في أي مدينة متقدمة في العالم يعتبر وسط المدينة أو ما يعرف ب"الداون تاون" قلبها النابض وشريانها الرئيس في الحركة السياحة والتجارية والعمرانية فهو مكان يقصده الزائر لهذه المدن أولا ويجعله ضمن أول مشاهداته في المدينة لأنه يدرك أن الأسواق وأماكن الترفيه والخدمات المتميزة وحتى التراث سيكون هناك. ولكن من يرى وسط العاصمة الرياض المتمثل بالبطحاء وما جاورها اليوم، فسيجد نفسه أمام حي من أسوأ الأحياء في المدن السياحية والاقتصادية حيث رداءة المباني وانعدام الخدمات، كل ذلك في ظل ما تشهده الرياض هذه الفترة من نهضة حديثة من خلال مشروعات تنموية ضخمة كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومشروع النقل العام هذا بالإضافة إلى بدء تدفق الاستثمارات الأجنبية المتعددة المتناثرة والتي ستسهم في احداث نهوض وإنعاش للمدينة واقتصادها، وناطحات السحاب الشاهقة، المنطقة التي كانت نواة لبناء العاصمة وانطلاق نهضتها ومصدراً للثقافة والعلم حيث وجود المكتبات والمدارس والمعاهد والأسواق، فهي الآن مغايرة لما كانت عليه، فأصبحت مرتعا للعمالة خصوصا غير النظامية منها، وأرض خصبة للمخالفات بمختلف أنواعها، فهو الآن بهذا الحال أضحى وبقوة مصدرا لتشويه جمال العاصمة خصوصا في ظل المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، الدالف للمكان سيلاحظ منذ الثواني الأولى أن العشوائية هي سيدة الموقف وأن الضجيج العالي والبسطات المتناثرة هما السمة الأبرز والأوحد في هذه المنطقة. رياض السياحة والإقتصاد والأعمال عليها أن تعيد حسابات هذه المنطقة بإعادة ترتيب الأوراق فيها وتنظيم البيع والشراع والعمل فيها حتى تعود البطحاء واجهة لمدينة المستقبل.
مشاركة :