أعلن المرشح الرئاسي الليبي سيف الإسلام القذافي الخميس، في بيان صادر عن محاميه خالد الزايدي، عن مبادرة لحل الأزمة السياسية في بلاده تتضمن تأجيل الانتخابات الرئاسية وإجراء البرلمانية. وقال الزايدي إن القذافي "أعلن عن مبادرة لحل الانسداد السياسي، بعد تعثر إجراء الانتخابات". ووفق البيان، تقترح المبادرة "إرجاء الانتخابات الرئاسية والمباشرة دون تأخير في إجراء الانتخابات البرلمانية". وسيضمن ذلك، بحسب المبادرة، "انتخاب برلمان لتجنيب البلاد حالات الحرب أو الانقسام وقطع الطريق أمام كل المبررات لمرحلة انتقالية جديدة، وللبرلمان الجديد بعد ذلك اتخاذ ما يلزم بشأن استكمال الانتخابات". وترى المبادرة أن "خلافات الأطراف المتصارعة سياسيا وعسكريا أضرت بالبلاد وشعبها وبددت ثروتها وتهدد وحدتها الوطنية". ويشير القائمون على المبادرة إلى أنها تعتبر "إنقاذا لما تبقى من خارطة الطريق، واحتراما لإرادة 2.5 مليون ليبي". وعاد سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية بعد نحو عشرة أعوام من مقتل والده العقيد معمر القذافي على يد محتجين إبان ثورة 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969 - 2011). وفي الرابع عشر من نوفمبر الماضي، أكدت "المفوضية الوطنية العليا للانتخابات" في ليبيا الأحد، تسلمها ملف ترشح سيف الإسلام ابن الرئيس الراحل معمر القذافي لانتخابات الرئاسة. ويقول مراقبون إن ابن القذافي المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اتخذ خطوة الترشح مستغلا شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة "الاستقرار النسبي" في عهد والده، بعد عقد صعب شهد الكثير من الصراعات السياسية والمسلحة. والثلاثاء استأنف مجلس النواب الليبي جلسة علقها الاثنين، لمناقشة آلية وشروط اختيار رئيس حكومة للبلاد، فيما أعلن 62 نائبا في البرلمان، في بيان مشترك، دعمهم استمرار عمل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مع إدخال تعديل وزاري يسمح لها بفرض سلطتها على كامل البلاد. والاثنين، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال جلسة للمجلس قبل تعليقها لعدم كفاية الوقت لمناقشة شروط اختيار رئيس الوزراء، إن حكومة الدبيبة "انتهت ولايتها ولا يجوز أن تستمر". وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب، ودور القضاء في العملية الانتخابية، تعذر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مزمعة في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد للانتخابات. ولا تزال ليبيا تعيش على وقع المخاطر الإرهابية، حيث أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا مساء الخميس، مقتل ثلاثة عناصر أمنية وأربعة من تنظيم داعش، خلال مواجهات بمنطقة جبل عصيدة قرب بلدة القطرون، جنوب غربي البلاد، بعدما استهدفت عناصر التنظيم الإرهابي دورية تابعة لكتيبة "شهداء أم الأرانب". وقالت الوزارة في بيان إنه "بتاريخ يوم الأربعاء الموافق لـ26 يناير الجاري، وتحديدا بالقرب من جبل عصيدة، غرب القطرون بحوالي 80 كلم، وقع اعتداء من قبل مجموعـة مسلحة تابعة للتنظيم الإرهابي "داعش" على دورية تابعة لكتيبة شهداء أم الأرانب، نتج عنه استشهاد ثلاثة عناصر من أبناء الوطن"، بحسب موقع "بوابة الوسط " الليبي. وأكدت الوزارة نجاح الدوريات الأمنية التابعة لها بالمنطقة بدعم من القوى المساندة في "القضاء على أربعة عناصر من تنظيم داعش، وتدمير آلياتهم التي كانوا يستقلونها، منوهة باستمرار الجهود في ملاحقة "فلول الإرهابيين حتى يجري القضاء عليهم وإحكام السيطرة الأمنية". وأعلنت مديرية أمن القطرون القبض على أحد عناصر داعش، ومقتل 8 آخرين من التنظيم في المواجهات بجبل عصيدة. ويعاني جنوب ليبيا من فراغ أمني منذ أحداث فبراير 2011، حيث استغلت هذا الفراغ عناصر إرهابية ومهربون من دول مجاورة، للتسلل إلى الجنوب الليبي والتمركز في جباله الوعرة والمناطق الصحراوية.
مشاركة :