يحل الريان ضيفاً على العربي الساعة السادسة وعشر دقائق ليلاً، في ملعب العربي في ختام منافسات الجولة الثامنة من دوري النجوم، في واحدة من أكثر مباريات الجولة إثارة للاهتمام، اعتباراً لجماهيرية الناديين وتاريخهما في الدوري.تبدو كفة الريان راجحة في مباراة اليوم لاعتبارات كثيرة، منها كونه أكثر استقراراً، سواء إدارياً أو فنياً، فضلاً عن تفوقه من الناحية البشرية، بتوفره على مجموعة من اللاعبين المميزين في مختلف المراكز، فضلاً عما يقدمه من أداء متوازن حتى الآن، ضمن له المركز الثاني برصيد 18 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن الدحيل المتصدر، حيث نجح في تحقيق ست انتصارات مقابل هزيمة واحدة مثيرة للجدل أمام هذا الأخير. في المقابل أحوال العربي لا تسر، وهذا الأمر ليس جديداً على قلعة العربي التي تعيش على الأحلام منذ سنوات طويلة، ولم تستطع استعادة أمجاد زمان عندما كانت تقود القافلة قبل أن تتراجع إلى الوراء. العربي إلى حدود الجولة في موقع يجعله مهدداً باستمرار، حيث جمع خمس نقاط فقط من فوز وحيد وتعادلين، مقابل أربع هزائم، ولا يبتعد عن المركز الأخير سوى بنقطتين فقط، وهو ما يعني تلقائياً أن أية نتيجة غير الانتصار تجعله مهدداً بالتقهقر في جدول الترتيب والتخلي عن موقعه الحالي في المركز التاسع. العامل الوحيد الذي يمكن أن يكون إيجابياً بالنسبة للعربي هو التأثير الإيجابي من الناحية النفسية لقدوم المدرب الجديد لوكا بوناسيتش، خصوصاً وأن الأخير ليس غريباً على الدوري والمنطقة عموماً، مما يجعله في موقف يسهل عليه التحرك بسرعة، بعدما اطلع على أحوال الفريق خلال فترة التوقف. العربي لم يكن بالسوء الذي يمكن تصوره في عدد من المباريات، فقد خانه التوفيق، وعجز لاعبوه أمام المرمى في لحظات حاسمة، كما حدث في مباراة الخريطيات الأخيرة، التي كان قريباً فيها من تحقيق فوزه الثاني لولا أن مارديكيان أضاع فرصة في الوقت بدل الضائع، وبعدها بلحظات تمكن موهي من التعديل للخريطيات، كما قدم أداء جيداً في مواجهة السد، وأحرج الأخير، لكن نتيجة المباراة (3-1) لا تعكس مجرياتها بدقة. الريان لم يكن مقنعاً في عدد من المباريات، لكنه كان واقعياً بتحقيق الانتصار المطلوب في النهاية، اعتباراً لكونه يملك المقومات التي تخول له ذلك، بوجود لاعبين ذوي تجربة في مختلف المراكز، رغم وجود خلل في الأداء الدفاعي الذي لم يكتشف كثيراً حتى الآن، في حين أن الجانب المعنوي قد يكون السلاح الفعال لبوناسيتش المدرب الجديد للعربي لوقف مد الريان وتحقيق الانطلاقة المرجوة للأحلام. وبالعودة إلى مواجهة الفريقين الموسم الماضي، فقد فاز الريان في مباراة القسم الأول بثلاثية دون رد، تناوب على تسجيلها كو ميونغ جين، وسيباستيان سوريا، من ضربة جزاء، وفيفيان كواسي في مرمى فريقه العربي، وكان ذلك في الجولة الثانية عشرة، في حين انتهت مباراة القسم الثاني بالتعادل بهدف لكل منهما، حيث تولى سيباستيان سوريا التسجيل للريان أولاً، ثم عدل الكفتين للعربي إيمواه إزيقيال. بوناسيتش: التغيير يحتاج وقتاً أكبر شدد الكرواتي لوكا بوناسيتش -مدرب العربي- على وصف مباراة فريقه مع الريان في الجولة الثامنة من الدوري بـ «المهمة»؛ لكونها مباراته الأولى مع الفريق