تتفوق الإجراءات الأمنية المشددة على الصراع التاريخي المرير بين ريال مدريد وغريمه برشلونة عندما يلتقيان اليوم (السبت) في قمة المرحلة الثانية عشرة من الدوري الاسباني لكرة القدم. وعلى غرار معظم المباريات في غرب القارة العجوز، يقام كلاسيكو الكرة الاسبانية على هاجس التهديدات الأمنية بعد اعتداءات باريس الجمعة الماضي التي راح ضحيتها 129 قتيلا وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية، من بينها تفجيرات على مداخل «استاد دو فرانس» حيث كانت تقام مباراة فرنسا وألمانيا الودية. وبعد سلسلة اجتماعات الخميس بين ممثلين عن الناديين، الشرطة والحكومتين المحلية والوطنية، بلغ عدد أفراد الأمن الذين سيقومون بحماية المباراة 2400 شخص، فقال وزير الداخلية خورخي فرنانديس دياس: «سيتم تعزيز الأمن بشكل كبير. سيكون عدد أفراد الأمن كبيرا ليس فقط للوصول إلى الملعب، بل في الضواحي ووسائل النقل التي ستجلب المشجعين إلى الملعب». ويتواجه الفريقان السبت، في مواجهة نارية على صدارة الدوري، إذ يملك برشلونة 27 نقطة في المركز الأول بعد فوزه 9 مرات وخسارته مرتين في 11 مباراة، بفارق 3 نقاط عن ريال الذي خسر مباراة اقل لكنه دفع ثمن 3 تعادلات. ويعد الفريقان الأكثر عراقة في تاريخ الدوري، إذ حصد ريال مدريد اللقب 32 مرة مقابل 23 للفريق الكاتالوني، وهما على مسافة بعيدة من اقرب المطاردين أتلتيكو مدريد (10 القاب). لكن علامة الاستفهام الكبرى تكمن في إمكانية مشاركة نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الغائب عن الملاعب منذ شهرين بعد تعافيه من الإصابة وعودته إلى التمارين قبل أيام قليلة. وقال انييستا: «إذا تمكننا من الاعتماد على ليو من البداية سترتفع حظوظ فوزنا». وفضلا عن ميسي، تعاني تشكيلة المدرب لويس انريكي من إصابة لاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش في ربلة ساقه. وكان مهاجم برشلونة الاوروغوياني لويس سواريز قد أكد الأربعاء ان ميسي لديه انطباعات جيدة في أفق خوض الكلاسيكو، بيد أن حضوره يتوقف على حالته مع اقتراب موعد المباراة. وقال سواريز في مؤتمر صحافي: «سيلعب أم لا، ذلك يتوقف على المدرب والجهاز الطبي والانطباعات التي ستكون لديه» في إشارة إلى ميسي (28 عاما) الذي عاد إلى التدريبات الجماعية مطلع الأسبوع الجاري بعد غياب عن الملاعب منذ 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، بسبب إصابة في ركبته خلال المباراة ضد لاس بالماس. وتألق سواريز والدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا بشكل لافت في غياب ميسي صاحب الكرة الذهبية 4 مرات، وذلك بتسجيل كل منها 10 أهداف وسجلا سويا الأهداف الـ17 الأخيرة لبرشلونة في الدوري، ولكن على الرغم من العروض الرائعة لقائد السيليساو، فإن الاوروغوياني أكد أن الأفضلية في الفريق لم تتغير، إذ يبقى «ليو أفضل من أي لاعب بالنظر إلى ما قام به وسيواصل القيام به». وفي الطرف المقابل، يأمل ريال مريد استعادة مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة، بعد تعرضه لإصابتين الأولى في عضلات فخذه والثانية قضائية اثر ملاحقته قانونيا لمشاركته في فضيحة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا بشريط اباحي. وقد تكون مباراة السبت ثالث مواجهة فقط هذا الموسم يستهل فيها ريال المباراة بنجومه الثلاثة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل وبنزيمة، إذ تأثر ريال ببداية موسم بطيئة لم يكن مقنعا فيها إلى جانب معاناته من إصابات مختلقة ومشكلات تمركز للاعبي المدرب رافائيل بينيتيز. ورأى بايل الذي ينتقد راهنا لعدم ارتقائه إلى مستوى المناسبات الكبرى: «اشعر بالقوة، وجاهز لخوض المباراة والمعركة. أريد تقديم الأفضل ومساعدة الفريق على الفوز». ويأمل بينيتز الاعتماد على تشكيلة شبه كاملة بعد تعافي الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، المدافع سيرخيو راموس والظهير البرازيلي مارسيلو من إصابات تعرضوا لها قبل أسبوع المباريات الدولية. وينتظر بينيتيز قرار إشراك صانع الألعاب الكولومبي خيميس رودريغيز من عدمه، بعد إكماله 180 دقيقة في مباراتي بلاده الأسبوع الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2018، فيما يتوقع مشاركة الظهير داني كارباخال بدلا من البرازيلي دانيلو على الجهة اليمنى. وعلى رغم استعادة رونالدو شهيته التهديفية وتسجيله 13 مرة في آخر 15 مباراة، إلا أن الدون، الذي تسري تكهنات كبيرة حول تركه الفريق الملكي، فشل بهز الشباك في 9 مباريات هذا الموسم، من بينها مباراتا أتلتيكو مدريد واشبيلية اللتين أهدر ريال فيهما النقاط، ومباراتا دوري الأبطال ضد باريس سان جرمان الفرنسي. ويبحث أتلتيكو مدري الثالث بفارق 4 نقاط عن برشلونة ونقطة عن جاره ريال، الاستفادة من الموقعة الكبرى، للاقتراب أكثر من المركز الأول، عندما يحل على ريال بيتيس الحادي عشر الأحد. أما سلتا فيغو الرابع ومفاجأة بداية الموسم، فيأمل العودة إلى طريق الفوز عندما يستقبل السبت ديبورتيفو لاكورونيا التاسع بعد فوزه مرتين فقط في آخر 6 مباريات. وفي باقي المباريات، يلعب السبت ريال سوسييداد مع اشبيلية، واسبانيول برشلونة مع ملقة، وفالنسيا مع لاس بالماس، والأحد سبورتينغ خيخون مع ليفانتي، وفياريال مع ايبار، وغرناطة مع اتلتيك بلباو، والاثنين خيتافي مع رايو فايكانو.
مشاركة :