دقت الانتصارات المتتالية للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية المسمار الأخير في نعش الميليشيات الحوثية الإرهابية، وأدت إلى فضح مخططاتهم العدوانية، وانتهاء شعبيتهم في المناطق الشمالية التي يسيطرون عليها داخل اليمن.وكشفت ردود الفعل الدولية والعربية على الهجمات الحوثية الإرهابية على المدنيين في السعودية والإمارات، حجم الرفض المتنامي للإرهاب الحوثي، ومن ورائه المحاولات الإيرانية المستمرة للتدخل في شؤون المنطقة بما يخدم أهدافها التوسعية من جهة، ومحاولتها تسجيل نقاط في مفاوضات فيينا من جهة ثانية. وأثبتت المواقف الدولية المؤيدة للتحالف العربي، تنامي الوعي بخطورة التحدي الذي تمثله الهجمات الإرهابية الحوثية، وبضرورة وقفها، ووقف الدعم الإيراني ولجمه، خدمة لأهداف المنطقة الحقيقية.نجاحات التحالفنجحت العملية العسكرية التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية مؤخرا تحت مسمى «حرية اليمن السعيد»، نحو تحرير آخر شبر في محافظة شبوة من سيطرة الميليشيات، واقتراب تحرير محافظة مأرب الاستراتيجية، حيث تحررت مديرية حريب التي تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة.ووفق مراقبين تمتاز مديرية حريب بمحيطها الجبلي، ووجود سلسلة مرتفعات تطوقها من مختلف جهاتها الأربع؛ الأمر الذي يجعل تحريرها مكسبا ونصرا عسكريا كبيرا؛ خاصة في ظل قربها من بقية مديريات محافظة مأرب، كما أن هذه المرتفعات تتصل بمديريات مجاورة لمحافظتي شبوة شرقا والبيضاء جنوبا، ومديريتي الجوبة والعبدية شمالا، وهو ما يمثل تأمينا لإنجازات التحالف في شبوة، وتهميدا للتوغل صوب البيضاء وبقية مناطق مأرب التي لا تزال في قبضة الميليشيات.عزل الحوثيويؤكد القيادي العسكري المتقاعد في الجيش اليمني، العميد متقاعد عبدالرؤوف العولقي، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية حولت مديرية حريب بعد السيطرة عليها في سبتمبر الماضي، إلى قاعدة عسكرية لانطلاق قواتها المسلحة نحو جبهات جبل البلق الاستراتيجي المحيط بمدينة مأرب، والمطل على مركز المحافظة.ويرى أنه بتحرير حريب والوصول إلى عقبة ملعاء، تنقطع الإمدادات عن الجبهات المتقدمة للحوثيين في جبل البلق الشرقي، وباتت الميليشيات بذلك منعزلة ومحاصرة تماما، وهو ما يجعل احتمال استسلام عناصر ميليشيات الحوثي في المنطقة مرجحا في الأيام القادمة، بعد أن صار مصيرهم محتوما، بعد حصارهم من الشمال عبر قوات للجيش اليمني، وجنوبا من قوات ألوية العمالقة، الأمر الذي يعني أن الضربات الأخيرة بمثابة المسمار الأخير في نعش الحوثيين.ويشير إلى أن التحالف بات يسيطر على مناطق هامة في العمق القبلي لمأرب، وهو ما يجعل لحريب أهمية كبيرة على خارطة العمليات العسكرية الجارية لتحرير كافة مناطق مأرب.نصر عسكريووصف المحلل اليمني سالم المجيدي، التقدم الكبير للحالف العربي لدعم الشرعية، بأنه «نصر عسكري محوري»، ترتبط به الانتصارات السابقة في شبوة، وتقوم عليه بقية الانتصارات القادمة، والمتوقعة في البيضاء وبقية مديريات مأرب.ولفت إلى العمل الكبير الذي يقوم به التحالف مع الجيش اليمني وألوية العمالقة، في ظل حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الانقلابية في كل نواحي حريب، وتفننت في تمويهها؛ وهو ما تسبب بتأخير عملية التحرير وجعلها تستغرق وقتا وزمنا أطول. واعتبر ما تحقق مؤخرا وما هو متوقع في بقية المحافظات اليمنية بدعم التحالف العربي، مسمارا أخيرا في نعش ميليشيات الحوثي الانقلابية ومشروع إيران في المنطقة العربية؛ مشيرا إلى أن مأرب تمثل خط الدفاع الأول للأمة العربية في وجه إرهاب طهران ومشاريعها التدميرية.عودة الردعواعتبرت المحللة في «اندبندت عربية» هدى رؤوف، أن الاعتداءات الحوثية الأخيرة على المدنيين داخل وخارج اليمن، تكشف حالة الذعر التي أصابتهم، وتكشف عن رسالة إيرانية مفادها أن طهران «ليس لديها أي نية للتراجع عن طموحها في الهيمنة الإقليمية عبر توظيف الأحداث في دول مثل سوريا، أو لبنان، أو العراق أو اليمن. والدلالة الثانية أن الهجوم يعبر عن إحباط الحوثيين المتزايد من جهودهم الفاشلة على مدار العامين الماضيين للسيطرة على مدينة مأرب.