بعد حضوره وتولّيه المهمة منذ عدة أيام فقط، متوقعاً قوتها لأنها «ديربي» الكرة القطرية. وأضاف بوناسيتش في المؤتمر الصحافي الذي مهد للمباراة قائلاً: «من خلال مباريات العربي في الكأس، اتضح أن هناك مشاكل دفاعية؛ لذلك سنعمل على تقوية الجانب الدفاعي؛ فالمواجهة ستكون قوية، وأنا متفائل، حيث سأعمل على تحسين ترتيب الفريق، وأعطي دفعة معنوية للاعبين؛ حتى يتمكنوا من تحقيق نتيجة إيجابية. وسأحاول أن أغيّر الفريق من خلال استغلال خبرتي في تحسين موقف الفريق. وتركيزي في الوقت الحالي على فريقي، سنقاتل في كل المباريات من أجل الحصول على النقاط». وأوضح مدرب العربي الجديد أن الفترة الزمنية القصيرة غير كافية لتغيير الفريق من الناحية التكتيكية، مشيراً إلى أنه سيعمل على منح الثقة للاعبين، حتى يتمكنوا من تحقيق نتيجة إيجابية أمام الريان. من جانبه، قال عبدالله معرفيه -لاعب العربي- إن المباراة ستكون مختلفة عن المباريات الماضية، مشيراً إلى أن فريقه استعدّ جيداً، وشدد على أن الفريق صاحب الروح القتالية داخل أرض الملعب هو من سيحقق الفوز، وتمنى أن يحالف التوفيق فريقه في المباراة، وأن يحقق الانتصار. وطالب عبدالله معرفيه لاعبي العربي بتقديم أفضل ما لديهم في المباريات المقبلة، حتى ينتقل العربي إلى مركز متقدم في جدول الترتيب، قائلاً إن هناك تفاصيل صغيرة هي التي تصنع الفارق، وتمنى أن تحضر جماهير العربي المباراة، وأن تساند فريقها؛ حتى يتمكن من تحقيق نتيجة جيدة. لاودروب: لا نعرف أسلوب المدرب الجديد اعتبر الدنماركي مايكل لاودروب -مدرب الريان- مباراة فريقه أمام العربي في الجولة الثامنة من الدوري هي «الديربي» الثالث الذي يخوضه ضد العربي بعد مباراتي دوري الموسم الماضي، مشيراً إلى أن الريان يسعى إلى استمرار انتعاشه، سواء في الدوري أو الكأس. واستطرد لاودروب في حديثه خلال المؤتمر الصحافي، قائلاً: «المباراة ديربي، والعربي فريق ليس سهلاً، وما سيصعّب من مهمتنا أن العربي تعاقد مع مدرب جديد لا نعرف كيف سيلعب؛ لذلك علينا أن نرتب أنفسنا للتعامل مع اللقاء، ويجب أن نكون جاهزين لمواجهة خيارات مختلفة، وأن نضع كل شيء في الحسبان. أنا أتوقع أن يلعب العربي بانضباط كبير وتنظيم دفاعي جيد». وأضاف لاودروب أن هدفه حالياً أن ينهي القسم الأول وهو قريب من فرق المقدمة، وأشار إلى أن الريان ملزم بالاستمرار في تحقيق النتائج الجيدة حتى يكون قريباً من فريقي الدحيل والسد، موضحاً أن الريان اعتاد على الطريقة التي تعتمد على تنظيم دفاعي محكم. وتوقع لاودروب أن تكون هناك ردة فعل قوية من لاعبي العربي بعد تغيير المدرب، وأعرب عن ثقته في عقلية اللاعب محمد علاء، وتمنى أن يتواجد في تشكيلة المنتخب القطري الذي سيشارك في مونديال 2022. من جهته، قال محمد علاء -لاعب الريان- إن المواجهة أمام العربي ستكون صعبة، مشيراً إلى أن المباراة يصعب التكهن بنتيجتها، وعبّر عن أمنيته في أن يواصل فريقه نتائجه الجيدة، وأن تكون هناك مساندة جماهيرية كبيرة للفريق من جانب جماهير الريان. وتوقّع محمد علاء أن تكون المنافسة على اللقب قوية مع فريقي الدحيل والسد، وشدد على قدرة فريقه على استعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي لصالح الدحيل.;
مشاركة :