رحيل مديحة سالم.. «مراهقة السينما المصرية»

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شيعت الأوساط الفنية في مصر أمس جثمان الفنانة القديرة مديحة سالم، الذي غيبها الموت عن عمر يناهز 71 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حيث دخلت أحد المستشفيات بالقاهرة منذ أسبوعين بعد تدهور حالتها الصحية. ومنذ ظهورها على الشاشة الفضية ارتبط وجهها الغض البريء وملامحها الطفولية ونبرات صوتها العذبة بأحلام الشباب في الحب والحلم بحياة سعيدة. لم تنافس على البطولة ولكنها عاشتها في منطقة الظل الدافئة، وسط كوكبة من النجوم الكبار، فكانت بمثابة عنقود ضوء وموسيقى، يضفي على بطولتهم بريقا من الوهج والإثارة الفنية اللافتة. وفي منطقة الظل التي أحبتها عاشت الفنانة مديحة سالم حياتها بعيدا عن الصخب والضجيج، الذي أصبح سمة عصرنا، حتى غيبها الموت أول من أمس. وتعد الفنانة الراحلة رمزا من رموز السينما المصرية والدراما العربية، ولدت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1944.. وحالت ظروفها العائلية بينها وبين أن تكمل دراستها الجامعية، فاضطرت لترك الدراسة بعدما حصلت على شهادة الثانوية العامة من كلية البنات بالزمالك، واتجهت للفن وهي ابنة السابعة عشرة، ولقبت بـ«مراهقة السينما المصرية». عرف الجمهور المصري والعربي الراحلة مديحة سالم في أدوار الفتاة الحالمة الرومانسية التي تسعى إلى إيجاد شريك حياتها والارتباط به مدى الحياة، ساعدها على تقديم هذه النوعية من الأدوار ملامح وجهها الطفولية وخفة ظلها، دون أن تحصل على البطولة المطلقة في أي عمل قدمته. وجسدت دور الفتاة الرومانسية وحاولت الاستفادة من أدوار البطولة، لكنها كانت أكثر لمعانا في أدوارها الثانية كصديقة للنجمات أو الشقيقة الأصغر للكثير من النجمات والنجوم في السينما المصرية.. فما زال الجمهور يتذكر دورها كشقيقة صغرى للبني عبد العزيز في فيلم «آه من حواء» عندما كانت تحلم بالزواج من الراحل عبد المنعم إبراهيم، لكن رفضت شقيقتها الكبرى «لبني» للزواج، دفعها لمطالبة جدها الراحل حسين رياض بالزواج قبل شقيقتها، ويعد هذا الفيلم من الأفلام الشيقة التي جمعت بين الفنان الراحل رشدي أباظة ولبني عبد العزيز.. كما كان لدورها كشقيقة صغرى للفنانة سميرة أحمد في فيلم «أم العروسة» وحبها للفتى الشقي حسن يوسف، ومشهدها الرائع وهي تبكي على فراق شقيقتها التي ستتزوج الفنان يوسف شعبان، حيث كان أداؤها رائعا أمام النجمين عماد حمدي وتحية كاريوكا.. كما كان دورها مؤثرا كشقيقة صغرى للنجم محمود ياسين في فيلم «حب وكبرياء» عندما كانت تريد الزواج بالفنان سمير صبري. قدمت مديحة سالم أفلاما مميزة مع كبار الممثلين في السينما المصرية مثل «مذكرات تلميذة» مع نادية لطفي وحسن يوسف، و«حواء على الطريق» مع ماجدة، و«هي والرجال» مع لبني عبد العزيز وأحمد رمزي، و«العريس يصل غدًا» مع أحمد رمزي، وفيلم «المغامرة الكبرى» و«3 لصوص» مع حسن يوسف، «الراجل ده هيجنني» مع فؤاد المهندس، و«لصوص لكن ظرفاء» مع يوسف فخر الدين وأحمد مظهر وعادل إمام، حيث لعبت دور الزوجة المشاغبة التي تثير خلافات دائما مع زوجها يوسف فخر الدين، مما أتاح فرصة للصّين هما أحمد مظهر وعادل إمام أن يحاولا سرقة محل المصوغات أسفل شقتهما بعمل «حفرة» في سقف المحل. كما قدمت أدوارا تراجيدية بأعمال سينمائية سياسية واجتماعية مثل «الناس والنيل» مع سعاد حسني، و«ملكة الليل» مع هند رستم. في التلفزيون كان لمديحة سالم نصيب حيث شاركت في الكثير من الأعمال الدرامية أهمها «القط الأسود» مع محمود المليجي؛ ولكنها قدمت أعمالا أخرى لا تقل أهمية عنه مثل «هارب من الأيام» مع كمال ياسين، و«إلا دمعة الحزن» مع نادية لطفي، وآخرهم «القضاء في الإسلام» مع زهرة العلا. في مطلع الثمانينات اعتزلت مديحة سالم التمثيل؛ إلا أنها عادت وشاركت في عامي 2001 و2003 في الجزأين الثامن والتاسع من مسلسل «القضاء في الإسلام» ثم ابتعدت عن الظهور على الشاشة وتفرغت لحياتها الأسرية حتى وافتها المنية.

مشاركة :