وأكدت أن الاعتداءات تطرح أسئلة عن «تحول الحوثيين ليكونوا تحديا للانتشار يتجاوز الحرب في اليمن، ووكيلا إقليميا ضمن الأجندة الإيرانية، مستنسخين نموذج حزب الله اللبناني، وتكون الجماعة حزب الله الجنوبي، على البحر الأحمر».وشددت على الدور الأمريكي السلبي في الأحداث الأخيرة، معتبرة أن قرار إدارة بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب وضع واشنطن في موقف صعب وشكل «تراجعا في قوة الردع الأمريكية ليس أمام إيران فقط، بل حتى وكلائها الإقليميين، لذا لا بد من عودة قوة الردع المتمثلة في الرد على أي تهديدات للمصالح الأمريكية في المنطقة ومصالح حلفائها، والتي تمتد حتى إلى تهديد الشحن والملاحة الدولية وتدفق الطاقة».لا تنازلات أو مساومةويرى محمد الصوافي في صحيفة «البيان» الإماراتية، أن التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات «لا يقدم أي تنازلات مع الإرهابيين في أي مكان في العالم، وليس مع ميليشيات الحوثي فقط التي تطاولت على سيادتها بكل وقاحة»، معتبرا أن الهجمات الحوثية، تعكس اليأس تجاه السعودية والإمارات، التي أكدتا أنها «غير مستعدة للاستسلام أمام مجموعة من المجرمين اعتادوا على مساومة بعض الأنظمة في العالم أو التفاهم معهم سواء فوق الطاولة أو تحتها، ولذلك فمع مرور الوقت ستكون ميليشيات الحوثي مثالا ودرسا في كيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية».وشدد على أن التساهل مع هذه التنظيمات الإرهابية والجبن من مواجهة الداعمين لها فرح هذه الميليشيات وجعلت العالم يعاني. وصارت المواجهة تقتصر على الإدانات والاستنكارات، وتخلت عن استخدام القوة المشروعة باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء، فهذا التردد أعطى مجالا للحوثي ليعتدي على دول تقدم مساعدات إنسانية، ويختطف سفنا تحاول إنقاذ حياة اليمنيين، فحسابات هذه الميليشيات السياسية لا علاقة لها بالإنسان سواء من مواطني اليمن أو في أي مكان في العالم، ما يهمها تنفيذ أجنداتها ومشروعاتها الأيديولوجية».القائمة السوداءوبالتواكب مع انتصارات التحالف العربي لدعم الشرعية، دعت ماري لونغ، مؤسسة شركة «أسكاري أسوشييتس» لشؤون الدفاع والفضاء، ونائب الرئيس في الشركة نفسها إميلي ميليكن، الإدارة الأمريكية إلى إعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب وضمن القائمة السوداء، ورأت أن أسباب تصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب واضحة.وكتبت المحللتان أن المتمردين المدعومين من إيران اعتدوا مجددا على السعودية والإمارات، وجاء الرد فوريا، حيث تم تدمير مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ، وأوضحتا أن الحوثيين تطوروا إلى منظمة إرهابية ووكيل لإيران، حيث تحصل المجموعة على أسلحة وطائرات دون وصواريخ وتدريب من طهران.ويعتقد محللون كثر أن الحوثيين يحصلون على مساعدة مباشرة في عملياتهم من الحرس الثوري، وأنه بالنظر إلى تعقيد الهجمات الصاروخية على أبوظبي البعيدة، ربما تورطت إيران مباشرة في التخطيط والتنفيذ، و»مع ذلك، تريدنا إدارة بايدن أن نصدق أن الحوثيين ليسوا إرهابيين».أدلة واضحةوأشارتا إلى أن هناك أدلة كثيرة على أن نوايا الحوثيين إرهابية، فعلاوة على اعتداءاتهم الأخيرة على المدنيين، احتجزوا سفينة ترفع العلم الإماراتي مع طاقمها المؤلف من 11 فردا قبالة سواحل اليمن، وأوضح الحوثيون نيتهم الإضرار بالمصالح الأمريكية ولا يجب أن تنتظر واشنطن مقتل أمريكي لإعادة الاعتراف بما هم عليه، وفي حادثين منفصلين السنة الماضية، اختطف الحوثيون أشخاصا عملوا لصالح السفارة الأمريكية في صنعاء، ولا يزال وضعهم وآخرين على صلة بالولايات المتحدة، غير واضح.وتشير المحللتان في الختام إلى أن إعادة تصنيف فورية للحوثيين على لائحة الإرهاب مقترنة بتحسين الأنظمة الدفاعية، والإجراءات ضد الطائرات دون طيار في الخليج العربي، بداية جيدة لتعزيز الأمن الخليجي الأمريكي المشترك.5 أهداف حققتها عملية تحرير اليمن السعيد:تحرير محافظة شبوة كاملة والاقتراب من تحرير مأرب. فقدان الحوثي شعبيته في مناطق سيطرته بشمال اليمن. فضح اعتماد الميليشيات على الحرس الإيراني وحزب الله. منع وصول الحوثيين إلى باب المندب وتهديد الملاحة العالمية. توجه أمريكا لإعادة تصنيف الميليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية.
مشاركة :