تتفوق الإجراءات الأمنية المشددة على الصراع التاريخي المرير بين ريال مدريد وغريمه برشلونة عندما يلتقيان اليوم السبت في قمة المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وعلى غرار معظم المباريات في غرب القارة العجوز، يقام كلاسيكو الكرة الإسبانية على هاجس التهديدات الأمنية بعد اعتداءات باريس الجمعة الماضي، من بينها تفجيرات على مداخل «استاد دو فرانس» حيث كانت تقام مباراة فرنسا وألمانيا الودية. وبعد سلسلة اجتماعات الخميس بين ممثلين عن الناديين، الشرطة والحكومتين المحلية والوطنية، بلغ عدد أفراد الأمن الذين سيقومون بحماية المباراة 2400 شخص، فقال وزير الداخلية خورخي فرنانديس دياس: «سيتم تعزيز الأمن بشكل كبير. سيكون عدد أفراد الأمن كبيرًا ليس فقط للوصول إلى الملعب، بل في الضواحي ووسائل النقل التي ستجلب المشجعين إلى الملعب». وبحسب تقارير الصحف المحلية، ستقام حلقة أمنية ثلاثية حول ملعب «سانتياغو برنابيو» في العاصمة مؤلفة من نحو 1200 شرطي مجهزين بالسلاح، الخيول، الكلاب وأجهزة الكشف عن المعادن، على غرار ما حصل في نهائي دوري أبطال أوروبا 2010 الذي استضافه الملعب. صراع الصدارة ويتواجه الفريقان السبت الساعة 8:15 بالتوقيت المحلي، في مواجهة نارية على صدارة الدوري، إِذ يملك برشلونة 27 نقطة في المركز الأول بعد فوزه 9 مرات وخسارته مرتين في 11 مباراة، بفارق 3 نقاط عن ريال الذي خسر مباراة أقل لكنه دفع ثمن 3 تعادلات. ويعد الفريقان الأكثر عراقة في تاريخ الدوري، اذ حصد ريال مدريد اللقب 32 مرة مقابل 23 للفريق الكاتالوني، وهما على مسافة بعيدة من أقرب المطاردين اتلتيكو مدريد (10 ألقاب). لكن علامة الاستفهام الكبرى تكمن في إمكانية مشاركة نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الغائب عن الملاعب منذ شهرين بعد تعافيه من الإصابة وعودته إلى التمارين قبل أيام قليلة. وقال اينيستا: «إذا تمكنا من الاعتماد على ليو من البداية سترتفع حظوظ فوزنا». وفضلاً عن ميسي، تعاني تشكيلة المدرب لويس انريكي من إصابة لاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش في ربلة ساقه. عودة بنزيما وفي الطرف المقابل، يأمل ريال مريد استعادة مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما، بعد تعرضه لإصابتين الأولى في عضلات فخذه والثانية قضائية إثر ملاحقته قانونيًا لمشاركته في فضيحة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا. وقد تكون مباراة السبت ثالث مواجهة فقط هذا الموسم يستهل فيها ريال المباراة بنجومه الثلاثة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل وبنزيما، إِذ تأثر ريال ببداية موسم بطيئة لم يكن مقنعًا فيها إلى جانب معاناته من إصابات مختلقة ومشكلات تمركز للاعبي المدرب رافايل بينيتيز. ورأى بايل الذي ينتقد راهنا لعدم ارتقائه إلى مستوى المناسبات الكبرى: «أشعر بالقوة، وجاهز لخوض المباراة والمعركة. أريد تقديم الأفضل ومساعدة الفريق على الفوز». ويأمل بينيتز الاعتماد على تشكيلة شبه كاملة بعد تعافي الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، المدافع سيرخيو راموس والظهير البرازيلي مارسيلو من إصابات تعرضوا لها قبل أسبوع المباريات الدولية. وينتظر بينيتز قرار اشراك صانع الألعاب الكولومبي خاميس رودريغيز من عدمه، بعد إكماله 180 دقيقة في مباراتي بلاده الأسبوع الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2018، فيما يتوقع مشاركة الظهير داني كارباخال بدلاً من البرازيلي دانيلو على الجهة اليمنى. وبرغم استعادة رونالدو شهيته التهديفية وتسجيله 13 مرة في آخر 15 مباراة، إلا أن الدون، الذي تسري تكهنات كبيرة حول تركه الفريق الملكي، فشل بهز الشباك في 9 مباريات هذا الموسم، من بينها مباراتا اتلتيكو مدريد واشبيلية اللتين أهدر ريال فيهما النقاط، ومباراتا دوري الأبطال ضد باريس سان جرمان الفرنسي. ويبحث اتلتيكو مدري الثالث بفارق 4 نقاط عن برشلونة ونقطة عن جاره ريال، الاستفادة من الموقعة الكبرى، للاقتراب أكثر من المركز الأول، عندما يحل على ريال بيتيس الحادي عشر غدًا الأحد. أما سلتا فيغو الرابع ومفاجأة بداية الموسم، فيأمل العودة إلى طريق الفوز عندما يستقبل اليوم السبت ديبورتيفو لا كورونيا التاسع بعد فوزه مرتين فقط في آخر ست مباريات. وفي باقي المباريات، يلعب السبت ريال سوسييداد مع اشبيلية، وإسبانيول برشلونة مع ملقة، وفالنسيا مع لاس بالماس، والأحد سبورتينغ خيخون مع ليفانتي، وفياريال مع ايبار، وغرناطة مع اتلتيك بلباو، والاثنين خيتافي مع رايو فايكانو.
مشاركة :