجع هذا في ظل غياب المعالجات والحلول التي بات بأمس الحاجة إليها.. ورغم ذلك نقول إن الفريقين قد يكون لهما قول آخر من خلال مواجهة اليوم حيث إن الغرافة يراهن على صدمة التغيير التي طالت مدربه بينما يراهن السيلية على الصحوة التي تبقى مرتقبة لاسيما وأنه يمتلك من اللاعبين ما يؤهله لتقديم أفضل من هذا الذي قدمه في مبارياته الأخيرة. وعندما نشير إلى أدوات كل من الفريقين فإننا نتوقف عند حالة قد ترسم أكثر من علامة استفهام لدى كل منهما .. فرغم امتلاك الغرافة للاعبين مهاجمين كبار بمستوى ديوكو، هداف الموسمين الماضيين مع الأهلي، وياسين الشيخاوي ومسعود شجاعي ومؤيد فضلي وجميعهم يعرفون الطريق جيداً إلى المرمى، إلا أنه عجز عن تسجيل أكثر من سبعة أهداف فقط على مدى ثماني مباريات .. والحال نفسه ينسحب نحو السيلية الذي يمتلك لاعبين بمستوى البرازيلي لوكيانو ومن خلفه فوزي عايش وسياف الكربي وعلي مجبل مع تواجد عبدالقادر الياس على دكة البدلاء، ومن خلفهم راؤول لوي في الوسط، لكن الفريق لم يسجل هو الآخر سوى سبعة أهداف أيضا في ثماني مباريات وذلك ما يؤكد على أن هناك خللا ما يعاني منه كل من الفريقين في كيفية استثمار مثل هذه القدرات التي لا بد وأنها تمتلك ماهو أفضل بكثير من هذا الذي قدمته حتى الآن .. وإذا ما كان كل من الفريقين يعانيان من العقم التهديفي بمثل هذه الطريقة فإن السيلية يعاني أيضا من ثغرات وأخطاء في الجانب الدفاعي وهو ما جعل مرماه يهتز (17) مرة في نفس العدد من المباريات وذلك أمر يحتاج إلى وقفة جادة وحقيقية لتفسير أسباب هذا الذي يحدث للفريق رغم أنه يمتلك لاعبين مهمين في خط الظهر مثل الروماني دراغوس وموسى البركة، الذي يلازم دكة البدلاء هو الآخر، إضافة إلى عثمان حسن ومصطفى محمد وغيرهم ممن كنا ننتظر منهم دوراً أفضل بكثير على مستوى المهمة الدفاعية للفريق. وفي كل الأحوال نقول إن أمام الفريقين اليوم فرصة مهمة لتسجيل انطلاقة جديدة مختلفة على أمل أن يكون كل منهما قد استفاد فعلا من فترة التوقف الأخيرة لمعالجة ما يمكن معالجته في الشقين الدفاعي والهجومي مع الإشارة هنا إلى أن الموسم الماضي كانت الأرجحية للغرافة على السيلية من خلال المواجهتين اللتين جمعت بينهما حيث انتهت مباراة الذهاب بفوز الفهود بهدفين لهدف بينما انتهت مباراة الإياب بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منهما.
مشاركة :