يعاود مهرجان البستان الدولي في لبنان نشاطه في منتصف فبراير المقبل بعد غياب عام واحد فرضته جائحة كوفيد-19، ويعده منظموه بمثابة مقاومة «بالفن والإبداع والفرح للانهيار» الذي يعيشه لبنان. وينطلق المهرجان تحت عنوان «ريكونكت» في 16 فبراير المقبل ويستمر إلى 13 مارس، ويتضمن 13 عملا فنياً كلاسيكيا، أبطالها منشدو أوبرا وعازفون معروفون عالمياً. وطعّم المهرجان برنامجه بحفلتين شرقيتين. وقالت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود لوكالة فرانس برس إن هذه النسخة أُعدت «رغم الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة» في لبنان. وأضافت على هامش مؤتمر صحفي في فندق البستان في بلدة بيت مري شمال شرق بيروت، حيث تقام معظم أنشطة المهرجان «نحن نقاوم ونستمر بإقامة المهرجان لأننا نرفض الاستسلام للقهر والإحباط، ونُصرّ على الحياة». واعتبرت أن المهرجان «يواجه هذا الانهيار الذي يتخبط به لبنان منذ 2019 بالموسيقى والفن والإبداع». كما شدد المدير الفني للمهرجان وقائد الاوركسترا الإيطالي جانلوكا مارتشانو على أن إقامة المهرجان في ظل الجائحة والظروف الصعبة هو بمثابة «معجزة»، في ظل انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق في لبنان رجّح البنك الدولي أن يكون من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850. ويفتتح المهرجان بحفلة أوبرالية تحييها السوبرانو اللبنانية الكندية جويس الخوري ويرافقها مارتشانو على البيانو، ويختتم بحفلة «اوبرا فور بيس» مع أصوات شبابية من ايرلندا وجنوب إفريقيا وروسيا. ومن أبرز ما في البرنامج حفلة للأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية تتولى قيادتها فيها الفنزويلية الشابة غلاس ماركانو (27 عاماً)، وهي أول امرأة سوداء تقود أوركسترا فلهارمونية في فرنسا. كذلك يتضمن البرنامج حفلات لمحبي موسيقى التانغو وعزف البيانو والكمان، فضلا عن موعدين لهواة الموسيقى الشرقية، أولهما عرض بعنوان «يوم لم ينته»، يُترجم رسماً وعزفاً مشاعر لبنانيين عاشوا تجربة انفجار مرفأ بيروت، «معالجاً المأساة من خلال الفن»، بحسب لحود. وتطل أميمة الخليل في حفلة عنوانها «رسايل» يرافقها على البيانو هاني سبليني والاوركسترا الوطنية الشرقية وتتخللها لوحات لفرقة تضم راقصين يعانون أصمّاء.
مشاركة :