السكري ونمط الحياة الصحي

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يترأس مرض السكري لائحة الأمراض المزمنة إذ ينتشر بين فئات واسعة من الناس ويحدث عندما يعجز البنكرياس جزئياً أو كلياً عن انتاج الأنسولين بكمية كافية وهو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة وعندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين ينتج عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم ويظهر كذلك في البول. وإن التغير في نمط الحياة يعتمد على تغير الأسلوب الغذائي وما يتبع ذلك من عادات غذائية خاطئة وذلك لعلاج مرض السكري أو الوقاية منة وحيث أن الغذاء هو المصدر الأهم للسعرات الحرارية ولتفادي زيادة الوزن يحتاج كل منا لتغير العادات والسلوكيات الخاطئة في أسلوب تناول الطعام من الأكل بين الوجبات والاستلقاء بعد تناول وجبة الغداء وعدم التحكم في كميته فإنه بحاجة إلى التحكم في الكيف أي التحكم في نوع الطعام المتناول مثل الفواكه والخضروات ذات السعرات الحرارية المنخفضة أفضل من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة من اللحوم والدهون والأطعمة المقلية والمحفوظة وتناول الطعام الصحي، واتباع نظام غذائي متوازن جزء مهم للحفاظ على صحة جيدة، كما أنه يجب علينا على الأقل المحاولة بأن نزيد من حرق هذه السعرات، وذلك، عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بشكل تدريجي وذلك البدء بتمارين التسخين لمدة 10 دقائق والمشي من 30-45 دقيقة على الأقل، وذلك بمعدل 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، ولعل من الوسائل المساعدة على ممارسة التمرين الرياضي هو وجود الشخص المرافق الذي يكون بمثابة المشجع والمعين لك، وأن يكون المكان والوقت مناسبين، كما يجب تحليل الدم قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة، وشرب السوائل والماء عند اللزوم، وحمل بطاقة تعرف بأنك مصاب بالسكري. إن التغير في نمط الحياة المتبع من أسلوب حركي بدني أو أسلوب غذائي سيؤدى إلى نتائج مشجعة لوقاية الإنسان من مرض السكري وغيرة من الأمراض المزمنة المصاحبة، كالقلب والكلى، وذلك لما للسكري من تأثير عليها. إن المصابين بداء السكري أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمشاكل القدم مما يسببه السكري من ضعف الدورة الدموية واعتلال الأعصاب وضعف المناعة وتأخر التئام الجروح مما يؤدى إلى فقد الإحساس أو التغيرات الحرارية وبالتالي إلى جروح وتلوث القدمين وذلك بسبب الإهمال وعدم استخدام الأحذية المناسبة وبعدم إتباعك الإرشادات مثل غسل القدمين بالماء والصابون، ويجب الاهتمام بأن تكون درجة حرارة الماء مناسبة، وتجفيف قدميك وخاصة بين الأصابع بعد الغسل، وفحص قدميك باستخدام مرآة للتأكد من عدم وجود تشققات أو جروح أو جفاف بالجلد في القدمين أو بين الأصابع، وتقليم الأظافر بعناية وبصورة مستقيمة وتجنب ترك حافة حادة، واستخدام الأحذية المريحة ، واستخدام الجوارب القطنية أو الصوفية ويجب أن لا تكون ضاغطة، وعدم الجلوس قريباً من مصادر الحرارة أو البرودة لفترات طويلة، و يمكنك حماية قدميك من المشاكل التي تؤدى إلى التهابات شديدة وبالتالي إلى البتر لا قدر الله. ومن المهم على مريض السكري أن يتأكّد من تاريخ صلاحية الأنسولين قبل استعماله مع عدم تعرّضه لدرجات حرارية عالية، كما يجب أن ينتبه لوجود أي مشكلة تقنية في قلم الأنسولين أو شرائح القياس قبل استعمالها، وهنالك عدة نصائح يجب على مريض السكري إتباعُها لكي تساعده على تقبّل هذا المرض والتعايش معه أهمها عدم التفكير بالمرض كثيراً أو جعله مصدر للقلق، ولتجنب أي مضاعفات ننصح مريض السكري بحمل السكريات بشكل دائم، وقياس معدل الجلوكوز يومياً، وأتباع نظام غذائي سليم مع تناول وجبات خفيفة لمنع انخفاض السكر، و بمراجعة طبيب العيون بشكل دوري تفادياً لحدوث المضاعفات لأن مرض السكري قد يُسب اعتلال في الشبكية، كما أنة يجب على المريض مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لمعرفة قدرته على الصيام، وتعديل جرعات الأدوية وتوقيتها لتفادي انخفاض أو ارتفاع مستوى السكرفي الدم وتغيير نمط الحياة لتكون بشكل صحي مثل خفض الوزن وزيادة النشاط البدني وكذلك السيطرة على مستوى السكر في الدم والابتعاد عن التدخين. وختاما نذكر أن منظمة الصحة العالمية شجعت ودعمت اعتماد تدابير فعالة لتتبع داء السكري ومضاعفاته والوقاية منة ومكافحته، وذلك بوضع المبادئ التوجيهية العلمية بشأن الوقاية ووضع القواعد والمعايير الخاصة بالتشخيص ورعاية مرضاه، وإذكاء الوعي وإحياء اليوم العالمي لداء السكري (14 نوفمبر) من كل عام، وترصد داء السكري وعوامل الخطورة منه، أما في المملكة العربية السعودية فتوجد مراكز الرعاية الصحية الأولية للعناية بمرضى السكري وعائلاتهم في كل أنحاء المملكة، وتقدم هذه المراكز أفضل الخدمات الصحية، وتقوم بتعزيز الوعي الصحي، وكذلك اهتمت المملكة بالجمعيات التي تعمل على تثقيف مرض السكري وعائلاتهم بكل الوسائل المتاحة وذلك من اجل زيادة الوعي الصحي ولتقليل عوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بمرض السكري، والعمل على الاكتشاف المبكر له وتقليل مضاعفاته الصحية الخطيرة، وخصصت عبر وسائل الإعلام مادة باسم التثقيف الصحي في مراحل التعليم العام وتفعيل دور التثقيف الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأولية وذلك للحد من انتشار المرض. * قسم التمريض – عيادة الجراحة

مشاركة :