انتقد الموسيقار طلال باغر فن «الشيلات» معتبرًا «أنها التفاف على الموسيقى، وأنها ظهرت فقط لغياب وحضور الأغنية السعودية»، مطالبًا باستئناف الحفلات الموسيقية والمسرح الغنائي حتى يتم الحفاظ على الأغنية السعودية من الاندثار في ظل انتشار المنتجين الذين لا يهتمون بالقيمة الفنية بقدر الاهتمام بالمادة، كما أبدى باغر أسفه لحال الوسط الفني بقوله: لم يعد هناك من يهتم باختيار اللحن والكلمات، فالغالب أن يقوم المغنون والمطربون بتأدية الأغنية فقط والتي تكون سبق اختيارها من المنتج الفني بكلماتها وألحانها»، وأوضح باغر أنه ومجموعة من الفنانين والملحنين في المنطقة الغربية يعملون على تدوين وحفظ الموروث الحجازي بجهود ذاتية، وأنهم بدأوا بفن «المجَسْ الحجازي»، وتوثيقه حيث يقومون بعزف المقطوعات الموسيقية ثم يحللون مقاماتها وتعريفاتها ثم يكتبون المقامات وتعريفاتها، مضيفًا أنه يبحث عن ممول مادي بعد اكتمال المشروع، وأن طموحهم أن يدونوا جميع التراث السعودي، وقال: إن المشوار طويل وصعب لأنه لا توجد أكاديمية تهتم بالفن وتدوين الألحان والإيقاعات في المملكة وهذا ما يؤثر ويبطئ من عملية التدوين، وذكر أن هذا التوثيق للفن يقطع الطريق على أي شخص يحاول الافتئات على الفنون وتعريفها، معللًا سبب إقدامه على التوثيق لكونه يشاهد في بعض القنوات الفنية محاولات لتعريف المجس الحجازي من بعض المطربين أو الفنانين وأنهم يعرفونه من تلقاء أنفسهم وبلا دراية أو خبرة. جاء ذلك خلال حديثه في ندوة «تجديد التراث وصناعة الأغنية» التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان، واستضافها نادي جازان الأدبي مؤخرًا، وأكد باغر خلالها أن جمعيات الثقافة والفنون لا تستطيع وحدها أن تنفذ مشروعًا لحفظ الأغنية السعودية وذلك لضعف الإمكانات وميزانيات الجمعيات ولغياب المتخصصين في الموسيقى. كما تحدث في الندوة الإعلامي يحيى مفرح زريقان مشيرًا إلى أن من أسباب اختفاء تنوع اللهجات في الأغنية السعودية توجه المنتجين وتأثيرهم في اختيار الكلمات والأغاني، ومتضامنًا مع فكرة تدوين وجمع وحفظ التراث الفني والألحان والإيقاعات وتحليلها حتى لا تندثر مع الزمن. أما الشاعر أحمد السيد فاعتبر الغناء والموسيقى فعلًا روحيًا ويخرج من الداخل وأن الموسيقى تتسامى على الفحش وأنها عبارة عن تقطيع للزمن، مشيرًا إلى أن الشاعر علي الأمير من رواد تجديد الأغنية التراثية في جازان وأنه استطاع أن يضيف صورًا إبداعية شعرية على إيقاعات الموسيقى الجازانية. وفي ختام الندوة طالب مقدمها الإعلامي أحمد باعشن أن تكون المحاضرة نواة لتأسيس جمعية لحفظ الأغنية السعودية وحث المهتمين بالفنون والموسيقى للاستفادة من تجربة الموسيقار طلال باغر في التدوين، مشيرًا إلى أن ذلك سيختصر الطريق لحفظ الموروث الثقافي والموسيقي.
مشاركة :